أول بقعه جغرافيه تشرق عليها الشمس عمان أرض البخور والسندباد البحرى

[Marina Greiss]

تقع دولة عمان وهي أول بقعة جغرافية تشرق عليها الشمس في الوطن العربي، في جنوب غرب آسيا، في أقصى جنوب شرق شبه الجزيرة العربية، وتطل على شريط ساحلي يبلغ طوله 3165 كم، تطل على خليج عمان وبحر العرب، وتداعبها مياه الخليج العربي، فهي أمة شعبها من البحارة، على الرغم من أن الصحراء تشكل جزءا كبيرا من أراضيها، كما تشكل الجبال بها نحو 15% من مساحتها، أهمها سلسلة جبال الحجر.
ولعل هذا التنوع البيئي الذي تتمتع به دولة عمان ما بين سهل وجبل وصحراء وساحل هو ما يجعلها واحدة من الوجهات السياحية الأكثر أهمية، والتي سيتم النظر إليها بعين الاعتبار خلال السنوات المقبلة.
كما أن حكومة عمان التي تأخذ طابعا أبويا بقيادة السلطان قابوس بن سعيد الذي يحكم البلاد منذ نحو أربعين عاما، توضح منذ البداية أن أبواب الزيارة لعمان ليست مفتوحة لمختلف أنواع الزائرين، وإنما ليكون ذلك واضحا هي مفتوحة للسياحة الخالصة.
قام سلطان عمان بإنشاء فندق قصر البستان، وهو من أفضل فنادق الشرق الأوسط، حائز على جوائز عربية وعالمية، ويمتاز بالتصميم الإسلامي، ويقع على شاطئ البستان في مسقط، وقد خصص دورا بأكمله فيه للسلطان، على الرغم من أن القصر السلطاني لا يبعد إلا بضعة كيلومترات عن الفندق، ولكن الأمر برمته كأنه إحدى ليالي ألف ليلة وليلة.
ولا يبدو الأمر بعيدا، فعمان كان لها حكاية مستقلة في كتاب ألف ليلة وليلة من خلال قصة سندباد البحري التي روتها الأميرة شهرذاد في فصل كامل، وهو من مدينة صحار التي تقع على بعد حوالي مئة كيلومتر شمال مسقط، وقد وضع لهذه الشخصية الأدبية تمثال في وسط المدينة.
وعلى الرغم من ذلك فإن شخصية البحار العماني الجريء الذي عبر المحيط الهندي هي قصة لا تخلو من واقع، حيث كان ذلك الميناء عام 2000 ق. م هو مركز تصدير النحاس إلى بلاد ما بين النهرين، فالقصة يمكننا أن نقول إن بها الكثير من الواقع، كما أن هناك أدلة في القرن الثامن الميلادي أن هناك سفينة عمانية كانت تبحر في المحيط الهندي للوصول إلى الصين وإقامة علاقات تجارية جنوب آسيا، خاصة تجارة التوابل والفخار، وفي ذلك الحين عرفت عمان بتوافر شجرة اللبان ذات الرائحة الذكية بها.
وقد حظيت هذه الشجرة بحضور تاريخي هائل جعل منها جسرا للتواصل ولأجلها تحركت القوافل في مسارات من جنوب عمان إلى شواطىء جنوب العراق وإلى الشام ومصر القديمة، وحتى غزة، ومنها إلى البلدان الأوروبية، وخاصة روما.
وتعرف هذه الشجرة باسم (بوزيفليا ساكرا) وهي مثل أشجار المر من فصيلة أشجار البخور، وقد ذكرها ابن سينا وأشاد بها قائلا إنها تداوي جميع الأمراض، ويعد اللبان العماني من أفضل أنواع اللبان في العالم، حيث يدخل في صناعة الأدوية والزيوت والمساحيق والعطور والشموع الخاصة، بالإضافة لاستخدامه في العديد من دور العبادة حول العالم كنوع من البخور.
وتنمو هذه الشجرة على الحدود مع اليمن، وتوجد بالكاد في أجزاء من إثيوبيا والصومال والهند، وكانت سببا في قيام علاقات قوية مع الهند ولأكثر من 200 سنة وجدت الجالية الهندية بعمان ومعظم الهنود من ولاية كيرالا الجنوبية، ويتعايش الهنود في وئام مع السكان العرب حيث الديانة مشتركة، وقد ساعدعلى ذلك طبيعة العمانيين الدينية التي لا تتسم بالتشدد والصرامة ومسلمي عمان يتسمون بالاعتدال والمرونة في تفسير الدين، فضلا عن التسامح.
وتتركز الجالية الهندية حيث يعملون بالتجارة في مسقط عاصمة دولة عمان واهم المراكز التجارية بها، وتتميز المدينة بالمزج الرائع بين التراث الحضاري القديم والطابع العصري الحديث والمعاصر، حيث نجد بها المنازل والبوابات والأسواق القديمة التي تفوح بالعبق التاريخي والبخور، والطرق المتداخلة أشبه بالمتاهات في أسواق خان الخليلي بالقاهرة، وأسواق دمشق واسطنبول.
كما نجد بها ناطحات السحاب والشلالات الصناعية، حيث تزيد درجة الحرارة على 40 درجة مئوية، اقتداء بدبي، حيث هناك التزام راسخ بإنشاء انسجام معماري، وقد اشتهرت مسقط كإحدى أنظف العواصم العربية، وقد نالت شرف الفوز في مسابقة أنظف مدينة عربية عدة مرات على التوالي، ومع هذا فإن مسقط لا تعد من مناطق الجذب السياحي كما في منطقة نزوى على الحدود ولا مضايق شبه جزيرة مسندم أو واحة جبل الشمس، ومع ذلك فإن سوق السمك الذي يقام يوم الجمعة هو عرض فريد لا يستهان به.
ويتعطر الرجال العمانيون بالعود والبخور قبل خروجهم ويبخر الثوب في مبخرة تصنع من سعف النخيل يوضع أسفلها المجمر الذي يوضع فيه البخور ويغطى بالمبخرة، وتوضع فوقها الملابس لتشرب رائحة العود والبخور، فالرجل العماني عطره دون كحول، ولهذا فإننا يمكننا أن نطلق على عمان أنها بجانب كونها بلد السندباد البحري والبخور، فإنها أيضا بلاد الرجال المعطرة

[بنت معلم الاجيال]

ميرسي ياحبي علي المشاركة الجميلة
ربنا يعوضك

[Mary Naeem]

شكرا على المعلومات
ربنا يفرح قلبك

[Marina Greiss]

ميرسى ليكم على مروركم