النهاية العادلة لقصة الابن الضال
النهاية العادلة : –
١ – بعد أن أوضح الأب لابنه الأكبر أن المال ماله و ليس لأخيه أي نصيب لأنه بذَّره بعيش مسرف كما هو مكتوب « فَقَالَ لَهُ: يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ »( لوقا ١٥ : ٣١ ).
٢ – و أنه من الواجب أن نستقبل الابن و الأخ الأصغر بفرح لأنه عاد إلينا بعد أن كان ميتا فعاش و كان ضالا فوجدناه بدلا من ضياعه في الكورة البعيدة و لكن هذا مجرد كرم استقبال فليس له عندنا أي شيء من المال كما هو مكتوب « وَلَكِنْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ نَفْرَحَ وَنُسَرَّ لأَنَّ أَخَاكَ هَذَا كَانَ مَيِّتاً فَعَاشَ وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجِدَ»( لوقا ١٥ : ٣٢ ).
٣ – فلابد أن الابن الأكبر الذي دائما يكرم أباه و يطيع وصاياه دخل إلى الداخل وغير ملابس الحقل و ارتدي الملابس اللائقة بالحفل و دخل و رحب بأخيه العائد طاعة لوصية أبيه لأنه دائما يقول لأبيه « قَطُّ لَمْ أَتَجَاوَزْ وَصِيَّتَكَ »( لوقا ١٥ : ٢٩ ) مما أدي لفرحة الأب بعودة ابنه الضال و هدوء غضب ابنه الأكبر و كذلك فرح جميع الحاضرين.
٤ – كما أن الابن الأصغر أدرك مكانته فهو و إن كان ابنا لكنه لن يقبل إلا أن يعمل أجيرا في حقول أبيه أو بالحري حقول أخيه ليعيد بناء نفسه من جديد فهو أمام الناس إبنًا حقيقيًّا لأبيه و أخًا حقيقيًّا لأخيه و لكنه يعمل كأجير لأنه بذر ماله بعيش مسرف فقد أقر هو بذلك عند عودته للبيت كما هو مكتوب « فَرَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ وَقَالَ: كَمْ مِنْ أَجِيرٍ لأَبِي يَفْضُلُ عَنْهُ الْخُبْزُ وَأَنَا أَهْلِكُ جُوعاً! أَقُومُ وَأَذْهَبُ إِلَى أَبِي وَأَقُولُ لَهُ: يَا أَبِي أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ وَلَسْتُ مُسْتَحِقّاً بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْناً. اِجْعَلْنِي كَأَحَدِ أَجْرَاكَ. فَقَامَ وَجَاءَ إِلَى أَبِيهِ »( لوقا ١٥ : ١٧ – ٢٠ ).
٥ – و لكي لا يكون هناك شيئًا من الحرج فمعلوم أن الأخ الأكبر دائما يذهب إلى الحقل و لذلك لن يكون هناك حرج في ذهاب الابن الأصغر مع أخيه وعمله طول يوم العمل و في نهاية كل يوم ينال أجرته التي يستحقها عن عمله و طبعا أبوه و أخوه لن يظلمانه و العمل عند أخيه أفضل بكثير من رعي الخنازير عند الغرباء في الكورة البعيدة و طبعا سيكون حريصا على ما يناله من أجر و لن يعود يبذر « مَالَهُ بِعَيْشٍ مُسْرِفٍ »( لوقا ١٥ : ١٣ ) فبعد أن اختبر حياة الفقر و الحاجة و الجوع و الذل في رعي الخنازير سوف يحرص على أمواله ليعيد بناء حياته من جديد ليكون له ماله الخاص الذي يجعله يفضل عنه الخبز و مع مرور الأيام و السنين سيصبح في يوم من الأيام مالكًا و ليس أجيرا عائشًا بسعادة مع أبيه و أخيه دون أن يحزن أباه أو يظلم أخاه الأكبر.