رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر الحكمة (ايات الاصحاح الثاني) فانهم بزيغ افكارهم قالوا في انفسهم ان حياتنا قصيرة شقية وليس لممات الانسان من دواء ولم يعلم قط ان احدا رجع من الجحيم انا ولدنا اتفاقا وسنكون من بعد كانا لم نكن قط لان النسمة في انافنا دخان والنطق شرارة من حركة قلوبنا فاذا انطفات عاد الجسم رمادا وانحل الروح كنسيم رقيق وزالت حياتنا كاثر غمامة واضمحلت مثل ضباب يسوقه شعاع الشمس ويسقط بحرها و بعد حين ينسى اسمنا ولا يذكر احد اعمالنا انما حياتنا ظل يمضي ولا مرجع لنا بعد الموت لانه يختم علينا فلا يعود احد فتعالوا نتمتع بالطيبات الحاضرة ونبتدر منافع الوجود ما دمنا في الشبيبة و نترو من الخمر الفاخرة ونتضمخ بالادهان ولا تفتنا زهرة الاوان و نتكلل بالورد قبل ذبوله ولا يكن مرج الا تمر لنا فيه لذة و لا يكن فينا من لا يشترك في لذاتنا ولنترك في كل مكان اثار الفرح فان هذا حظنا ونصيبنا لنجر على الفقير الصديق ولا نشفق على الارملة ولا نهب شيبة الشيخ الكثير الايام و لتكن قوتنا هي شريعة العدل فانه من الثابت ان الضعف لا يغني شيئا و لنكمن للصديق فانه ثقيل علينا يقاوم اعمالنا ويقرعنا على مخالفتنا للناموس ويفضح ذنوب سيرتنا يزعم ان عنده علم الله ويسمي نفسه ابن الرب و قد صار لنا عذولا حتى على افكارنا بل منظره ثقيل علينا لان سيرته تخالف سيرة الناس وسبله تباين سبلهم قد حسبنا كزيوف فهو يجانب طرقنا مجانبة الرجس ويغبط موت الصديقين ويتباهى بان الله ابوه فلننظر هل اقواله حق ولنختبر كيف تكون عاقبته فانه ان كان الصديق ابن الله فهو ينصره وينقذه من ايدي مقاوميه فلنمتحنه بالشتم والعذاب حتى نعلم حلمه ونختبر صبره و لنقض عليه باقبح ميتة فانه سيفتقد كما يزعم هذا ما ارتاوه فضلوا لان شرهم اعماهم فلم يدركوا اسرار الله ولم يرجوا جزاء القداسة ولم يعتبروا ثواب النفوس الطاهرة فان الله خلق الانسان خالدا وصنعه على صورة ذاته لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم فيذوقه الذين هم من حزبه |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|