رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
علاقتنا مع الله تقوم على المحبة، لأن تجسد الله أظهر لنا محبته العميقة.. "نَحنُ نُحِبُّهُ لأنَّهُ هو أحَبَّنا أوَّلاً" (1يو4: 19). "في هذا هي المَحَبَّةُ: ليس أنَّنا نَحنُ أحبَبنا اللهَ، بل أنَّهُ هو أحَبَّنا، وأرسَلَ ابنَهُ كفّارَةً لخطايانا" (1يو4: 10). إنه حقًا إله المحبة.. ولم تعد علاقتنا به هي علاقة الخوف والعبودية، بل المحبة الكاملة.. "لا خَوْفَ في المَحَبَّةِ، بل المَحَبَّةُ الكامِلَةُ تطرَحُ الخَوْفَ إلَى خارِجٍ لأنَّ الخَوْفَ لهُ عَذابٌ. وأمّا مَنْ خافَ فلم يتكَمَّلْ في المَحَبَّةِ" (1يو4: 18). هناك الكثير منَّا مازالوا يتعاملون مع الله من منطلق الخوف والعبودية، وهذا ليس من الفكر المسيحي في شيء.. يجب أن نرتقي ونحب الله من كل القلب. تلك المحبة التي هي تكميل الناموس (رو13: 10). وعندما سؤل السيد المسيح عن الوصية الأولى والعظمى في الناموس أجاب قائلاً: "تُحِبُّ الرَّبَّ إلهَكَ مِنْ كُل قَلبِكَ، ومِنْ كُل نَفسِكَ، ومِنْ كُل قُدرَتِكَ، ومِنْ كُل فِكرِكَ، وقريبَكَ مِثلَ نَفسِكَ" (لو10: 27). كيف نقتني هذا الحب الإلهي؟ (1) التأمل في أعمال الله لنا ومحبته منذ البدء: اسمع ما نُصلي به في القداس الغريغوري: "خلقتني إنسانًا كمحب البشرولم تكن أنت محتاجًا إلى عبوديتي بل أنا المُحتاج إلى ربوبيتك. من أجلي ألجمت البحر. من أجلي أظهرت طبيعة الحيوان.أخضعت كل شيء تحت قدميّ. لم تدعني مُعوزًا شيئًا من أعمال كرامتك". بالإضافة إلى التفكر والتأمل فيما عمله الله من أجلي خاصة في حياتي وعلاقاتي ونجاحاتي، وكيف أنقذني من ضيقات أو مشاكل أو سلبيات أو ضعفات. (2) التأمل في غفران الله: قيل عن المرأة الخاطئة: "قد غُفِرَتْ خطاياها الكثيرَةُ، لأنَّها أحَبَّتْ كثيرًا. والذي يُغفَرُ لهُ قَليلٌ يُحِبُّ قَليلاً" (لو7: 47). فكثرة الغفران تقود إلى كثرة الحب وكثرة الحب تسبب كثرة الغفران. فأكثر شخص سيشعر بحب المسيح ويتفاعل معه هو أكثر واحد فينا يشعر بخطاياه وقيمة غفران السيد المسيح له. ربي يسوع..أنا مديون لك لأنك احتملتني كثيرًا، وسترت عليَّ مرارًا.. ومازلت تشفق عليَّ وتعطيني فرصًا جديدة، ولم تفقد أملك فيَّ..أنا أحبك لأنه لا يوجد مَنْ احتملني مثلما احتملت أنت من أجلي. (3) طلب عطية المحبة: نحن نؤمن أن المحبة هي أول ثمار الروح القدس.. "وأمّا ثَمَرُ الرّوحِ فهو: مَحَبَّةٌ، فرَحٌ، سلامٌ، طولُ أناةٍ، لُطفٌ، صَلاحٌ، إيمانٌ" (غل5: 22). "لأنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قد انسَكَبَتْ في قُلوبِنا بالرّوحِ القُدُسِ المُعطَى لنا" (رو5: 5). ولذلك فعندما نشعر بخلونا من المحبة سواء لله أو للناس، فلنطلب من الله... "والرَّبُّ يَهدي قُلوبَكُمْ إلَى مَحَبَّةِ اللهِ، وإلَى صَبرِ المَسيحِ" (2تس3: 5). (4) حفظ كلمة الله (قراءة الكتاب المقدس): الكتاب المقدس هو رسالة حب يعلن فيها الله شخصه ومحبته لكل واحد منا. لذلك فقراءته وحفظ آياته سوف تعمِّق محبتنا له.. "كمْ أحبَبتُ شَريعَتَكَ! اليومَ كُلَّهُ هي لهَجي" (مز119: 97). (5) محبة الناس: "أيُّها الأحِبّاءُ، لنُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا، لأنَّ المَحَبَّةَ هي مِنَ اللهِ، وكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فقد وُلِدَ مِنَ اللهِ ويَعرِفُ اللهَ. ومَنْ لا يُحِبُّ لم يَعرِفِ اللهَ، لأنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ" (1يو4: 7-8). ومحبة الناس لا تكون مجرد مشاعر أو كلمات بل خدمة وبذل.. "يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللسانِ، بل بالعَمَلِ والحَق!" (1يو3: 18). (6) مناداة اسم الرب يسوع: فاِسم الرب "بُرجٌ حَصينٌ، يَركُضُ إليهِ الصِّدِّيقُ ويتمَنَّع" (أم18: 10). "ويكونُ كُلُّ مَنْ يَدعو باسمِ الرَّب يَخلُصُ" (أع2: 21). ومناداة اسم الرب يسوع هو تدريب آبائي قبطي أصيل، فيه نردد اسم الرب يسوع في صلوات قصيرة مثل: "يا ربي يسوع المسيح ارحمني". ومناداة هذا الاسم الحلو المملوء بركة يجعل السيد المسيح حاضرًا دائمًا في ذهني وقلبي ولساني، ويعمِّق الحب، وأشعر به كشخص قريب جدًا وصديق ألصق من الأخ، وتبدأ المشاعر الروحية العميقة تتكون داخلي تجاه إلهي المحبوب. "حُب الله يأتي من الحديث معه والتشاغل به في الصلاة" |
23 - 08 - 2016, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: كيف أحب الله ؟ الأنبا رافائيل
شكرا للإفادة
موضوع مميز جدا |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|