رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الإبن الضال" قصة الأب الحنون في مواجهة ضلال إبنه وخطاياه، فتلك القصة تحكي مدى ثبات الأب أمام ظلام قلب إبنه العالق في الخطايا والذنوب. كما تعكس تلك القصة الأرض الضيقة حيث الجوع الروحي والظلام وعيشة الغربة عن الله وثمار الخطية، طيفية الرجوع إلى التوبة والخضوع للآب والتلمذة للوصايا الإلهية والشهادة لعمل بما أوصى به المسيح ومخافة الله وذلك حسب ماورد في الكتاب المقدس إنجيل(لو 15: 33)، و(لو 15: 7). يتردد على ألسنة القراء مثل شهير وهو (الإبن الضال) نسبةً لأشهر الأمثال ألتي تكلم عنها المسيح في الإنجيل لتلاميذه وللفريسيين الموجودين معه قبل رحيله إلى السماء، ورد هذا المثل في إنجيل لوقا في الإصحاح 15 بالتفاصيل وتحكي قصة المثل عن أب غني يعيش مع أولاده الإثنين. وتروي الكتب المسيحية أنه في إحدى الأيام طلب الابن الصغير من والده أن يعطيه نصيبه من ميراثه فأعطاه إياه وهاجر بعيد وبذر ماله هناك بشكل مسرف وعندما أنفق كل ما يملكه حدثت مجاعة في منطقته، فأراد البحث عن سبيل لكسب المال، فلم يرى ما يكسب قوته إلا رعي الخنازير عند أحد الأشخاص ووصلت به الحال أثناء رعيه للخنازير أنه اشتهى أن يأكل من الخرنوب الذي يأكله الخنازير وفق ماورد في الحكتب المسيحية. تذكر كتب التاريخ المسيحي أنه فكر بعد ذلك عن نفسه قائلًا:"كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعًا"، فقرر أن يذهب ويعود لأبيه ويطلب مسامحته وبينما هو عائد لأبيه، رآه والده من بعيد فحن إليه وركض نحوه وعانقه وقبله في صورة بالغه العطف والإنتماء والحنان. ردد الإبن على أبيه - بعض الكلمات قائلًا:" أَبِي، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا"، لكن والده طلب من عبيده أن يخرجوا الحُلة ويلبسوه خاتم وحذاء، وطلب منهم أيضاً إخراج العجل المسمن وذبحه احتفالاً بعودة إبنه وقال:"أنَّ ابْنِي هذَا كَانَ مَيِّتًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ". وبينما كان الابن الكبير عائداً من عمله في الحقل إلى البيت، سمع أصوات غناء وحفل في بيته، فاستدعى أحد الخدام وسأله عن هذا الاحتفال، فأجابه أن أخيه الصغير قد عاد وأن والده ذبح العجل المسمن لأجل عودته بسلام. وعندما سمع كان لإبنه الكبير ردة فعل قاسية فغضب ورفض دخوله المنزل، فذهب والده إليه وطلب منه الدخول، فأجاب الابن الأكبر والده وقال: ها إنِّي أخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أمرًا قَطّ، فما أعطَيتَني جَدْيًا واحِدًا لأتَنعَّمَ به مع أصدِقائي، ولمـَّا قَدِمَ ابنُكَ هذا الذي أكَلَ مالَكَ مع البَغايا ذَبَحتَ له العِجْلَ المـُسَمَّن"، وناقشة والده بحكمة أن مايملكة يعود لإبنه أما أخاه فكان بمثابة الميت فعاش والضال فوجد. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|