انظروا في اختيار موسي النبي، تروا موقفًا عجيبًا.. كان موسي "ثقيل الفم واللسان.. وليس صاحب كلام لا من اليوم ولا أمسًا، ولا قبلًا من أمس" (خر 4: 10).
ومع ذلك اختار الله هذا الثقيل الفم واللسان ليكون كليم الله..
لم ينزع منه هذا النقص، وإنما أرسل له هارون أخاه، لكي "يكون له فمًا "وقال الله لموسي: "وأنا أكون مع فمك، وأعلمك ما تتكلم به" (خر 4: 16، 12). وبهذا الإنسان الثقيل الفم واللسان، أذل الله فرعون.. إن قلة المواهب لا تعوق عمل الله، ولا تدعو الإنسان إن يفقد الرجاء في القدرة علي القيام بالمسئوليات.. فباستمرار ثق بالله الذي قيل إنه "يعطي المعيي قدرة، ولعديم القوة يكثر شدة" (إش 40: 29).
البابا شنودة الثالث