رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سر منديل السيدة العذراء مريم فى الأيقونات "من التفاصيل الملحوظة ولكن الأقل فهماً هى منديل العذراء الأبيض الذى يظهر فى عدد كبير من أيقونات العصور القديمة"، مشيرا إلى أنه لا توجد دراسات خاصة لهذه التفصيلة المهمة. وعادة ما تكون التعليقات العلمية عنها قصيرة. وبين عصام فى دراسة له أن أحد التفسيرات هو أن العذراء تمسك به لتمسح دموع الناس، موضحا: "لكن يعتقد البعض أن المنديل كان من تفاصيل ملابس السيدة الأرستقراطية فى العصر البيزنطى، حيث ربما تصوير المنديل الأبيض الطويل صفة شرف تؤكد على كرامة العذراء وعلو مكانتها". وأشار إلى أنه يبدو واضحًا أن شكل المنديل كان أيضا ذا طبيعة رمزية ومصدر طقسى، لأن الشكل المحدد للمنديل الأبيض الطويل والضيق، الذى غالبًا ما يكون مزينًا بخطوط وصلبان متوازية، كان له نظائر مباشرة فى الثياب الليتورجية. وواصل الباحث فى دراسته: "وقد ظهر هذا المنديل، وكان منتشرًا فى الأيقونات المسيحية فى كل من الشرق والغرب قبل القرن السادس، ويمكن العثور عليه فى أيقونات لقديسات أخريات غير العذراء أيضًا". واستطرد قائلا: "فمثلاُ يظهر المنديل فى فسيفساء من القرن الخامس فى سانتا سابينا فى روما، فى يد إمرأة تمثل تجسيد كنيسة الأمم، وهى تحمله فى يد تحمل أيضاً كتابًا مفتوحًا يمثل إستعلان سر الله لجميع الأمم، وتتميز هذه الصورة عن الصورة الموازية التى تصور إمرأة تمثل تجسيد كنيسة اليهود، ولكن تلك المرأة لا تحمل هذا المنديل، ربما مؤكدة بهذة التفصيلة المكانة الأعلى لكنيسة الأمم "رسالة بولس لغلاطية 2: 7". وتابع الباحث عصام تونى: "يظهر المنديل أيضاُ فى صور النساء القديسات، فعلى سبيل المثال، فى أيقونة سيناء للقديسة الشهيدة إيرينى من القرن الثامن، تمسك القديسة بالمنديل بيدها اليسرى مع صليب يرمز لشهادتها، وربما المعنى المقصود هنا أنها بشهادتها قد نالت أسمى مكانة فى مملكة المسيح الآتية". وأضاف: "يمكن للمرء أن يجد مثل هذا المنديل مع شخصيات سيدات البلاط اللائى يقفن بجوار الإمبراطورة ثيودورا فى فسيفساء القرن السادس الشهيرة فى كنيسة سان فيتالى فى رافينا، حيث تحمل السيدات المصاحبات للإمبراطورة ثيودورا مناديل فى أحزمتهن، وتضع إحداهن هذا المنديل فى يدها". وقال تونى: "يجب أن لا نتناسى أن تصوير الإمبراطور جستينيان وزوجته ثيودورا فى كنيسة سان فيتالى ليس غرضه فقط التأكيد على سلطتهم الدنيوية، ولكن على دورهم فى الكنيسة، فالإمبراطور كان الرئيس الأعلى للكنيسة". وأتم حديثه: "ويتم تصوير ثيودورا مع حاشيتها، وكذلك جستنيان فى سان فيتالى فى موكب طقسى فى حرم الكنيسة، وكلاهما يحمل أوانى ليتورجية - فالكأس فى يد ثيودورا، والصينية فى يد جستينيان". واختتم الباحث دراسته بالقول: "وعلى الأرجح، هذا هو طقس الدخول الصغير بالإفخاريستيا المقدسة (سر التناول سابقا" فى الطقس البيزنطى (الدخول الصغير فى الطقس البيزنطى يرمز إلى التجسد)، وهذا سبب آخر يبرر شبه الإجماع على تصوير العذراء وهى تحمل هذا المنديل الطويل". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|