رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سمعان الشيخ شخص مهّم جدًا في التاريخ اليهوديّ يُقال إنّه كان بعمر ١١٢ سنة عندما حمل الرّب يسوع المسيح على ذراعيه. (متّى المنحول). هو ابن العلّامة العظيم هليل الذي أنشأ مدرسة هليل، والذي كان رئيس مجمع السنهدريم لمدّة أربعين سنة، وهو والد العلامة غمالائيل معلّم بولس الرسول عندما كان شاول. عُيّن رئيسًا للمجمع بعد والده قبل زمان المسيح، ولكن تم إخفاء كلّ الكتابات عن زمنه وشهاداته، رغم أنّه أوّل من حصل على لقب رابان، وهو لقب راق جدًا في المجمع اليهودي. الأمر الغريب جدًا هو أن تُخفى كتاباته وشروحاته وهو يحمل هذا اللقب الكبير، وهو ابن معلّم من أهم الرؤساء اليهود صاحب مدرسة باسمه وهي "مدرسة هليل". لم يكتب عنه في المشنه ولا في التلمود والجمار، رغم أنّها تكلّمت على من هم أقل أهميّة بكثير منه، وهذا شيء يتعجّب له اليهود أنفسهم، فهو رجل من أعظم شيوخ اليهود ولم يُذكر له أخطاء تدينه، فلماذا إذًا تم إخفاء تاريخه من قبل اليهود؟ هم يكتفون بذكر:"يسوع الناصري ولد في بيت لحم في سنة 3761 من الخليقة، وهو في السنة 42 من اغسطس قيصر، وكان ميلاده في آخر أيّام الرابان سمعان ابن هليل". وهذا يعني أنّه رئيس عظيم وطاعن في السن. هذا التعتيم يؤكّد أنّه لم يرق للمعلّمين اليهود ما قاله سمعان، أي قوله إن الطفل الذي حمله على ذراعيه هو المسيح المولود من العذراء بحسب آية إشعياء النبي(١٤:٧)، والتي لطالما شغلته هذه الآية بالتحديد، خاصة في ترجمتها السبعينيّة. هناك من استغرب قائلًا: كيف يعترف سمعان بمجيء المخلّص، المسيا المنتظر، المعزّي، المناحيم، ويكون ابنه غمالائيل بعكس معتقده؟ يمكن للجواب أن يحمل أكثر من شق: - أتى اعتراف سمعان الشيخ في آخر أيامه بعد أن ترك رئاسة المجمع لكبر سنّه. - ليس من الضروري أن يكون الابن على وعي والده، وهناك أمثلة كثيرة في العهد القديم عن ذلك. - الفرق الزمني بين اعتراف سمعان الشيخ، وغمالائيل طويل جدًا ويزيد عن الثلاثين عامًا، وقد يكون غمالائيل تأثر بأمور كثيرة. ولكن يجب التوقّف عند المفارقة الآتيّة: ألم يدافع غمالائيل بطريقة غير مباشرة عن تلاميذ الرّب يسوع؟ "فقام في المجمع رجل فريسي اسمه غمالائيل، معلّم للناموس، مكرّم عند جميع الشعب، وأمر أن يخرج الرسل قليلاً". ثم قال للسنهدريم، أي المجمع اليهودي:«أيّها الرجال الإسرائيليون، إحترزوا لأنفسكم من جهة هؤلاء الناس في ما أنتم مزمعون أن تفعلوا... تنحّوا عن هؤلاء الناس واتركوهم! لأنّه إن كان هذا الرأي أو هذا العمل من الناس فسوف ينتقض، وإن كان من الله فلا تقدرون أن تنقضوه، لئلا توجدوا محاربين لله أيضًا». فانقادوا اليه. ودعوا الرسل وجلدوهم، وأوصوهم أن لا يتكلّموا باسم يسوع، ثم أطلقوهم. (أع ٥: ٣٣ـ٤٠) يُذكر أن غمالائيل، والذي يعني اسمه هديّة الله، قد تعمّد على يدي القدّيسين بطرس ويوحنا، لكن ليس عندنا إثبات على ذلك. أنى يكن الأمر فإنّه يتوقّع أن يكون سمعان قد رقد بعد فترة قصيرة من معاينة مسيح الرّب. وقد ورد أن رفاته كانت تكرّم في القسطنطينية في كنيسة القدّيس يعقوب، في القرن السادس للميلاد، أيام الأمبراطور يوستينوس. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بحق كان سمعان بطرس تلميذًا محظوظًا جدًا |
كان السيد المسيح طيب القلب جدًا. وكان أيضًا قويًا جدًا |
قصة سمعان الشيخ |
التاريخ يعيد نفسة مع الشهيد ابونا سمعان |
ألدّموعَ ليسُ لهّآ ثقّل |