رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنيسة أورشليم كان أمرًا طبيعيًا أن تحتل كنيسة أورشليم شهرة خاصة في عصر الرسل فأورشليم لها تاريخها الديني الطويل منذ أن كانت مركز الديانة اليهودية في العالم كله وقلبها النابض، وقِبلة أنظار اليهود المشتتين في أنحاء العالم وقد آل إلى كنيسة أورشليم المسيحية الكثير من الشهرة السابقة، بعد أن غدت الوريثة الشرعية الأولى للديانة اليهودية... هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن مدينة أورشليم هي أول مدينة رددت صدى صوت الرب يسوع وذاقت حلاوته قبل العالم كله وتقدس ثراها بدم الفادي الذكي الذي أهرق فيها.. وفي أورشليم ولدت الكنيسة المسيحية، ومنها ذاعت بشرى الخلاص في العالم كله، وحظيت بكرازة الرسل والعجائب التي أجراها الرب على أيديهم وتباركت بدم باكورة شهداء الحمل اسطفانوس رئيس الشمامسة، والرسولين يعقوب بن زبدي ويعقوب أخي الرب وغيرهم ممن لم يحفظ لنا التاريخ أسماؤهم. كانت أول مركز ديني مسيحي أنشئ وفيها عقد أول مجمع كنسي، وكانت تعتبر بحق الكنيسة الأم في تلك الفترة المبكرة من التاريخ، التي يتطلع إليها المؤمنون... وقد ورد في ليتورجية القديس يعقوب تلقيب كنيسة أورشليم "بآلام" كما أجمع آباء الكنيسة على ذلك ولما تلوث ريح الاضطهاد على الكنيسة الناشئة في أورشليم، واستشهد اسطفانوس "تشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة، ما عدا الرسل" (أع8: 1)... وبقاء الرسل في أورشليم مع تزايد الاضطهاد الدامي، يرينا أنهم كانوا يعتبرون تلك المدينة ولا شك مركزًا ورأسًا للكنيسة الناشئة ومصدرًا للإشعاع المسيحي، وإلا لكانوا تفرقوا هم أيضًا مع بقية المؤمنين، يكرزون بالكلمة حيثما حلوا ومن أورشليم كانت الكنيسة تشرف على النشاط الكرازي الذي يقوم به الكارزون.." ولما سمع الرسل الذين في أورشليم إن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس" (أع8: 1، 15) وكذلك أيضًا بالنسبة إلى أنطاكية (أع11: 22). وثمة ظاهرة واضحة ترينا مكانة كنيسة أورشليم بين كنائس عصر الرسل وإحساس المسيحيين خارج أورشليم بحقها عليهم وواجبهم نحوها... تلك هي: إرسال التقدمات لفقراء أورشليم من الكنائس المختلفة، يهودية وأممية.... لقد اعتنى القديس بولس بهذا الأمر، وكان يجمع التقدمات من كنائس الأمم التي أسسها، ويرسلها إلى كنيسة أورشليم... بل هو بنفسه كان يحمل هذه التقدمات، كما حدث في زيارته الثانية لأورشليم حوالي سنة 44 م.، حينما كان يحمل تقدمات كنيسة إنطاكية (أع11: 30) وقد تولى أمور كنيسة أورشليم القديس يعقوب البار أحد الاثني عشر حتى سنة 62 م. حين استشهد. وقد كان أول أسقف عليها، وحسبما يخبرنا (هيجيسبوس). وخلفه أخوه سمعان بن كلوبا الذي استشهد مصلوبًا على يد أتيكس والى اليهودية سنة 106 م. وله من العمر 120 سنة. ويبدو أن سمعان خلف يعقوب مباشرة عقب استشهاده، وأنه هو الذي انتقل بالمسيحيين من أورشليم إلي بلا Pella قبيل خراب أورشليم، إتمامًا لوصية الرب، ولكن كنيسة أورشليم لم تحتفظ بمركزها الديني المتميز بسبب ما حل بالمدينة من خراب سنة 70 م. ولم يسترد الكرسي الأورشليمي مركزه الديني إلا أوائل القرن الرابع الميلادي، حينما اتجهت أنظار المسيحيين إلى اعتبارها هي الأراضي المقدسة بعد تغير الأحوال السياسية، وزيارة الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين لها. واكتشافها صليب المخلص بها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنه يجلس في هيكل الرب ليس فقط في أورشليم، وإنما في كل كنيسة |
كنيسة أورشليم |
كنيسة الدمعة في جبل الزيتون على أورشليم |
كنيسة أورشليم تعرج بين الفريقين |
كنيسة القيامة - أورشليم |