رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عاموس الله يرفض العبادات الخارجيَّة جاء عاموس ليُحارب على جبهتين، يحارب الوثنيَّة مؤكدًا وحدانيَّة الله، ويحارب الطقوس العقيمة معلناً أنَّها مرذولة من لدن الله. إليكم هذه الأناشيد الجميلة عن الله وهي تشير إلى مدى تأثّره بالطبيعة وليالي الشرق التي تدعو إلى مناجاة الخالق: "فإنّه صانع الجبال، خالق الرِّيح، المبيّن للبشر ما فكره، الجاعل الظلمة فجراً، الواطئ مشارف الأرض، واسمه الرَّبّ إله الجنود" (4/ 13). "وإنّه خالق الثريا والجوزاء ومحوِّل الظلمات صباحًا ومعتِّم النهار بالليل الذي يدعو مياه البحر فيفيضها على وجه الأرض واسمه الرَّبّ" (5 /8). أرأيت شفافيّة هذا النشيد. إنّه نشيد الكون كما فهمته المزامير ورسائل بولس ومن بعدهم فرنسيس الأسيزيّ وتيار دي شاردان. فالله هو خالق الكلّ وفوق الكلّ وفي الكلّ. ولكن إله عاموس ليس إلهاً قبليًّا، وإذا لقّبه بإله الجنود فما ذلك إلّا ليشير إلى جبروته وقدرته. والله هو للجميع، يهتمّ بالوثنيِّين كما يهتمّ بالشّعب المختار. اقرأ معنا هذه الأسطر لتتأكّد صحة هذه الشموليّة في التفكير النبويّ: " ألستم كبني الكوشيِّين يا بني إسرائيل يقول الرَّبّ: ألم أُخرج إسرائيل من أرض مصر والفلسطين من كفتور وآرام من قير" (9/7). ويدوّي صوت الله بلسان النبّي ليرفض العبادات الكاذبة بقوله "لقد أبغضتُ أعيادكم ورذلتها ولم تَطِب لي احتفالاتكم. إذا أصعدتم لي محرقاتكم وتقادمكم لا أرتضي بها، ولا ألتفت إلى ذبائح السَّلامة من مسمناتكم. أقصِ عني زجل أغانيك فإنّي لا أسمع نغم عيدانك. بل ليجرِ القضاء كالمياه والعدلَ كنهر لا ينقطع". (5/ 21- 27). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|