رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس أفرام الكاتوناكي نشأته وُلد إيفانجيلوس (الشيخ إفرام) في منطقة ثيفا في ٦/۱٢/۱٩۱٢ لعائلة ريفيّة فقيرة. عمِل والده بكدّ ليؤمّن لعائلته احتياجاتها للعيش والتعليم. كان جدّه كاهن البلدة أما والده فكان عاملاً نشيطاً أميناً وحازماً، كريم الأخلاق وقد أمضى سنيه الأخيرة راهباً بجوار ابنه. والدته الطيّبة ذات القلب المحبّ العطوف، اضطربت كثيراً لدى حملها بابن جديد هو إيفانجيلوس العتيد، وذلك بسبب الضيق المعيشيّ والحروب الدائرة في ذلك الزمان. إلاّ أنها ندمت في ما بعد وأدركت أنّ هذا الصبيّ سيخلّصها بحياته البارة وصلواته. وقد استُؤهلت هي أيضاً، كما صلّت لسنوات عديدة، لأن ترتدي اللباس الرهباني في آخر حياتها. كان إيفانجيلوس تلميذاً مجتهداً، أنهى دراسته الإعدادية عام ۱٩٣۰ مع مواظبته على الصلوات الكنسية والشخصية. وقد أقام علاقات طيّبة مع رهبان وراهبات من بلدته، منذ فتوّته. بعد إنهائه دراسته الثانوية، حاول ترتيب عمل مناسب، لكنّه لم يوفَّق. حتى عندما قرّر تأدية خدمته العسكرية، رُفض، وأُجّل لأسباب صحيّة. وهكذا وجد نفسه مدفوعاً لاختبار حياة الهدوء التي كانت نفسه تتوق إليها. وكانت زيارته الأولى للجبل المقدّس في 14 أيلول ۱٩٣٣. |
25 - 02 - 2021, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
في كاتوناكيا
تقع منطقة كاتوناكيا في الطرف الجنوبي الغربي لشبه جزيرة الجبل المقدّس المطلّ على البحر الإيجي. وهي منطقة صخرية منحدرة جدّاً تتوزّع فيها القلالي، كما في معظم أساقيط الجبل، كأعشاش النّسور، وتربط بينها طرق متشعبة تنتشر بين الأحراج. قلالي منطقة كاتوناكيا حديثة نسبياً، لا يتعدّى عمرها المئة سنة. إلاّ أن خلال هذه الفترة القصيرة كانت كاتوناكيا خليّة روحيّة نابضة بالحياة. في عمق الوادي يقع منسك القديس إفرام السُّوري حيث تنسّك الشيخ إفرام. تألف المنسك من كنيسة وعدّة غرف ومستودعات مع فناء للدار. الأبواب منخفضة، المحراث ضيقة، شباك الغرفة صغيرة. كان الشيخ لونجينوس أول من بنى القلاية في أواخر القرن (غ±ظ©)، مع بداية القرن (ظ¢غ°) جاء الشيخ إفرام الكبير ووسّع القلاية والكنيسة وبنى الجدارات الحجرية المحيطة بها وبالحقول. ثم التحق به الأب نيكيفوروس ثم بروكوبيوس وهؤلاء الثلاثة كانوا من ثيفا موطن الشيخ إفرام. وقد دفعته معرفته السابقة بهم إلى اختيار هذا المنسك لاختبار الرهبنة. وهكذا كان. فأتى إيفانجيلوس (الييروندا إفرام) شاباً مثقفاً فيما الآباء الموجودون طاعنون في السنّ (فوق ظ¥غ° سنة) وقرويون. في البداية، لم تكن الطاعة لهم سهلة عليه، بخاصة مع قساوتهم عليه وتشدّدهم. إلا أنهم في ما بعد، عندما اختبروا وداعته وصبره، قدّروا قيمته ومواهبه عالياً. كان معظم عبء الأعمال المجهِدة ملقى على عاتق الشيخ إفرام، فهو الأصغر سناً والأنشط عزيمةً. لذلك كان يهتم بالعمل في الحقول ويقوم بطحن القمح وأعمال أخرى في الاسقيط المجاور، إسقيط القديسة حنة، أو دير القديس بولس الآثوسي. تذكُّر والدته، العثرات من آبائه الرهبان،... وغيرها من الحروب التي يتعرض لها كل المبتدئين، بالإضافة إلى ما سبق، حُورب بها الراهب الشاب. إلاّ أن السيدة العذراء أعانته وصَمَدَ، بنعمة الله، حتى النهاية، بالالتزام بالصلاة والخشوع باستمرار، في الكنيسة وعلى انفراد، والمواظبة على عمله اليدوي. وهكذا في زمن قصير، نصف سنة تقريباً أي في عام غ±ظ©ظ¤ظ£، تمّت سيامة إيفانجيلوس راهباً مبتدئاً باسم لونجينوس، بعد نوال بركة دير اللفرا الكبير الذي كان مسؤولاً عن قلالي كاتوناكيا. وفي العام التالي، في عيد القديس إفرام السّوري، سيم لونجينوس راهباً بالاسكيم الكبير باسم إفرام. وفي عام غ±ظ©ظ¦ظ£، حينما رآهُ أبوه الروحي الشيخ نيكيفوروس مُجاهداً، مُتزناً، وقوراً، وافق على سيامته شماساً ثم كاهناً في العام ذاته. |
||||
25 - 02 - 2021, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
علاقته بالشيخ يوسف الهدوئي
يوسف أبوه الروحي اعتاد رهبان الأساقيط في الجبل المقدّس على تبادل الزيارات بخاصة في أعياد القديسين للمشاركة في الصلوات. كانت قلاية الشيخ يوسف، في منطقة القديس باسيليوس، قريبة من قلاية الأب نيكيفوروس، رئيس قلاية القديس إفرام حيث سيم الراهب إفرام. وبتعرّف الشيخ يوسف على الراهب الكاهن الشاب، أحبّه وأُعجب بصمته ورزانته. فكانت أن تطوّرت علاقة روحية أبوية متينة وعميقة بين الشيخ المخضرم يوسف والراهب إفرام، الذي صار الكاهن الخادم الأول في قلاية الشيخ يوسف. وبمناسبة كل زيارة كان الييروندا إفرام يُطلع الشيخ يوسف على اختباراته الروحيّة وصعوباته، وقد وجده خير معين له، يروي ظمأه للتعمُّق في الهدوء وصلاة القلب واكتساب الفضائل. قال له الشيخ يوسف مرّة: "أنت كنت تبحث عني، وأنا عنك!". هكذا رغم وجود الييروندا في قلاية الشيخ نيكيفوروس وتحت طاعته، صار الشيخ يوسف أباه الروحي الفعلي. فقد اعترف الييروندا وقال: "إن لم أحبّ إنساناً في العالم، ولم أهَبْ إنساناً مثلما أحببته وهبتُهُ". حتى بعد بعد انتقال الشيخ يوسف الى قلاية أخرى في اسقيط القديسة حنّة الصغرى، استمرّ الييروندا في زياراته إليه وإقامة القداس الإلهي وتقبُّل توجيهاته الروحية على الرغم من إضطراره الى السير لنصف ساعة في الأحراش، في الليل، والبرد، والمطر...، وحتى أنه كان يساعدهم في تجديد قلايتهم الجديدة التي انتقلوا إليها وكأنه واحد من أخويّتهم، من دون أن يقصّر إطلاقاً في إلتزاماته مع أخوية الأب نيكيفوروس وطاعته، بخاصة في شغل الأختام الخشبية اللازمة لصنع القرابين. لقد تأثّر الييروندا كثيراً بالشيخ يوسف حتى أن البعض قالوا أنه كان "نسخة طبق الأصل عنه". |
||||
25 - 02 - 2021, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
اختبارات روحيّة
كان الشيخ يوسف يتفاخر بحالة الييروندا أفرام الروحيّة، ويحثّه دائماً على مواصلة الجهاد وتأجيجه، طبعاً بحكمة واتزان، عالماً أنه قادر بنعمة الله على ذلك. وأيضاً عندما كان يحزنُ التلميذ أباه الروحيّ يوسف، كان يدرك في أعماقهِ أن النعمة قد غادرته بالفعل، ولم يكن تقرُّ له عين حتى يرضى عنه أبوه المحبّ والمربّي الخبير. لقد بلغ الييروندا درجة كبيرة من التمتع بالصلاة وتذوّق حلاوتها. قال في أواخر أيامه: "لقد كنتُ ملاكاً. أين للفكر الشرير أن يدنو مني، حتى ولو أردت ذلك، لقد كانت النعمة ترميه بعيداً. كان في داخلي نور. كانت تستمر الصلاة فيَّ حتى أثناء النوم". بعد فترة راح يشعر بامتلاء من النعمة، وكأن نفسه تطلب الخروج، أن تطير، راح في لحظة ما يتمسّك بالأشياء التي حوله، خشية أن يطير! لم يستطع تمالُك نفسه. إنها أمور لا يُمكن التعبير عنها بكلام. |
||||
25 - 02 - 2021, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
تجارب
إلا أن كل هذا لم يكن يعني أنه لم يمرّ في تجارب وسقطات وأمراض وضعفات. قال: "رغم أني شبعت من خمور الفردوس الكليّ الحلاوة، إلا أني كنت أعتني بألاّ يظهر هذا عليَّ خارجياً. بالإضافة لذلك، شربتُ من مياه الجحيم الكليّة المرارة، إلاّ أنني اهتممتُ هنا بألاّ يبتلعني اليأس والقنوط". |
||||
25 - 02 - 2021, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
الغيوريّة
منذ العام غ±ظ©ظ¢ظ¤ دخل التقويم العالمي (الغربي) إلى الكنيسة بدل التقويم القديم، مما أدّى الى نشوء حركة معارضة للكنيسة الرسميّة، بخاصة في القسطنطينية. دُعيت هذه الحركة بالغيوريّن ومنطقة كاتوناكيا في الجبل كانت من مناطقهم. هنا صدف أن أصبح الييروندا إفرام راهباً. إلاّ أنه بعد صلوات ورؤى حدثت معه، واستشارات متعدّدة لشيوخ الجبل المقدّس وعلى رأسهم الشيخ يوسف الهدوئي، وبعد أخذ وردّ، توصّل الى إيمان وقناعة بأن يكون مع الكنيسة الرسميّة إلاّ أنّه احتراماً لأبيه الروحيّ نيكيفوروس وطاعةً له، كما يقتضي الواجب الرهباني. بقي شكلياً منضمّاً الى الغيورين الى حين رقد الأب نيكيفوروس المتشدّد، حينها أعلن ما كان يتوق إليه وما كان يمارسه بشكل غير مباشر وصريح وانضم بأخويّته الجديدة الى الكنيسة الرسميّة. |
||||
25 - 02 - 2021, 03:29 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
حياته مع الأب نيكيفوروس
لقد عانى الييروندا الكثير وتحمُّل صعوبات من أبيه نيكيفوروس وحفظ الطاعة له، ومارس صبراً جميلاً في سبيل خدمته بخاصة في السنوات الخمس الأخيرة من عمره، حين أمسى الأب شيخاً طاعناً في السنّ نحيل الجسم وشبه فاقد لذاكرته. حينها لم يكن يستطع البقاء لساعة من الزمن من دون الييروندا إفرام الذي كان يهتمّ به في كلّ شيء. لم يكن ذلك إلتزاماً منه أخلاقياً أو بالنظام الرهباني، إذ إنه تجاوز ذلك، محبّةً بأبيه وتمجيداً لله، وتوصّل إلى الحنو عليه والرقّة في معاملته حتى النهاية. كل ذلك بالرغم من اعتلال صحته هو وإرهاقه جسداً ونفساً. يروي الييروندا حادثةً ويقول: "في ذلك الحين قرّرتُ تغيير غرفتي. أن أبتعد عن جوار الأب نيكيفوروس، بحيث لا أعود أسمعه وأحتفظ بذكره في فكري مهتماً به على الدوام. كنت متضايقاً حتى من الصوت الذي تصدره أحذيته الثقيلة التي كانت تعيق نومي. ابتعدت قليلاً، الى مكان أهدأ. إلاّ أنه، كما أسمعكم وتسمعونني، سمعتُ صوتاً يقول لي: "يا عادم الضمير، يا فاقد القلب، لقد هجرت أباك الروحي. الآن إذا عانى من شيء واحتاج إليك، مَنْ سيسمعهُ ويهتمّ به؟" في اللحظة عينها عدتُ الى غرفتي الأولى هلعاً". |
||||
25 - 02 - 2021, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
بالإضافة إلى ذلك، كانت الراهب بروكوبيوس الطيب يعاني من صعوبات أخرى حتى بلغ به الأمر في وقت ما أن يقرر مغادرة القلاية نهائياً. لكنه صَبَرَ حتى النهاية مواظباً على أعماله في الأختام وجلب الأغراض والزراعة. ومما شكّل عبئاً إضافياً على كاهل الشيخ أفرام هو مجيء السيد حنا (والد الييروندا إفرام) للإقامة معهم في أواخر سني عمره، بخاصة بسبب غيرة الشيخ نيكيفوروس والسيد حنا المسنّ أحدهما من الآخر عند خدمة الييروندا لأحدهما وإبدائه شيء من المحبة له. لقد أمضى السيد حنا ثماني سنوات عندهم إلى أن رقد، وقد كان يظن بدءً أنه سيقيم فقط لعدة أشهر. كان الييروندا خلال هذه الفترة بين نارين، والده بالجسد وأبيه الروحي. هذا الوضع أرهقه وأتعبه جداً، لكنه أيضاً محّصهُ كالذهب في البوتقة، فازداد تلألؤاً بالقداسة.
|
||||
25 - 02 - 2021, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
الجدّة الذهبية وأنسباء الشيخ
في عام غ±ظ©ظ¦ظ£ لدى مرض والدة الييروندا، في القلب، وإحضارها الى المشفى للمعالجة شهد حتى الأطباء على نبلها وطيبتها. قال أحدهم: "إن هذه الجدّة، عوضاً عن أن نشجّعها نحن ونُواسيها، هي التي تعزّينا وتشجّعنا". عندما عَلِم الييروندا بمرضها الخطير، أدرك أن مفارقتها للحياة قريبة، فأرسل إسكيماً طالباً أن يصيّروها راهبة كما كانت تتوق منذ سنين طويلة. وقد تحدّثت ابنتها عن سعادة الجدّة الكبيرة بصيرورتها راهبة، وكيف أشرق وجهها واستنار وراحت تحدّث بعظائم الله بعد صمت. وبعد أسبوع تقريباً لدى وفاتها بسلام وهدوء، راحت تفوح منها رائحة الطيب دلالة على قداستها. واستمر ذلك حتى يوم جنازتها. ويشهد الييروندا قائلاً عنها: "إني أعترف، عندما كنتُ أصلّي من أجلها، كنت آخذ، لم أكن أنا مِنْ يُعطي! بل كنت أمتلئ من النِّعم". وقد كان يشعر أنها والشيخ يوسف واحد، متشابهان، روحياً الى أقصى الحدود. رغم بقاء الييروندا في الجبل لعشرات السنين دون أن يزور "العالم"، حتى أهله وأقاربه، إلاّ أنه لم يكن يتوقف عن الصلاة من أجلهم، ومساعدتهم روحياً، كما كان يشعر بذلك في قلبه وكما أخبره أهله في ما بعد. إلاّ أنه يذكر أنه تلقى "صفعةً" عندما ألحّ في الصلاة من أجل ابنة عمّه التي كانت متورّطة بعبادات شيطانية وشعوذة. |
||||
25 - 02 - 2021, 03:30 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القديس أفرام الكاتوناكي
أمراض وأتعاب مع تعزية إلهية
منذ صغره، عانى الييروندا من عدة أمراض من أهمها تحسّس جلدي خطير في قدمه ويديه وقد انعكست تأثيراته حتى على عينيه، وكانت سبباً لتأجيل خدمته العسكرية وبالتالي التحاقه بالرهبنة. بلغ به الأمر مرة الى حالة "نوبة تحسّسية" هيّجَتْ جسدهُ بالكامل، وأصابته حَكَّة حتى الدم، مع رعشة في كل جسمه. لم يكن أيامها (حوالي الحرب العالمية الثانية) من طبيب في الجبل. لم تشفِهِ إلاّ تضرّعاته الى العذراء وصبره الجميل. ورغم ضعفاته وأمراضه، كان هو العامل الأول في الأخوية: ينقل المنتوجات من الأختام وموادها الأساسية من والى الاسقيط عند الشاطئ. كما كان يحمل مواداً أخرى كالقمح للطحن، والنبيذ... كلّه على الأقدام. هو نفسه كان دّابة النقل، الطباخ، المزارع، الحفّار، المعمار،... الكاهن الخادم... والراهب المواظب على فروضه الرهبانيّة. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
سيرة القديس أفرام الكاتوناكي |
نشأة القديس أفرام الكاتوناكي |
القديس أفرام الكاتوناكي ووحيداً |
القديس أفرام الكاتوناكي مع أخويته |
صورة القديس أفرام الكاتوناكي |