رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النبيّ إيليّا في زمن "الحدث المسيحانيّ" على غرار بعض أنبياء "العهد القديم"، ورد ذكر النبيّ إيليّا في كُتُب "زمن المجيء وتحقيق النبوءات" (أي "العهد الجديد")، في محطّاتٍ عديدةٍ، نستعرض أهمّها... نبدأ بالإشارة إلى أن الإعتقاد السائد آنذاك، كان أن إيليّا لا يزال حيّاً، وأنه سيعود شخصيّاً ليُمهّد الطريق لمجيء "المسيح المنتظَر". وذلك الإعتقاد كان مبنيّاً على الآيات الختاميّة لسفر ملاخي، آخر سفر من أسفار "العهد القديم"، حيث ورد "هاءنذا أُرسل إليكم إيليّا النبيّ قبل أن يجيء يوم الربّ العظيم الرهيب..." (ملا 4: 5-6). لذلك، حين ظهر يوحنا المعمدان في كرازته، سُئل من ضمن ما سُئل "أأنت إيليّا؟" (يو 1: 21)، فنفى ذلك (أي أنه لم يكن إيليّا شخصيّاً، بل يُجسّد دوره المُهيّىء كما ورد في نبوءة ملاخي). وعاد الربّ يسوع وأكّد فيما بعد أمام تلاميذه، "إن إيليّا قد جاء ولم يعرفوه، بل عملوا به كل ما أرادوا" (متى 17: 12) و(مر 9: 13)، ففهم تلاميذه أنه كان يقصد يوحنا. ونرى أيضاً صدى الإعتقاد الخاطىء الآنف الذكر، في حيرة هيرودس بخصوص يسوع (لو 9: 8)... وكما "إستقرّت روح إيليّا" على أليشع قديماً، كذلك الحال بالنسبة ليوحنا المعمدان (رؤيا إيليّا وقوّته)، ولنا في كلام الملاك لزكريّا خير شاهد على ذلك (لو 1: 17). والشاهد الأهمّ كان غيرة يوحنا الكبيرة للربّ الإله في كرازته، وجرأته في تأنيب الشعب على خطاياه و"الهروب من الغضب الآتي" (لو 3: 7)، وحثه على التوبة، وجرأته في وقوفه بوجه هيرودس أنتيباس... ولا يخفى علينا بالطبع نمط عيش المعمدان، المُشابه جداً لنمط عيش إيليّا. لذا، يُمكننا بالفعل تسمية يوحنا ب"إيليّا العهد الجديد". وتبقى الإشارة الأهمّ إلى النبيّ إيليّا في زمن "الحدث المسيحانيّ"، وهي ظهوره وموسى إلى جانبَي السيّد له المجد، أثناء تجلّيه على جبل ثابور (متى 17: 1-8) و(مر 9: 2-8) و(لو 9: 28-36). إن موسى يُمثّل الشريعة، وإيليّا يُمثّل الأنبياء، أي أن الشخصيّتين تُمثّلان "العهد القديم" بجزئَيه. وظهورهما في هذه الصورة يؤكّد أن الربّ الإله الذي أرسلهما قديماً، أظهرهما أيضاً في حدث التجلّي، للتأكيد على أنه ربّ الأنبياء، وأن الربّ المتجلّي على الجبل إنما هو "كمال الشريعة والنبوءات"، كما للتأكيد على صدق رسالتهما وصدق كل النبوءات السابقة. والملفت أنهما أخذا يتكلّمان عن آلامه وموته، لكأنّ كل حركة تاريخ الخلاص كانت للوصول إلى هذه النقطة، أي إلى الفداء عبر الآلام والموت. يبقى أن نُشير إلى أن بولس الرسول يذكر تضرّع إيليّا إلى الربّ، وجواب الربّ له بإستمرار وجود مؤمنين حقيقيّين، في رسالته إلى الرومانيّين (رو 11: 2-4)، كما أن يعقوب الرسول يذكره في رسالته (يع 5: 17-18)، في موضوع حبس الأمطار ثم هطولها مُجدّداً، للدلالة على فاعليّة صلاة الرجل البارّ (مع ضعفاته ككل البشر). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|