رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اليوم نواصل رحلتنا عبر الزمن نلف فيها أماكن نتقابل شخصيات كتابية واليوم لقائنا مع.... *يفتاح الجلعادى* *إنه رجل قوى حقا كما قرأنا عنه الكتاب المقدس... ها هو قادم فلنستعد لإستقباله هيا... *سلام يا أبانا نحن نريد أن نسألك بعضا من الأسئلة هل تسمح لنا؟؟؟ *مرحبا بكم يا أولادى تفضلوا... *ما معنى إسمك يا أبانا؟؟؟ *معنى إسمى ( هو إسم عبرى بمعنى يفتح). {وكنت جبار بأس وذكر عنى أننى إبن امرأة زانية }... *{ثم ولدت إمرأة جلعاد له بنين فلما كبر بنو المرأة طردوا يفتاح وقالوا له لا ترث فى بيت أبينا لأنك أنت إبن امرأة أخرى}* *فهربت من وجه إخوتى وأقمت فى أرض طوب فإجتمع إلى رجال بطالون وكانوا يخرجون معى.... *ونتيجة معاملة المجتمع السيئة لى إلتصقت بالأشرار وصرت زعيمأً لهم وربما فى السلب والنهب.. *وكنت جبار بأس.. ولتلاحظوا يا أولادى الأحباء أن الله لهُ طرق متعددة فى دعوة رجاله وإعدادهم.... * فهنا لم يظهر ملاك لى كما ظهر لجدعون ولوالدى شمشون..... *ولكن الله إستعمل الطريق الطبيعى فالشعب جلس يفكر فى قائد والله أرشده ليفتاح {لى}كقائد مناسب. *وكان الله قد سمح بكل هذه الظروف التى أحاطت بحياتى كإعداد لى... *فالله إستفاد من كونى جبار بأس طريد عنيف لأقود الجيش الخائر فأحسن قيادته. *وكان بعد أيام أن بنى عمون حاربوا إسرائيل.... ولما حارب بنو عمون إسرائيل جاء إلى شيوخ جلعاد ليحضرونى من أرض طوب... *وقالوا لى تعال وكن لنا قائدا فنحارب بنى عمون. فقلت لشيوخ جلعاد أما أبغضتمونى أنتم وطردتمونى من بيت أبى فلماذا أتيتم إلى الآن إذ تضايقتم.؟؟ *فقال شيوخ جلعاد لى لذلك قد رجعنا الآن إليك لتذهب معنا وتحارب بنى عمون وتكون لنا رأسا لكل سكان جلعاد.. *فقلت لشيوخ جلعاد إذا أرجعتمونى لمحاربة بنى عمون ودفعهم الرب أمامى فأنا أكون لكم رأسا.... *فقال شيوخ جلعاد لى الرب يكون سامعاً بيننا أن كنا لا نفعل هكذا حسب كلامك.... *لذا ذهبت مع شيوخ جلعاد وجعلنى الشعب عليهم رأسا وقائدا فتكلمت بجميع كلامه أمام الرب فى المصفاة.... *ونذرت نذرا للرب قائلًا إن دفعت بنى عمون ليدى فالخارج الذى يخرج من أبواب بيتى للقائى عند رجوعى بالسلامة من عند بنى عمون يكون للرب وأصعده محرقة.... *بتأثير الجو الكنعانى الوثنى والأم الكنعانية إعتقدت بأننى هكذا أرضى الله ... وهو نذر ليس فيه شىء من الحكمة والله لا يوافق عليه ولكن الله صمت ولم يمنع تقديم إبنتى كنذر... ☆ليلقن كل المؤمنين درساً قاسياً أن هذا النذر بهذا الأسلوب، أى تقديم نفوس بشرية كذبائح هو شىء مرفوض.. ☆حتى أتعلم الدرس بصفة شخصية سمح الله لإبنتى العذراء أن تخرج هى للقائى فصارت القصة مريرة ... *عجبا يا أبانا...ولكن هل لو قابلتك أى عذراء أخرى كنت ستشعر بنفس المرارة؟ *قد لا أشعر ،لكن أهلها سيشعرون ،إذن حقا درس لى... *عموماً فالنذر ليس ثمناً فالله يعطيه من محبته مجانًا بدون ثمن ويعطى بسخاء ولا يُعيِّر ولكن النذر هو تعبير عن شكر.... *ولكن يا أصدقاء هذا النذر غير المقبول كان نذراً قاسياً وكان تحقيقه أكثر مرارة. ولا توجد مقارنة بين هذه القصة وتقديم إسحق محرقة.... *فالله الذى طلبه ليشرح قصة فداء المسيح لذلك لم يترك إبراهيم يذبحه، ولكن يُحسب ليفتاح ولإبنته أنهما قَبِلَا تنفيذ النذر ولم يتراجعا.... *فهما بجهل من كليهما إشتاقا أن يقدما أغلى ما عندهما لله فقدما شىء لا يوافق الله عليه لكن ما فعلاه كان يعبر عن حب شديد وإخلاص شديد لله.... *ولنا تأمل معا يا أصدقاء فى شخصية إبنته المضحية بنفسها تنفيذاً لنذر والدها.... *إبنه يفتاح الجلعادى. {الفتاة التى تم التضحية بها من أجل قسم} ذكرت فى/قض(30:11-39). *بعد طرد يفتاح من بيت جلعاد أبيه فإنه عمل صِيتاً لنفسه ، كرئيس عصابه من اللصوص ناجح ولا يخشى أحد،وكشخص شجاع فقد إستُدعي من قِبل شيوخ جلعاد ليقودهم فى الحرب ضد بنى عمون،الذين حاربوا إسرائيل.... *وعرض يفتاح أن يحارب على شرط أنه لو إنتصر على بنى عمون يكون رئيساً لهم.... *وعلى الرغم من أصله شبه الوثنى إلا أنه كان ينحاز إلى جانب الله،لأننا نقرأ.... {أنه كان يتكلم بجميع كلامه أمام الرب}.... و{كان روح الرب على يفتاح}،و{أنه نذر نذراً للرب }.... وقد أدرج إسمه بين أولئك الذين تميزوا بإيمانهم.... {أبطال الإيمان}{عب32:11}.... *الذى ظهر فى الأزمات الطاحنة فى تاريخ إسرائيل.... *ونحن لا نجد ذكراً لزوجته ،ربما تكون ماتت ؟ إلا أن ذكرى يفتاح لا تنسى بسبب حُبه الشديد لإبنته،والنذر الذى نذره بشأنها.... *والعنصر المثير للشفقة يتمثل فى اللغة الرقيقة التى صيغت بها القصة... *إن الفتاة المجهولة الإسم هى إبنته الوحيدة و{لم يكن عنده ولد أو بنت سواها}.... *لقد نذر نذراً متسرعاً بأنه لو دفع الله بيده بنى عمون وإنتصر عليهم ،لأصعد كل من من يخرج من بيته للقائه عند عودته ليكون محرقه للرب.... *وإذ ظن يفتاح إن واحداً من العبيد قد يخرج للقائه فيقدمه محرقه..... *وقبل الله كلام يفتاح ،ولكن يفتاح ذهل عندما وجد إبنته الوحيدة محبوبته خارجة عند عتبة البيت لتحييه ،فإستجاب الله لصلاته وعاقبه عن طريق إستجابة طلبه..... *ولكن عندما شعر يفتاح بالأذرع المحبة لإبنته تضمه فى شوق صرخ قائلاً {آه يا إبنتى ،قد أحزنتنى حزناً وصِرتِ بين مكدرىِ لأنى قد فتحت فمى إلى الرب ولا يمكننى الرجوع }.... *ترى ماذا كان رد فعل تلك الفتاة البريئة عندما رأت نظرة اللوعة فى عينى أبيها؟؟؟ *ترى ما الذى كانت تفكر فيه إزاء حزن والدها والإدراك المفاجئ لمصيرها؟؟؟. *أرى أن رد فعلها ينطوى على بطولة نادرة لم يكن ينطوى صوتها على نغمات غاضبة أو متمردة ،لم تذرف الدموع ولم ترتعب يأساً بعد تحدث والدها عن نذره الذى نذر.... *بل كان هناك القبول الهادئ الحقيقة المأساوية بأنها سوف تصبح المحرقه التى نذرها أبوها.... *وعلى الرغم من أن هذه العذراء التى تستحق كل المدح ،لا يذكرها الكتاب سوى أنها إبنه يفتاح.. *ولكنها ستظل دوماً تجسيداً حياً على أنها الذبيحة المقدمة طوعاً {يا أبى هل فتحت فاك إلى الرب فإفعل بى كما خرج من فمك}... *لو كانت هناك صفة نصفها بها لا نجد أسمى من كلمة {مُضحية}... *لقد قبلت إرادته بتكريس حقيقى وخضعت لأمره لقد شعرت أن دمها سوف يكون ثمناً معقولاً للإنتقام الإلهى من أعداء إسرائيل ، لقد أظهرت أنها ذات شخصية نبيلة تلهب خيالنا وتحرك مشاعرنا.... *طِلبتها* بالنسبه للفتاه العبرانية فإن أقسى ألم تتعرض له أن تموت بلا زوج أو طفل.... *وهكذا فإن إبنه يفتاح طلبت مهلة من أبيها لمدة شهرين لتبكى عذراويتها ،لقد ذهبت إلى الجبال الموحشة لتندب ضياع آمالها كفتاة عبرانية فى تحقيق حلم أمومتها.... *وقد إستجاب الأب المكلوم طواعية لطلب إبنته النبيلة على أمل أنها قد لا ترجع إليه فيوفر على نفسه مشقه وعذاب رؤيه إبنته الوحيده فوق المذبح.... *التضحيه بها* إذ كانت وفية لوعدها ،عادت الفتاة الحزينة من مبكاها على الجبال كانت عند كلمتها ورجعت لتنفيذ نذر أبيها {ففعل بها نذره الذى نذر}.... *لاشك أنها فوق الجبال كان قلبها يستجمع قوة وشجاعه لتحمل التضحية بها فى الوديان {كل إلهام عظيم يأتى من الجبال {مز 1:121-2}.... *لقد حفظت تلك الفتاة الرائعة بتوليتها إذ لم تعرف رجلاً لقد ذهبت مع صاحباتها لتبكى عذريتها.... *لقد عزلت نفسها فى عفه وطهارة كالراهبات وقدمت نفسها عذراء بتول لملك الملوك حتى وإن كان أبيها سبب ذلك بقسمه المتهور.... ولكن طاعتها تشبه طاعه إسحق إبن الموعد. *ذكراها* هل هناك عجب حينما نعلم أنه من التقاليد المحلى حتى الآن فى إسرائيل أن البنات يتذكرن ويكرمن إبنه يفتاح بإحتفال يدوم 4أيام كل سنه ؟؟؟... *يا لها من لفتة رائعة لتلك الفتاة المضحية التى لم تجعل والدها يحنث بعهده حتى لو كان نذراً خاطئاً.... *إن مشاعر هؤلاء الفتيات اللاتى ذهبت معها للجبال للبكاء يجعلنى أتأثر هل هناك محبة هكذا،ووفاء هكذا فى ذلك الزمان؟؟؟؟؟. هذه هى قصة يفتاح الجلعادى وإبنته. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|