رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قداسة البابا شنودة والحرارة الروحية في ذكرى نياحة قداسة البابا شنودة الثالث ، لعل من أهم ما نذكر لقداسته الحضور الفاعل والاستجابات الرائعة للتفاعل الفكري والتنويري مع أهل الفكر والرأي ومع العديد من المؤسسات ذات العلاقة بالقضايا الإنسانية والروحية بتاريخ 2 / 12/ 1985 يطرح الحكيم سؤالاً قرأت فى دفترى عبارة أفزعتنى ، وسجلتها لأسال فيها حتى يطمئن قلبى .عبارة جاءت في الإصحاح الثانى عشر من إنجيل لوقا قال فيها السيد المسيح : " جئت لألقى ناراً على الأرض أتظنون أنى جئت لأعطى سلاماً على الأرض ، كلا أقول لكم بل انقساماً " فكيف والمسيح ابن مريم كلمة من الله ، جاء ليُلقى ناراً على الأرض.فكيف يكون الله تعالى هو الكريم ، وأنه كتب على نفسه الرحمة ، ويقول فى قرآنه أن المسيح كلمة منه . والمسيح يقول فى إنجيل لوقا أنه جاء ليُلقى ناراً على الأرض ؟ وغمرتنى الدهشة وقلت لأبد لذلك من تفسير ، فمن يفسر لى حتى يطمئن قلبى ؟ وصرت أسال من أعرف من أخواننا المسيحيين المثقفين ، فلم أجد عندهم ما يريح نفسى . أما فيما يختص بالمسيحين فمن أسال غير كبيرهم الذى أحمل التقدير الكبير لعلمه الواسع وإيمانه العميق البابا شنوده فهل المسيحى العادى يفظن لأول وهلة إلى المعنى الحقيقى لقول السيد المسيح ؟ هكذا ، وبكل شفافية وصدق ونية خالصة من جانب مفكر يبحث عن تفسير لمقطع وآيات من الكتاب المقدس فطرح سؤاله ، و كانت إجابة قداسة البابا مطولة ضافية أعرب في بدايتها عن سعادته بطرح الكاتب الكبير وطلبه الإجابة ، وثمن عالياً أن يتيح " الأهرام " الفرصة لمثل تلك الحوارات على ذلك المستوى المحترم واللائق جاء في معرض رد قداسته " لست مستطيعاً أن أذكر كل ما ورد فى الإنجيل عن رسالة السلام فى تعليم السيد المسيح " فهي كثيرة جدا ( ذكرها وعددها قداسته بتفسيراتها ولايتسع المجال هنا لعرضها ) ، وكمقدمة ينبغى أن أقول إن الإنجيل يحوى الكثير من الرمز ، ومن المجاز . ومن الاستعارات والكنايات من الأساليب الأدبية المعروفة .جئت لألقى ناراً : وهى قول السيد المسيح " جئت لألقى ناراً على الأرض . فماذا أريد لو أضططرمت ( لو 12 : 49 ).إن النار ليست فى ذاتها شراً.وإلا ما كان الله قد خلقها .ولست بصدد الحديث عن منافع النار ، ولا عما قيل عنها من كلام طيب فى الأدب العربى . وإنما أقول هنا إن النار لها معان رمزية كثيرة فى الكتاب المقدس : فالنار ترمز إلى عمل الروح القدس فى قلب الإنسان.وقد قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح " هو يعمدكم بالروح القدس ونار " ( لو 3 : 16 ) وقد حل الروح القدس على تلاميذ المسيح على هيئة ألسنة كأنها من نار. ( أع 2 : 3( وكان هذا إشارة إلى أن روح الله ألهبهم بالغيرة المقدسة للخدمة . وهذه الغيرة يشار إليها فى الكتاب المقدس بالنار.وهى النار التى أعطت قوة لتطهير الأرض من الوثنية وعبادة الأصنام . وهذه النار هى مصدر الحرارة الروحية . وقد طلب منا فى الانجيل أن نكون حارين فى الروح " ( رو 12 : 11 ) وقيل أيضاً "لا تطفئوا الروح " |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|