منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 08 - 2012, 01:19 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

القديس مقاريوس الكبير .. الانبا مقارة


موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار


القديس مقاريوس الكبير
(الأنبا مكاريوس الكبير أو الأنبا مقارة)




القديس مقاريوس أو الأنبا مقار الكبير أو الأنبا مكاريوس الكبير

(حوالي سنة 300-390م)



هو مؤسس الرهبنة في برية الاسقيط، ويُطلَق عليه القديس الأنبا مقار الكبير، تمييزاً له عن القديس مقاريوس الصغير الإسكندري الذي كان مُعاصِراً له.


تأثر جدًا بالعظيم أنبا أنطونيوس، وقد زاره علي الأقل مرتين.


دعاه المؤرخ سقراط "الإناء المختار"،


بينما قال عنه بالاديوس:

"تأهل لنوال نعمة الإفراز هكذا حتى رعي الشيخ الشاب،


وقد نال موهبة شفاء المرضي ومعرفة أسرار المستقبل".


نفاه الأسقف الأريوسي لوقيوس إلي جزيرة في النيل بناء علي منشور صدر من الإمبراطور فالنس خوله هذا الحق.

وكان القديس في سن متأخرة، وقد تنيح بعد عودته إلي البرية بوقتٍ قصيرٍ.




رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:22 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار


نشأته وزواجه:

وُلد هذا القديس في شبشير من أعمال منوف من أبوين صالحين بارين،


اسم أبيه إبراهيم ولم يكن له ولد.


فحدث في إحدى الليالي أن أبصر شخصًا من قِبَل الرب يقول له أن الرب سيرزقه ولدًا يكون ذكره شائعًا في أقطار الأرض ويُرزَق أبناء روحانيين.


وبعد زمن رُزِق ولدًا فسماه مقاره أي الطوباوي، وكان مطيعًا لوالديه وقد حلت عليه نعمة الله منذ صغره.


أقيم مقاريوس الشاب المحبوب من الكهنة ومن شعب القرية قارئًا "أغنسطس".


ولما كملت قامته زوجه والده بغير إرادته فتظاهر بالمرض أيامًا، ثم استسمح أباه أن يمضي إلى البرية لتبديل الهواء فسمح له.


فمضى وصلى إلى الرب يسوع أن يساعده على عمل ما يرضيه،


فلما صار في البرية أبصر رؤيا كأن كاروبًا ذا ستة أجنحة قد أمسك بيده وأصعده على رأس الجبل وأراه كل البرية شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا، وقال له:


"يقول لك الله أنه منحك أنت وأولادك هذا الجبل كله لتكرس كل وقتك للعبادة.


كثير من القادة يأتون إلي هذه البرية.


اسهر وتذكر ما أقوله لك:


إن سلكت بكمال أظهر لك وأعلن لك كلمات الله?"


وقد قيل أن الكاروب صحبه كل حياته تقريبًا".


لما عاد من البرية وجد زوجته قد ماتت وهي بعد عذراء، فشكر السيد المسيح كثيرًا.


وبعد ذلك مات أبواه


فوزع كل ما خلَّفاه له على المساكين،


ورأى أهل شبشير طهره وعفافه فأخذوه إلى أسقف أشمون فرسمه قسًا عليهم،


وبنوا له موضعًا خارج البلد وكانوا يأتون إليه ويتقربون منه،


وعينوا له خادمًا ليبيع له شغل يديه وقضاء ما يحتاج إليه.


بعد فترة قصيرة من سيامته كاهنًا ذهب إلى قرية أخري إذ حسب نفسه غير أهل للكهنوت ولتكريم شعبه له.


تذكر بعض المخطوطات أنه لم ينل نعمة الكهنوت إلا بعد ذهابه إلي الاسقيط.



  رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:23 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار



في الإسقيط:


لما رأى الشيطان تعاليمه في الفضيلة جلب عليه تجربة شديدة،


وذلك أنه أوعز إلى فتاة كانت قد ارتكبت شرًا مع شاب بأن تدَّعي بأن القديس مقاريوس هو الذي أتى معها هذا الشر.


فلما علم أهلها بذلك أهانوه وضربوه ضربًا موجعًا فتحمله وهو صامت.


ولما داهم الطلق هذه المرأة لتلد لبثت أربعة أيام معذبة ولم تلد حتى اعترفت بكذبها على القديس،


وذكرت اسم الشاب الذي أغواها.


فلما رأى ذلك أهل الفتاة توجهوا إليه يستغفرونه عما حصل منهم له، فهرب منهم تنكرًا لمجد العالم، وكان له من العمر وقتئذ 30 عامًا،


وإذ فكر ألا يعود إلى قلايته ظهر له ملاك الرب وسار معه يومين حتى وصلا إلى وادي النطرون،


ثم قال له القديس:



"حدد لي يا سيدي مكانًا أسكن فيه"، فأجابه:


"لا لئلا تخرج منه فيما بعد فتكون مخالفًا لقول الرب، بل البرية كلها لك فأي موضع أردت أسكن فيه".


فسكن في البرية الداخلية حيث الموضع الذي فيه دير القديسين مكسيموس ودوماديوس وهو المعروف الآن بدير البراموس.



لما ذهب لزيارة القديس أنطونيوس قال عنه حينما رآه:


"هذا إسرائيلي حقًا لا غش فيه"،


ثم ألبسه الإسكيم المقدس وعاد مكانه.


ولما تكاثرت عنده الأخوة بنى لهم كنيسة وذاع صيته وسمع به الملوك لكثرة العجائب التي كان يعملها.


وظهر له ملاك الرب وأتى به إلى رأس الجبل عند البحيرة الغربية المالحة الماء وأعلمه أن يتخذ له هذا المكان مسكنًا،


وبنى له قلاية وكنيسة لأن شعبًا كثيرًا سيجيء إليه.



حبه للوحدة:


أكد القديس مقاريوس أن برية الاسقيط تفقد قيمتها الرهبانية عندما تدخل إليها المدنية.


قال:


"عندما ترون القلالي اتجهت نحو الريف، اعرفوا أن نهاية الاسقيط قد اقتربت.


وعندما ترون أشجارًا فاعلموا أنها علي الأبواب.


وإذا رأيتم أطفالاً احملوا ثيابكم الجلدية واهربوا".


حتى في برية الاسقيط اعتاد القديس مقاريوس أن يهرب من ازدحام الشعب.


ويخبرنا بالاديوس أنه حفر سردابًا تحت الأرض يمتد من قلايته إلي حوالي نصف ميل وينتهي بمغارة صغيرة.


فإذا ما جاءت إليه جموع كثيرة يترك قلايته سرًا إلي المغارة فلا يجده أحد.


وقد أخبرنا أحد تلاميذه الغيورين أنه اعتاد أن يتلو 24 صلاة في طريقه إلى المغارة و24 صلاة في العودة.


رجل الحب اكتشف القديس مقاريوس أن الفهم الحقيقي للتوحد ليس هو مجرد العزلة عن البشر، بل هو الرغبة الصادقة للاتحاد مع الله محب البشر.


المتوحد الحقيقي يهرب بالجسد عن البشر لكنه عمليًا يحب كل إنسان.


كان روح الحب والحنو يسود بين رهبانه كانعكاس لحب القديس لهم.


وقد روي لنا روفينوس قصة عنقود العنب الذي قُدم للقديس فقدمها بدوره لراهبٍ مريضٍ، وعبر هذا العنقود من راهبٍ إلى آخر في كل القلالي دون أن يمسه أحد منهم ليقدمه للغير.


عُرف القديس بسمته الخاصة بستر الخطايا فقيل عنه:

"صار إلهًا علي الأرض، فكما أن الله يحمي العالم ويحتمل خطايا الناس هكذا كان الأب مقاريوس يستر الأخطاء التي رآها أو سمعها كأنه لم يرَ أو يسمع شيئا".

بحبه كسب وثنيين للإيمان، فقد جاء عنه أنه إذ كان ذاهبًا من الاسقيط إلي نتريا مع تلميذه سبقه التلميذ الذي التقي بكاهن للأوثان كان يجري. فقال له التلميذ:

"إلي أين أنت تجري أيها الشيطان؟"

فاستدار الكاهن وصار يضربه حتى تركه بين حي وميت.


وإذ التقي بالقديس مقاريوس مدحه القديس:


"لتصحبك المعونة يا رجل النشاط". دُهش الكاهن ونُخس قلبه ولم يترك القديس مقاريوس حتى جعله راهبًا.


ذات يوم ذهب الأب مكاريوس ليقطع الخوص، وكان الأخوة معه. فقالوا له في اليوم الأول:


هلمّ وكل معنا يا أبانا،. فمضى وأكل.


وفي اليوم التالي طلبوا منه أن يأكل معهم أيضًا. فأبى أن يأكل، وقال لهم:

"أنتم تحتاجون إلى الطعام يا أولادي، لأنكم ما تزالون جسدًا، لكن أنا لا أريد أن آكل الآن".


زار الأب مكاريوس الأب باخوميوس الطابنسيني، فسأله باخوميوس:


عندما يكون عندنا اخوة بطّالون، هل يحسن أن نعاقبهم؟


أجابه الأب مكاريوس:


عاقب واحكم بعدل من هم تحت أمرك ، لكن لا تدن أحدًا من خارج، لأنه قد كتب:

"أنتم ألا تدينون الذين هم من داخل، أما الذين من خارج، فالرب يدينهم؟" (1 كور12:5).

كان الأب مقاريوس يزور أجد الاخوة يوميًا لمدة أربعة أشهر. فلم يجده ولا مرة قد فرغ من الصلاة، فتعجب وقال له: أنت ملاك أرضي حقًا.




مواهبه:


تشير الأبوفثجماتا باتريم "أي أقوال الآباء"


إلى صراعه ضد الشياطين.


كما روى لنا بالاديوس عن إقامته ميتًا لكي يهدي هرطوقيًا لا يؤمن بقيامة الأجساد. ونال موهبة صنع المعجزات.



القديس مقاريوس والمرأتان:


طلب يومًا من الرب أن يريه من يضاهيه في سيرته، فجاءه صوت من السماء قائلاً:

"إنك إلى الآن لم تبلغ ما بلغت إليه امرأتان في مدينة الإسكندرية"، وسأل حتى وصل إلى منزلهما، فلما دخل رحبتا به وغسلتا قدميه، ولما استعلم منهما عن سيرتهما قالت له إحداهما:


"لم تكن بيننا قرابة جسدية، ولما تزوجنا هذين الأخوين طلبنا منهما أن يتركانا لنترهَّب، ولما لم يسمحا لنا عاهدنا أنفسنا أن نقضي حياتنا بالصوم إلى المساء والصلاة الكثيرة. وقد رُزِقت كلٍّ منا بولد، متى بكى أحدهما تحضنه الواحدة وترضعه حتى وإن لم يكن ولدها، ونحن في عيشة واحدة ووحدة الرأي رائدنا واتحاد القلوب غايتنا، وعمل زوجينا رعاية الغنم ونحن فقراء ونكتفي بقوت يومنا وما يتبقى نوزعه على المساكين". فحينما سمع القديس هذا الكلام هتف قائلاً: "حقًا إن الله ينظر إلى استعداد القلوب ويمنح نعمة روحه القدوس لجميع الذين يريدون أن يعبدوه"، ثم ودعهما وانصرف راجعًا إلى البرية. كان بأوسيم راهب قد أضل قومًا بقوله أنه لا قيامة للأموات، فحضر إلى القديس مقاريوس أسقف أوسيم وشكا إليه أمر هذا الراهب، فذهب إليه ولم يزل به حتى أرجعه عن ضلاله.







  رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:23 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

نياحته:



في يوم نياحته رأى القديسين أنطونيوس وباخوميوس وجماعة من القديسين والملائكة، وأسلم الروح بالغًا من العمر سبعًا وتسعين سنة وكان ذلك في اليوم السابع والعشرين من برمهات سنة 392 م،



وكان قد أوصى تلاميذه أن يخفوا جسده،


فأتى قوم من أهل شبشير وسرقوا جسده وبنوا له كنيسة وضعوه نيف ومائة وستين سنة إلى ثم أرجعوه إلى ديره.


من أقواله إن كنت وأنت تنتهر أحدًا يتحرك فيك الغضب، فأنت تشبع هواك، ففي خلاص أخيك لا تخسر نفسك.



إن احتفظنا بتذكر الأخطاء التي ارتكبها الناس ضدنا، فإننا نحطم القدرة علي تذكر الله.


إن طول الروح هو الصبر... والصبر هو الغلبة... والغلبة هي الحياة... والحياة هي الملكوت... والملكوت هو الله.



البئر عميقة، ولكن ماءها طيّب عذب.

الباب ضيّق، والطريق كَرِبَة، ولكن المدينة مملوءة فرحًا وسرورًا.


البرج شامخ حصين ولكن داخله كنـــوز جليلة.


الصوم ثقيل صعب، ولكنه يوصِّل إلى ملكوت السموات.

فعل الصلاح عسير شاق، ولكنه ينجِّي من النار برحمة ربنا الذي له المجد.



  رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:24 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

جاء عن القديسِ مقاريوس المصري الكبير أنه قال:


إني في حالِ شبابي كنتُ جالساً في قلايةٍ في مصرَ، فأمسكوني وجعلوني قساً لضيعةٍ، وإذ لم أؤثر أن أتقلَّدَ هذه الرتبةَ هربتُ إلى مكانٍ آخرَ.


حيث كان يأتيني رجلٌ علماني تقي وكان يخدِمُني ويبيعُ عملَ يديَّ.


وفي يومٍ من الأيامِ حدث أن بتولاً في ذلك المكانِ سقطت في زنى وحملت في بطنها.


فلما أُشهرت سُئلت عمن فعل معها هذا الفعلَ، فقالت: «المتوحد»!


وسُرعان ما خرجوا عليّ وأخذوني باستهزاءٍ مريعٍ إلى الضيعةِ وعلّقوا في عنقي قدوراً قذرةً جداً وآذانَ جِرارٍ مكسورةٍ. وشهَّروا بي في كلِّ شارعٍ من شوارعِ الضيعةِ وهم يضربونني قائلين:


«إن هذا الراهبَ أفسدَ عفةَ ابنتنا البتول، أخزوه».


وهكذا ضربوني ضرباً مُبَرِّحاً قربتُ بسببهِ إلى الموتِ، إلى أن جاءني أحدُ الشيوخِ فقال لهم:


«إلى متى هذه الإهانةُ. أما يكفيه كلُّ ذلك خجلاً»، فكانوا يشتمونه قائلين:


«ها هو المتوحدُ الذي شهدتَ له بالفضلِ، انظر ماذا فعل».


وأخيراً قال والدُها:


«لن نُطلِقَه حتى يأتينا بضامنٍ بأنه يتعهدُ بالقيامِ بإطعامِها».


فقال الشيخُ لخادمي:


«اضمنه»، فضمنني ومضيْتُ إلى قلايتي ودفعتُ إليه الزنابيل التي كانت عندي قائلاً:


«بعها وادفع ثمنَها لامرأتي لتأكلَ بها».


وخاطبتُ نفسي قائلاً:


«كِدَّ يا مقارة، ها قد صارت لك امرأةٌ».


فكنتُ أشتغلُ ليلاً ونهاراً وأتعبُ لأقومَ بإطعامِها.


فلما حان وقتُ ولادةِ الشقيةِ مكثتْ أياماً كثيرةً وهي معذبةٌ وما استطاعت أن تلدَ.


فقالوا لها:


«ما هو هذا»؟


فقالت:


«إن كلَّ ما أصابني كان بسببِ أني قد ظلمتُ المتوحدَ واتهمتُه وهو برئٌ لأنه ما فعل بي شيئاً قط. لكن فلانَ الشاب هو الذي فعل بي هذا».


فجاء إليَّ خادمي مسروراً وقال لي:


«إن تلك البتولَ ما استطاعت أن تلدَ حتى اعترفتْ قائلة:


إن المتوحدَ لا ذنب له في هذا الأمرِ مطلقاً، وقد كنتُ كاذبةً في اتهامي له.


وها هم أهلُ القريةِ كلُّهم عازمون على الحضورِ إليك يريدون أن يتوبوا إليك ويسألونك الصفحَ والغفرانَ».


فلما سمعتُ أنا هذا الكلامَ من خادمي أسرعتُ هارباً إلى الإسقيطِ. هذا هو السببُ الذي لأجلهِ جئتُ إلى جبلِ النطرون.





موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار






قيل عن الأنبا مقاريوس إنه بنى لنفسِه قلايةً غربي الملاحات وسكن فيها.

وصار يُضَفِّرُ الخوصَ ويعيشُ من عملِ يديه ويعبدُ الله كنحوِ قوتِهِ.


فلما سمع به أناسٌ حضروا إليه وسكنوا معه. فكان لهم أباً مرشداً.


ولما سمع بسيرةِ الأنبا أنطونيوس وبأعمالهِ الفاضلةِ، مضى إليه فقَبِلَه وعزاه وأرشده إلى طريقِ الرهبنةِ، وألبسه الزيَ ثم عاد إلى موضعِهِ.


وكثُرَ الذين يحضرون إليه فكان يُلبسهم الزيَ ويرشدهم إلى طريقِ العبادةِ.


فلما كَبُرَ عددُهم بنوا لهم كنيسةً هي الآن موضع البراموس،


فلما ضاق بهم المكانُ ولم تعُد الكنيسةُ تسعهم، تحوَّل الأب من ذلك المكانِ وبنى كنيسةً أخرى.





  رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:25 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار


قال الأب مقاريوس: ضجرتُ وقتاً وأنا في القلاية.

فخرجتُ إلى البريةِ وعزمتُ على أن أسألَ أيَّ شخصٍ أقابلُه من أجلِ المنفعةِ.


وإذا بي أقابلُ صبياً يرعى بقراً.


فقلت له:


«ماذا أفعلُ أيها الولدُ فإني جائعٌ»؟


فقال لي: «كلْ». فقلتُ: «أكلتُ، ولكني جائعٌ أيضاً».


فقال لي: «كلْ دفعةً ثانيةً».


فقلت له: «إني أكلتُ دفعاتٍ كثيرةً ولا زلتُ جائعاً».


فقال الصبيُ: «لستُ أشكُ في أنك حمارٌ يا راهب، لأنك تحبُّ أن تأكلَ دائماً».


فانصرفتُ ولم أردَّ له جواباً.


موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار



سُئل القديس مقاريوس:


«أيُّ الفضائلِ أعظمُ»؟


فأجاب وقال:


«إن كان التكبُّر يُعتبرُ أشرَّ الرذائلِ كلِّها حتى أنه طرح طائفةً من الملائكةِ من علوِ السماءِ، فبلا شكٍ يكون التواضعُ أكبرَ الفضائلِ كلِّها لأنه قادرٌ أن يرفعَ المتمسكَ به من الأعماقِ حتى ولو كان خاطئاً.


من أجلِ ذلك أعطى الربُّ الطوبى للمساكين بالروحِ».



  رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:27 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

أتى الأب مقاريوس يوماً من الإسقيط إلى نيرس،


فقال له الشيوخ:


«قل كلمةً للإخوةِ أيها الأب». فأجابهم قائلاً:


أنا لم أصر راهباً، لكني رأيتُ رهباناً.

فقد كنتُ يوماً جالساً في الإسقيط في القلاية، وإذا أفكارٌ تأتيني قائلةً:

اذهب إلى البريةِ الداخليةِ وتأمَّل فيما تراه هناك.


ومكثتُ مقاتِلاً لهذا الفكرِ خمسَ سنواتٍ ظاناً أنه من الشيطانِ.


لكني لما وجدتُ الفكرَ ثابتاً مضيْتُ إلى البريةِ فصادفتُ هناك بحيرةَ ماءٍ وفي وسطِها جزيرةٌ، وقد وافت وحوشُ البريةِ لتشربَ.


وشاهدتُ بينها رجلين مجرَّدين (أي عاريين)، فجزعتُ منهما لأني ظننتُ أنهما روحان.


لكنهما لما رأياني خائفاً جزعاً خاطباني قائليْن:


«لا تجزع فإننا بشريان مثلك».


فقلتُ لهما: «من أنتما؟ وكيف جئتما إلى هذه البريةِ»؟


فقالا لي:


«كنا في كنوبيون وقد اتفقنا على تركِ العالم فخرجنا إلى ها هنا.


ولنا منذ ذلك الوقتِ أربعون سنةً.


وقد كان أحدُهما مصرياً والآخر نوبياً.


فسألتُهما كيف أصيرُ راهباً. فقالا لي:


«إن لم يزهد الإنسانُ في كلِّ أمورِ العالمِ فلن يستطيعَ أن يصيرَ راهباً».


فقلت لهما: «إني ضعيفٌ فما أستطيعُ أن أكونَ مثلَكما».


فقالا لي: «إن لم تستطع أن تكونَ مثلنا فاجلس في قلايتك وابكِ على خطاياك».


فسألتُهما:


«هل ما تبردان إن صار شتاءٌ. وإذا صار حرٌ أما يحترقُ جَسداكُما»؟


فأجاباني بأن اللهَ قد دبَّر لنا ألا نجدَ في الشتاءِ برداً ولا يضرُّنا في زمنِ الحصادِ حرٌ.


وأخيراً قال القديسُ للإخوة:


«لذلك قلتُ لكم إني لم أصر بعدُ راهباً، بل رأيتُ رهباناً. فاغفروا لي».


موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار


وحدث مرة أن مضى الأنبا مقاريوس إلى القديس أنطونيوس في الجبلِ وقرع بابَه.


فقال الأنبا أنطونيوس: «من يقرعُ البابَ»؟


فقال: «أنا مقاريوس أيها الأب».


فتركه الأنبا أنطونيوس ودخل ولم يفتح له البابَ.


لكنه لما رأى صبرَه فتح له أخيراً وفرح معه وقال له:


«منذ زمانٍ وأنا مشتاقٌ أن أراك».


وأراحه لأنه كان مجهداً من أثر تعبٍ شديدٍ.


فلما حان المساءُ بلَّ أنطونيوس قليلاً من الخوصِ لنفسِهِ. فقال له مقاريوس:

«أتسمح أن أبلَّ لنفسي أنا أيضاً قليلاً من الخوصِ»؟


فقال له: «بلّ».


فأصلح حُزمةً كبيرةً وبلَّها وجلسا يتكلمان عن خلاصِ النفسِ.


وكانت الضفيرةُ تنحدرُ من الطاقةِ.


فرأى أنبا أنطونيوس باكراً أن مقاريوس قد ضَفَّرَ كثيراً فقال:


«إن قوةً كبيرةً تخرجُ من هاتين اليدين».


موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار



ومرة نزل الأب مقاريوس من الإسقيط إلى الحصادِ وصَحِبَه سبعةُ إخوةٍ. وكانت امرأةٌ تلتقطُ خلفَ الحصَّادين وهي لا تكفُّ عن البكاءِ.


فاستفهم الأب من رئيسِ الحصَّادين عن أمرِ هذه العجوز وعن سببِ بكائها دائماً.


فأجابه:


«إن رجلَها عنده وديعةٌ لإنسانٍ مقتدرٍ. وقد مات فجأةً ولا تعلم المرأةُ موضعَ هذه الوديعةِ.


وقد عَزِمَ صاحبُها على أخذِ أولادَها عبيداً».


فلما استراح الحصَّادون من الحرِّ، دعا الشيخُ المرأةَ وقال لها:


«هلمي أريني قبرَ زوجِك».


فلما وصل إليه صلى مع الإخوةِ. ثم نادي الميتَ قائلاً:

«يا فلان، أين تركتَ الوديعةَ»؟


فأجابه:


«إنها في بيتي تحتَ رِجلِ السريرِ».


فقال له القديسُ: «نَمْ أيضاً».


فلما عاين الإخوةُ ذلك تعجبوا.


فقال لهم القديسُ:


«ليس من أجلي كان هذا الأمرُ لأني لستُ شيئاً. بل إنما صنع اللهُ هذا من أجلِ الأرملةِ واليتامى».


ولما سمعت المرأةُ بموضعِ الوديعةِ، انطلقتْ وأخذتها وأعطتها لصاحبها. وكلُّ الذين سمعوا هذا سبَّحوا الله.



  رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:29 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار


قيل عن الأب مقاريوس:


إنه كان قد جعل لنفسِه قانوناً وهو أنه إذا قدَّم له الإخوةُ نبيذاً كان لا يمتنع من شربهِ، لكنه عِوض كلِّ قدحِ نبيذٍ يشربه، كان يصومُ عن شربِ الماءِ يوماً.

فأما الإخوة فلكي ما يكرِّموه كانوا يعطونه، وهو لم يمتنع بدورِهِ إمعاناً في تعذيبِ ذاتهِ.


أما تلميذُهُ فلمعرفتِه بأمرِ معلمِه،


طلب من الإخوةِ من أجلِ الربِّ ألا يعطوا الشيخَ نبيذاً لأنه يعذِّبُ ذاتَه بالعطشِ.


فلما علموا الأمرَ امتنعوا من إعطائهِ نبيذاً منذ ذلك الوقتِ.


موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار




صعد الأب مقاريوس مرةً من الإسقيط إلى البريةِ. فأتى إلى ناووس (أي هيكل وثني) حيث كانت هناك جثثٌ يونانيةٌ قديمةٌ.


فأخذ القديسُ جمجمةً ووضعها تحت رأسِهِ.



فلما رأى الشياطينُ جسارتَه حسدوه وأرادوا أن يُزعجوه.


فنادوا بصوتٍ عالٍ باسمٍ مستعارٍ لامرأةٍ قائلين:


«يا فلانة، قد أخذنا الصابونَ والأشنانَ وأدواتِ الحمامِ، وها نحن في انتظارك لتكوني معنا».


فخرج صوتٌ من الجمجمةِ من تحتِ رأسِهِ قائلاً:


«إن عندي ضيفاً وهو رجلٌ غريبٌ متوسدٌ عليَّ فلا يمكنني المجيء، امضوا أنتم».


أما القديسُ فإنه لم ينزعج ولكنه رفع رأسَه عنها وحرَّكها بيدهِ قائلاً:


«ها أنذا قُمتُ عنكِ، فإن استطعتِ الذهابَ فانطلقي معهم إلى الظلمةِ».


ثم عاد ووضع رأسَه عليها.


فلما رأي الشياطينُ ذلك منه تركوه بخزيٍ عظيمٍ وصرخوا قائلين:

«امضِ عنا يا مقاريوس»، وهربوا.

موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار



انطلق الأب مقاريوس مرةً من الإسقيط حاملاً زنابيل فأعيا من شدةِ التعبِ،

ووضع الزنابيلَ على الأرضِ وصلَّى قائلاً:


«يا ربُّ،


أنت تعلمُ أنه ما بقي فيَّ قوةٌ»،


وإذ به يجدُ نفسَه على شاطئ النهرِ.







أتى أخٌ إلى الأب مقاريوس وقال له:


«يا معلم قل لي كلمةً تنفعُني».

فقال له القديسُ:


«امضِ إلى المقابرِ واشتم الموتى».

فمضى الأخُ وشتمهم ورجمهم وعاد وأخبر الشيخَ بما عَمِله.

فقال له الشيخُ:


«أما خاطبوك بشيءٍ»؟


فقال: «لا».


فقال له الشيخُ: «امضِ غداً وامدحهم».


فمضى الأخُ ومدحهم قائلاً: «يا قديسينَ، يا أبرار، يا صديقين».


وعاد وأخبر الشيخَ بما صنعه. فقال له: «أما أجابوك بشيءٍ»؟ قال: «لا».


قال الشيخُ:


«إن كنتَ حقاً قد مُتَّ مع المسيحِ ودُفنتَ معه فاصنع هكذا مثلَ أولئك الأمواتِ، لأن الميتَ لا يحسُ بكرامةٍ ولا بإهانةٍ. وبذلك تستطيعُ أن تخلصَ».


فانتفع الأخُ بذلك.




  رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:29 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

قال الأب مقاريوس:


حدث يوماً وأنا جالسٌ بالإسقيط أن أتاني شابان غريبان.

أحدُهما متكاملُ اللحيةِ، والآخر قد بدأت لحيتُه.


فقالا لي: «أين قلاية الأب مقاريوس»؟ فقلتُ لهما: «وماذا تريدان منه»؟


أجاباني: «نريدُ مشاهدته». فقلت لهما: «أنا هو». فصنعا مطانيةً وقالا:

«يا معلم نشاءُ أن نقيمَ عندك».


فلما وجدتُ أنهما في حالةِ ترفٍ ومن أبناءِ نعمةٍ وغنىً، أجبتُهما:


«لكنكما لا تحتملان السكنى ها هنا».


فأجابني الأكبرُ قالاً: «إن لم نحتمل السكنى ها هنا فإننا نمضي إلى موضعٍ آخر».


فقلتُ في نفسي:


«لماذا أنا أطردهما وشيطانُ التعبِ يشكِّكهما فيما عزما عليه»؟

فقلت لهما:

«هلما فاصنعا لكما قلايةً إن قدرتما». فقالا: «أرنا موضعاً يصلح».


فأعطيتُهما فأساً وقُفّةً وكذلك قليلاً من الخبزِ والملحِ وأريتهما صخرةً صلبةً، وقلتُ لهما انحتاها هنا، وأحضِرا لكما خُصّاً من الغابةٍ وسقِّفا واجلسا.


وتوهمتُ أنهما سوف ينصرفان من شدةِ التعبِ. فقالا لي:


«وماذا تصنعون ها هنا»؟


فقلتُ لهما: «إننا نشتغلُ بضَفرِ الخوصِ».


وأخذتُ سعفاً وأريتُهما بدءَ الضفيرةِ وكيف تُخاط، وقلت لهما:


«اعملا زنابيل وادفعاها إلى الخفراءِ ليأتوكما بخبزٍ»، وعرَّفتهما ما يحتاجان من معرفةٍ ثم انصرفتُ عنهما.


أما هما فأقاما ثلاثَ سنواتٍ ولم يأتياني.


فبقيتُ مقاتِلاً الأفكارَ من أجلِهما، إذ لم يأتيا إليّ ولا سألاني في شيءٍ.


ولم يحاولا الكلامَ مع أحدٍ قط. ولم يُبارِحا مكانَهما إلا كلِّ يومِ أحدٍ فقط، حيث كانا يمضيان إلى الكنيسةِ لتناول القربان وهما صامتان.


فصليّتُ صائماً أسبوعاً كاملاً إلى الله ليُعلنَ لي أمرَهما.

وبعد الأسبوعِ مضيتُ إليهما لأفتقدَهما وأعرف كيف حالهما.


فلما قرعتُ البابَ عرفاني وفتحا لي وقبَّلاني صامتيْن فصليتُ وجلستُ.


وأومأ الأكبرُ إلى الأصغرِ بأن يخرجَ.


أما الأكبرُ فجلس يُضَفِّرُ في الضفيرةِ ولم يتكلم قط. فلما حانت الساعةُ التاسعةُ أومأ إلى الشابِ فأتاه وأصلحا مائدةً وجعلا عليها ثلاثَ خبزاتٍ بقسماطات وداما صامتيْن.


فقلتُ لهما: «هيا بنا نأكلُ».


فنهضنا وأكلنا وأحضرا كوزَ ماءٍ فشربنا.


ولما حان المساءُ قالا لي: «أتنصرف»؟ قلتُ لهما: «لن أنصرفَ.


لكني سوف أبيتُ ها هنا الليلةَ».


فبسطا حصيرةً في ناحيةٍ وبسطا أخرى لهما في ناحيةٍ أخرى.


وحلا إسكيميهما ومنطقتيهما ورقدا قدامي على الحصيرةِ.


فصليتُ إلى اللهِ أن يعلنَ لي ماذا يعملان.

وإذ كنتُ راقداً ظهر فجأةً في القلايةِ ضوءٌ كضوءِ النهارِ قدامي، وكانا يشاهدانه، فلما ظنَّا أني نائمٌ، نَخَسَ الأكبرُ الأصغرَ وأقامه.


وتمنطقا وبسطا أيديهما إلى السماءِ.


وكنت أراهما وهما لا يبصرانني.


وإذا بي أرى الشياطينَ مقبلين نحو الأصغرِ كالذبابِ.


فمنهم من كان يريدُ الجلوسَ على فمِهِ، ومنهم من كان يريدُ أن يجلسَ على عينيه.


فرأيت ملاكَ الربِ حاملاً سيفاً نارياً وهو يحيطُ بهما ويطردُ الشياطينَ عنهما.


أما الأكبرُ فلم يقدروا على الاقترابِ منه.


فما أن حان الفجرُ حتى وجدتهما وقد طرحا نفسيهما على الأرضِ وناما.


فتظاهرتُ كأني استيقظتُ وهما كذلك.


فقال لي الأكبرُ هذه الكلمةَ فقط:


«أتشاءُ أن نقولَ الاثني عشرَ مزموراً».

فقلتُ: «نعم».


فقرأ الصغيرُ خمسةَ مزاميرَ وفي نهايةِ كلِّ ستةِ استيخونات الليلويا واحدة،


ومع كلِّ كلمةٍ كان يقولها كان يبرزُ من فمِهِ شِهابُ نارٍ يصعدُ إلى السماءِ.


كذلك الكبيرُ إذ كان يفتحُ فمَه ويقرأ كان مثلُ حبلِ نارٍ خارجاً وصاعداً إلى السماءِ.


فلما انقضت الصلاةُ انصرفتُ قائلاً:


«صلِّيا من أجلي».


فصنعا لي مطانيةً وهما صامتان.


وبعد أيامٍ قليلةٍ تنيح الأكبرُ وفي ثالثِهِ تنيح الصغيرُ كذلك.


ولما كان الآباءُ يجتمعون بالأب مقاريوس كان يأخذهم إلى قلايتهما ويقول:


«هلموا بنا نعاين شهادةَ الغرباءِ الصغار».

  رد مع اقتباس
قديم 25 - 08 - 2012, 01:30 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

الصورة الرمزية magdy-f

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

magdy-f غير متواجد حالياً

افتراضي رد: موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار

كان الأب مقاريوس يقولُ للإخوةِ:


«إذا سُرِّحت الكنيسةُ فرُّوا يا إخوةُ فرُّوا».

فقال أحدُ الآباءِ:


«أيها الأب، إلى أين نفرُّ أكثرَ من هذه البريةِ»؟


فضرب بيدِهِ على فمِهِ وقال:


«من هذا فرُّوا».





أتى إلى القديسِ مقاريوس يوماً أحدُ كهنةِ الأصنامِ ساجداً له قائلاً:


«من أجلِ محبةِ المسيحِ عمِّدني ورهبني».

فتعجب الأبُ من ذلك وقال له:


«أخبرني كيف جئتَ إلى المسيحِ بدونِ وعظٍ».


فقال له:


كان لنا عيدٌ عظيمٌ وقد قُمنا بكلِّ ما يلزمنا. ومازلنا نصلي إلى منتصفِ الليلِ حتى نام الناسُ.


وفجأةً رأيتُ داخلَ أحدِ هياكلِ الأصنامِ ملكاً عظيماً جالساً وعلى رأسِهِ تاجٌ جليلٌ وحوله أعوانه الكثيرون.


فأقبل إليه واحدٌ من غلمانِهِ فقال له الملكُ:


«من أين جئتَ»؟


فأجاب: «من المدينةِ الفلانية».


قال: «وأيَّ شيءٍ عملتَ»؟ قال:


«ألقيتُ في قلبِ امرأةٍ كلمةً صغيرةً تكلمتْ بها إلى امرأةٍ أخرى لم تستطع احتمالها، فأدى ذلك إلى قيامِ مشاجرةٍ كبيرةٍ بين الرجال، تسبَّب عنها قتلُ كثيرين في يومٍ واحدٍ».


فقال الملكُ:


«أبعدوه عني لأنه لم يعمل شيئاً».


فقدَّموا له واحداً آخر فقال له: «من أين أقبلتَ»؟ قال: «من بلادِ الهندِ».


قال: «وماذا عملتَ»؟


أجاب وقال: «دخلتُ داراً فوجدتُ ناراً قد وقعت من يدِ صبيٍ فأحرقت النارُ الدارَ، فوضعتُ في قلبِ شخصٍ أن يتهمَ شخصاً آخر، وشهد عليه كثيرون زُوراً بأنه هو الذي أحرقها».


قال: «في أيِّ وقتٍ فعلتَ ذلك».


قال: «في نصفِ الليلِ». فقال الملكُ: «أبعدوه عني خارجاً».



ثم قدموا إليه ثالثاً.


فقال له: «من أين جئتَ»؟ أجاب وقال:


«كنتُ في البحرِ وأقمتُ حرباً بين بعضِ الناسِ. فغرقتْ سفنٌ وتطورت إلى حربٍ عظيمةٍ، ثم جئتُ لأخبرَك».


فقال الملك: «أبعدوه عني».


وقدموا له رابعاً وخامساً،


وهكذا أمر بإبعادِهم جميعاً بعد أن يصفَ كلٌّ منهم أنواعَ الشرورِ التي قام بها حتى آخرِ لحظةٍ.


إلى أن أقبل إليه أخيراً واحدٌ منهم فقال له:

«من أين جئتَ»؟


قال: «من الإسقيط».


قال له: «وماذا كنتَ تعملُ هناك»؟


قال: «لقد كنتُ أقاتِلُ راهباً واحداً، ولي اليوم أربعونَ سنةً وقد صرعتُهُ في هذه اللحظةِ وأسقطتُّه في الزنا وجئتُ لأخبرَك».

فلما سمع الملكُ ذلك قام منتصباً وقبَّله ونزع التاجَ من على رأسِهِ وألبسه إياه، وأجلسه مكانَه ووقف بين يديه وقال:


«حقاً لقد قمتَ بعملٍ عظيمٍ».


فلما رأيتُ أنا كلَّ ذلك وقد كنتُ مختبئاً في الهيكلِ قلتُ في نفسي:


«مادام الأمرُ كذلك فلا يوجد شيءٌ أعظمَ من الرهبنةِ».


وللوقت خرجتُ وجئتُ بين يديك.


فلما سمع الأبُ منه هذا الكلامَ عمَّده ورهبنه.


وكان في كلِّ حينٍ يَقَصُّ على الإخوةِ أمرَ هذا الرجلِ الذي أصبح بعد ذلك راهباً جليلاً.

  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قصة صوتية عن حياة القديس أبو مقار | الأنبا مقاريوس الكبير
موضوع متكامل عن القديس الانبا انطونيوس اب الرهبان
موضوع متكامل عن القديس العظيم الانبا ابرام اسقف الفيوم والجيزة
*** موضوع متكامل عن القديس العظيم الانبا ابرام اسقف الفيوم والجيزة
موضوع متكامل عن القديس العظيم الانبا اغاثون المتنيح اسقف ورئيس دير الانبا بولا بالبحر الاحمر السابق


الساعة الآن 09:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024