إيمان مدعوم من الكتاب المقدس
تؤكد النصوص الانجيلية حدت القيامة؛ إذ رأى التلاميذ القبر فارغ، والقبر قد وُجد فارغا لا يُبرهن إلاَّ على انه فارغ، وامَّا الاكفان على الأرض والمنديل ملفوفا على حدة مما ينفي سرقة الجسد فمن يؤكد قيامة الرب؟ توحي الرواية ذكريات تاريخية لشهود عيان. لكن لم تشاهد عينا انسان القيامة ذاتها، ولكن علامات لها. ومن هنا يوجد هناك خياران: الايمان انَّ الرب يسوع قد قام من بين الأموات او أن الانغلاق أمام حقيقة القيامة منكرين ومتجاهلين إياها. فهناك حاجة أن يفتح اللَّه ذهن الرسل ليفهموا الكتب المقدسة كما حدث مع تلميذي عمواس (لوقا 24: 44-45). المسيح المُمجَّد مفتاح لكل اسفار الكتاب المقدس كما وصف لوقا البشير لقاء يسوع القائم مع تلميذي عِمَّاوُس "فبَدأَ مِن مُوسى وجَميعِ الأَنبِياء يُفَسِّرُ لَهما جميعِ الكُتُبِ ما يَختَصُّ بِه (لوقا 24: 27). وهنا تأتي كلمة الانجيل لتثبِّت الايمان. عندما فهم التلاميذ الكتب المقدسة، لم يعودوا بحاجة الى ان "يروا" أولا، بل أصبحوا يؤمنون استنادا الى كلمة الله.
وبعد ان رأى التلاميذ القبر فارغا والاكفان والمنديل تذكروا اقوال يسوع والاسفار المقدسة انه سيموت ثم يقوم من بين الأموات: "أَنَّه يَجِبُ علَيهِ أَن يَذهَبَ إِلى أُورَشَليم ويُعانِيَ آلاماً شَديدة مِنَ الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة ويُقتَلَ ويقومَ في اليومِ الثَّالث" (متى 16: 21). وتذكر التلاميذ أيضا ما تنبأ عنه صاحب المزامير "لأَنَّكَ لن تَترُكَ في مَثْوى الأَمْواتِ نَفْسي ولَن تَدَعَ صَفِيَّكَ يَرى الهوة" (مزمور 16: 10)، واخذوا يفهمون ما قاله السيد المسيح عن تحقيق آية يونان بقيامته "فكما بَقِيَ يُونانُ في بَطنِ الحُوتِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيال، فكذلكَ يَبقى ابنُ الإِنسانِ في جَوفِ الأَرضِ ثَلاثةَ أَيَّامٍ وثلاثَ لَيال. (متى 12: 40). أدرك التلاميذ عندئذ ان القيامة حقيقة تثبِّتها الكتب المقدسة وأنها جزء رئيسي في خطة الله لخلاصنا وتبريرنا، لذلك تحقيقها كان أمرًا ضروريًا.
ونستنتج مما سبق ان الرسل اخذوا يفهموا ما ورد في الكتاب عندما حلّ الروح القدس في العنصرة، "كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أُعطيَ نَصيبَه مِنَ النِّعمَةِ على مِقْدارِ هِبَةِ المسيح"(أفسس 4: 7). ومن هذا المنطلق إننا نؤمن بالقيامة بناء على شهادة الرسل وما ورد في الكتب المقدسة وتقليد الكنيسة المقدسة.