ياريتني عرفت من زمان

[walaa farouk]

توقيت!!
كثيراً ما تُردد كلمة (ياريتني عرفت من زمان).
صدقني يا صديقي لم يكن مناسباً لك أن تعرف هذا الشيء قبل هذا الوقت.
فلكل شيء وقته المناسب و هو تماماً نفس الوقت الذي يحدث فيه.
و لو استعجلت الأمر فلن تحصل على النتيجة التي ترجوها بل يمكن تكون النتيجة مما ينطبق عليها جملة :
"من استعجل شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه"
فالأمر أشبه بطفل صغير يحاول والديه أن يعلماه المشي قبل وقته المناسب أملا منهم أن يكبر صغيرهم بسرعة!
فإذا بالنتيجة أنه قد يفقد القدرة على الحركة باقي حياته...
كذلك المعرفة؛ لكل توقيت معرفته المناسبة.
و المهارة هي أن تعرف كيف تستفيد بشكل كامل من مقدار المعرفة المتوفرة لك في الوقت الحالي (لانها هي التي تلائم تلك المرحلة من وعيك) ولا تستعجل أن تعرف شيء مالم تكن مستعداً له بعد.
لان الأمر لن يتلخص في احتماليه ألا تفهمه لعدم امتلاكك القدرة على إدراكه بعد، بل يمكن أن يتعدى الأمر إلى أبعد من ذلك فيصل إلى تشوة فكري يعيق استيعابك مدى طويل كما يحصل مع من أرادوا معرفة الدين من مستويات عليا دون أن يمرون بالبدايات فتشوه تدينهم.
أو من أراد أن يحمل أوزان ثقيلة دون بناء عضلة تتحمل هذا الوزن فتتمزق العضلة .
فلكل شيء توقيت مناسب، طالما أنك تعيش بوعي في المرحلة التي تمر بها و تستوعب الدرس جيداً فلن يفوتك شيء، و ستنتقل للمرحلة الأعلى في الوقت المناسب حيث تم إعداد عضلاتك النفسية و الذهنية و أصبحت جاهز للمغامرة التالية و مؤهل للرحلة القادمة.