رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح أم الآخر؟
«تكثر أوجاعهم الذين أسرعـوا وراءَ آخر» ( مزمور 16: 4 ) ما أتعس المؤمن الذي بعدما تذوَّق حلاوة ولذَّة الشركة مع الرب، يُعطيه القفا لا الوجه، ليُسرع الخطى نحو شيء آخر! ويا لغباوتنا حينما نترك ”الأبرع جمالاً من بني البشر“ (مز٤٥: ٢) والذي به ”تَكثُر تعزيتنا“ (٢كو١: ٥)، لكي ننشغل بآخَر به تَكثُر أوجاعنا! بل نترك الذي «حلقُهُ حلاوةٌ وكُـلُّـه مُشتهيات» ( نش 5: 16 )، لكي نتعلَّق بآخر نهايته المُـرّ والهوان! والآخَر في مفهوم كلمة الله هو أي شخص أو أي شيء، يحرمنا من لذة التمتع بالرب وبمحضره. وليس بالضرورة أن يكون هذا الأمر قبيحًا، فهناك أمور قد أنغوي بها دون أن يَلومنـي عليها أحد، بل ربما أُمدَح عليها من الآخرين. وقد يأتي هذا المدح من إخوة مؤمنين؛ وهذا هو الأمر الغريب! ومع أن الشاهد أعلاه يخص الأشرار، إلا أن الكتاب المقدس يذكـر لنا بعضًا من المؤمنين الذين أسرعوا وراء آخر، وفي مقدمتهم ”لوط“ الذي شرَّفه الرب بأن يكون «لوط السائر مع أبرام» (تك١٣: 5). لكنه ضَرب بهذه المسيرة السَّماوية عرض الحائط، فجلَبَ على نفسه المرائر والأحزان، فلقد دبر له الشيطان مكيدة لكي يحرمه من السير مع أبرام المؤمن؛ رجل المذبح والخيمة، بسبب مشاجـرة حدثت بين رعاته ورعاة عمه أبرام. ولكي يُطفئ أبرام نار المُخاصمة قال له: «لا تكن مُخاصمة بيني وبينك، وبين رُعاتي ورُعَاتك، لأننا نحن أخوان. أ ليست كل الأرض أمامك؟ .. إن ذهبت شمالاً فأنا يمينًا، وإن يمينًا فأنا شمالاً» (تك١٣: 8، 9). ولقد حدَّد أبرام هذه الاتجاهات بحكمة دون ذكر ”الشرق“ حيث سدوم، رائدة الانحطاط الخُلقي وقتئذٍ. ومما لا شك فيه أن أبرام لم يكن يقصد أن ينفصل عنه لوط روحيًا، لكن فقط زمنيًا فيما يخص أعمال الرعاة. لكن لوط ثبَّت نظره على الشرق حيث سدوم، التي رآها «كجنة الرب كأرض مصر»، ويبدو أن مصر التي قضى بها وقتًا (تك١٣: ١)، كانت تُداعب خياله، فرأى في مدن الدائرة ما يعوِّضه. وإذ وجد ضالَّته المنشودة في عرض أبرام، نقل على الفور خيامه إلى سدوم «وكان أهل سدوم أشرارًا وخطاةً لدى الرب جدًا» ( تك 13: 13 )، غير عالم أن قصته المأساوية ستُسطَّر على صفحات كتاب الله، كعِبرة لمَن يختار لنفسه، ويُسرع وراء آخَر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|