ماهو "سفر يونان"
يعتبر النبي يونان الذي ظهر قبل الميلاد واحدًا من الانبياء ذوى المكانة العظيمة في الديانات اليهودية والمسيحية والإسلامية، وكلمة "يونان" هي عبري الأصل وتعني اليمامة وتنطق "يونة".
قصة النبي يونان
تروي آيات "سفر يونان" سيرة نبي الله يونان المعروف في الدين الإسلامي بالنبي يونس، وكما ذكر السفر أن الله أراد ان يهدي أهل مدينة "نينوى" إحدى المدن الكبيرة آنذاك وبلغ عدد سكانها ما يقرب 120 ألف نسمة فأمره بهدايت شعبها نظرًا لما ارتكبوا من معاصي وأخطأ مزرية أغضبت الله، وعندما علم النبي يأمر الله له خاف "يونان النبي" من هذه المسئولية فإعتلى إحدى السفن الهاربة إلى أسبانيا، وروى السفر أن يونان النبي عندما غلبه النعاس عصفت الامواج سفيتنه فاحتشد البحاره وصرخ كل منهم لإلهه فاجتمع الجميع ليعرف من السبب وراء غضب الله بهم فأقر النبي بهروبة من أمر الله فقرروا أن يلقوا به في أعماق البحار الغاضبة فهدأ البحر، وفي تلك الاثناء ابتلع الحوت هذا النبي ومكث بداخله لمدة ثلاثة أيام وهى الفترة التي تصوم الكنيسة تذكارًا لهذه الواقعة، وعاد النبي إلى بلدة نينوى ليدعو شعبها للتوبة وساعده الله في إنجاح ما ارسل من أجله.
يحتل صوم يونان مكانة كبيرة في وجدان الأقباط نظرًا لما يحمله هذا النبي من رمزًا لتحمل وزر الاخطأ المرتكبة، كما تعكس قصته صورة التوبة، واشتهر هذا الصوم في الكنيسة السريانية منذ آواخر القرن الرابع الميلادي، دخلت إلى الكنيسة القبطية في عهد البابا إبرآم بن زرعة السريانى البطريرك الـ62 فى القرن العاشر عام 976م ويعرف كنسيًا بـ"صوم نينوى".
طقوس صلوات القداس الإلهي خلال صوم يونان
كغيرها من المناسبات التي تحرص الكنيسة على إحياء خلالها عدد من الصلوات و الطقوس، يأتي صوم يونان، تقيم الكنيسة القبطية القداسات الإلهية عادة خلال أيام صوم يونان بعد الظهر يوميًا، يسبق القداس الإلهي في منتصف النهار إقامة صلاة الشكر، وتتضمن صلوات الشكر عادة خلال هذه الأيام مايعرف كنسيًا بـ"كيرياليسون الصيامي" بدون أرباع الناقوس.
يضاف إلى هذا الطقس بعد الانتهاء من الأواشي ترديد يونانذكصولوجية قبل ترديد ذكصولوجية العذارء مريم، والذكصولوجية كلمة يونانية الأصل تتكون من شقين "ذوكصا" وتعنى المجد، و"لوجيا" تعني البركة وهى عبرة عن تمجيد المذكور المصحوبة بألحان قبطية، وتغلق الكنيسة الإنارات والتستائر بالهيكل المقدس ليصلى الكاهن "مترأس الصلوات" بإقامة صلاة تعرف كنسيًا بـ" صلاة إفنوتي ناي نان"، ثم تقرأ النبوات الكاملة، ثم ينير الكاهن الكنيسة ليسكتمل قراءات المزامير حتى صلاة النوم، كما تضمن تلك القراءات مايعرف كنسيًا بـ"قطمارس الصوم الكبير"، يصلي الكاهن إكلينومين طاغوناتا.
وتختتم صلوات هذا الطقس بصلاة نهائية بصلاة القمسة، وهى قسمة الصوم الاربعيني، وأثناء توزيعات الاب الكاهن الختامية مترأس الصلوات يردد" يونان النبي في بطن الحوت كمثال المسيح في القبر ثلاثة أيام".