رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المشهد الأخير في حياة أليشع
ومرض أليشع مرضه الذي مات به، فنزل إليه يوآش ملك إسرائيل، وبكى على وجهه وقال: يا أبي، يا أبي، يا مركبة إسرائيل وفُرسانها ( 2مل 13: 14 ) لقد أرسل أليشع، بناء على أمر الرب، واحداً من بني الأنبياء لمسح ياهو ملكاً ( 2مل 9: 1 -10). ونلاحظ أن ياهو، وهو ينفذ مطامع قلبه، لم يتصل مطلقاً برجل الله، وتجاهله، كما تجاهله ابنه يهوأحاز، الذي ملك بعده، فمضت 45 سنة لم نسمع خلالها شيئاً عن أليشع. وفي مُلك يوآش الذي ملك بعد يهوأَحاز، وصلت حياة أليشع الطويلة إلى نهايتها، لكن يوآش مع أنه كان رجلاً شريراً إلا أنه استطاع أن يقدّر التقوى في غيره، فلقد أدرك أن وجود أليشع على الأرض كان قوة حقيقية للخير، لذا نرى هذا الملك يضطرب ويبكي لما رأى الموت يقترب إلى النبي. يوآش ـ كأبيه وجدّه ـ تجاهل النبي في حياته، لكن لما زاره، وجد في لحظات رجل الله الأخيرة مظهَراً قوياً لنعمة الله، إذ طلب منه النبي أن يأخذ قوساً وسهاماً، ويضع يده على القوس، ولما فعل ذلك وضع أليشع يده على يد الملك وأمره أن يضرب على الأرض، وكان يقصد أليشع من هذا العمل أن يد الملك إذ تتقوى بيد مَنْ يمثل الرب تُحصِّل خلاصاً من أعدائه. ألم يشعر الملك في هذه اللحظة مدى خسارته بإهماله لرجل الله في حياته؟ ولو كان قد رجع إلى النبي قبل ذلك، أما كان يجد قوة الله ورحمته لخلاصه من كل أعدائه؟ هل فهم الملك هذا الدرس؟ يا للأسف! إن إيمان الملك لم يصل إلى مصادر وينابيع الله. لقد ضرب الملك ثلاث مرات ووقف. لو كان له الإيمان البسيط القوي لكان أفرغ كل ما في جُعبته من سهام. كانت هناك قوة لحسابه لتُحصِّل له خلاصاً كاملاً من الأعداء، غير أنه لم يوجد فيه الإيمان ولا البصيرة الروحية للاستفادة من هذه القوة. وأحياناً نكون نحن كالملك، نوجد في ظروف نحتاج فيها إلى الإيمان والبصيرة الروحية، لنعرف كيف نتصرف، ولكن ويا للأسف إن هذه الظروف كثيراً ما تكشف ما فينا من ضعف. لقد وبخ النبي الملك على ضعف إيمانه بعد أن بيَّن له أن رحمة الله ستعمل لحسابه ثلاث مرات فقط، وهذه كانت آخر كلمات رجل الله المكرَّم عن رحمة الله للخلاص، التي كانت طابع خدمته كل حياته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|