رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بولس الرسول والرسالــة الأولــى إلى تيمـوثـــاوس تعطي هذه الرسالة تفويضاً كتابياً للرسول تيموثاوس للعمل كممثل للرسول بولس، ولذلك نجد أن جزءاً كبيراً من هذه الرسالة مرتبط مباشرة بشخصية القديس تيموثاوس، وبحياته الخاصة ونشاطاته. وهي بجملتها توضح فكر القديس بولس الأصيل والموثوق منه. كما تصف هذه الرسالة بكل وضوح كيف ينبغي أن يعيش إنسان الله. الاصحاح الأول يبدأ ب ” بولس رسول يسوع المسيح … إلي تيموثاوس الابن الصريح في الإيمان ، نعمة ورحمة وسلام من الله أبينا والمسيح يسوع ربنا “(تيمو1:1-2). نلاحظ هنا أن البركة الرسولية في الرسائل الرعوية الثلاث هي “نعمة ورحمة وسلام ” لأنها مقدمة لتسند وتقوي الأساقفة في خدمتهم. ثم يدعوه لمقاومة التعليم الكاذب والخرافات التي تسبب مباحثات دون بنيان الله في الإيمان.(1تيمو 3:1-11) لأن” غاية الوصية هي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وإيمان بلا رياء”(1تيمو5:1). ذاكراً اختبارة الشخصي وخلاصه ” أنا الذي كنت قبلا مجدفاً ومضطهداً ومفترياً. لكني رحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان.” (1تيمو 12:1-15)، ثم يختتم الأصحاح بتذكير تيموثاوس بأنه “مختار من الله وعليه أن يحارب المحاربة الحسنة بإيمان وضمير صالح، محذرا إياه من هيمينايوس والإسكندر اللذين أسلمهما القديس بولس للشيطان لكي يؤدبا حتي لا يجدفا”. في الاصحاح الثاني يبدأ الرسول بولس بذكر وصاياه وتعاليمه لتيموثاوس فيما يختص بالحياة الكنسية والتعليم بها، على أن تُقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات في الصلاة لأجل جميع الناس،لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوي ووقار. … لأن الله يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون. (1تيمو1:2- 4). أيضاً على النساء أن يمتنعن عن التبهرج بل يكونون في حشمة وورع، ساعين بأعمال صالحة، وأن مكان المرأة اللائق بالنسبة للرجل ظاهر من الطريقة التي ‘خُدعت بها حواء فتعدت وصية الله. لأن المرأة مدعوة للأمومة، وهي ستخلص بولادة الأولاد إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة.(1تيمو9:2-15). في الاصحاح الثالث يتكلم الرسول عن صفات ومؤهلات الأسقف وكذلك الشماس، فيجب ان يكون الأسقف متزوجا مرة واحدة، بخلاف الكثيرين الذين اهتدوا إلى الإيمان وكان لهم علاقات جنسية غير مرضية، مضيفاً للغرباء،غير مدمن للخمر وأن يكون حليماً غير مخاصم، ولا محب للمال يدبر بيته حسناً وله أولاد صالحين (1تيمو2:3-5). كذلك الشماس يجب أن يكون وقوراً، وقد أنشأ الرسل هذه الخدمة في الكنيسة في أورشليم (أع1:6-6) للعناية بالحاجات المادية في الجماعة، وبخاصة الأرامل اليونانيات. والشموسية هي وظيفة قيادية في الكنيسة (1تيمو8:3-13). وفي العصر الرسولي كانت هناك شماسات مثل فيبي الشماسة (رو1:16). ثم اختتم الاصحاح بأن وجه ارشاداً عن كيفية التصرف في بيت الله الذي هوكنيسة الله الحي عمود الحق وقاعدته” وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به في العالم رُفع في المجد” (1تيمو16:3). في الاصحاح الرابع يذكرالرسول بولس أن الروح يقول إنه في الأزمنة الأخيرة والتي بدأت بقيامة الرب يسوع المسيح وتستمر حتي مجيئه الثاني، سوف يرتد قوم عن الإيمان الصحيح تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين عن طريق معلمين كذبة ينادون بقواعد صارمة، لكي يظهروا للناس أبراراً عن طريق قهرهم الشديد للجسد، لأن ذلك لا يستطيع ان يرفع الخطيئة كما جاء في (كو20:2-23). كما أن هؤلاء المعلمون الكذبة ينادون بالامتناع عن الزواج وعن أطعمة قد خلقها الله لتتناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق، لأن كل ما خلقه الله جيد ولا يجب أن يرفض منه شيء إذا أُخذ مع الشكر لأنه يُقَدس بكلمة الله والصلاة، ولكن عن طريق الإستخدام الجيد، فالشراهة في الأكل تسيء عطية الله للطعام الجيد، كذلك الشهوة تسيء استخدام عطية الله للمحبة، فما حلله الله يجب ان يكون لخدمته وإكرامه ويستحق منا الشكر لله علي عطاياه الحسنة (1تيمو 3:4- 5). ثم يقدم القديس بولس النصح والارشاد للقديس تيموثاوس بأن “لا يستهين أحد بحداثته وصغر سنه بل يجب أن يكون قدوة للمؤمنين في كلامه في التصرف في المحبة في الروح في الإيمان في الطهارة. وآلا يهمل الموهبة المعطاة له بالنبوة مع وضع أيدي الشيوخ. وأن يلاحظ نفسه والتعليم مداوماً على ذلك، لكي تخلص نفسك والذين يسمعونك.” (1تيمو12:4-16). في الاصحاح الخامس يعطي الرسول بولس ارشادات لتلميذه تيموثاوس بخصوص خدمته كأسقف في حداثته بأن يتعامل مع الناس بالحق، بعاطفة صادقة وانضباط واع، وليس من اللائق له أن يزجر رجلاً أكبر منه سناً ،بل يعظه كأب والأحداث كإخوة والعجائز كأمهات والحدثات كأخوات بكل طهارة (1تيمو1:5). ثم يقدم إرشادات بشأن الأرامل المعوزات، بضرورة الاهتمام بهن. أما الارامل الحدثات فخير لهن بالزواج ثانية ويتحملن مسؤولية انجاب الاطفال وتدبير المنزل (1تيمو3:5-16). ثم القى على عاتق تيموثاوس كأسقف بمسؤوليات خاصة من جهة الشيوخ المدبرين حسناً (الكهنة) لسد احتياجاتهم واحتياجات اسرهم المالية، لأنهم يقومون بتعليمنا وإرشادنا روحياً، والكتاب يقول:” لا تكم ثوراً دارساً . والفاعل مستحق أجرته. ومن جهة إختيار الكهنة فيحذره من وضع يده على أحد بعجلة ولا بد أن يكون جديراً بهذا المنصب، ويجب التأكد من مؤهلات الشخص قبل أن يدعى للخدمة الكهنوتية، ثم يعطي الحل لتيموثاوس بشرب قليل من الخمر كعلاج لمعدته وأسقامه الكثيرة (1تيمو17:5-23). في الاصحاح السادس أوضح القديس بولس أنه في المسيحية يكون السادة والعبيد متساويين روحيا كإخوة وأخوات في المسيح وفي الإيمان(غل28:3). وأعطى إرشادات للعبيد المسيحيين والسادة المسيحيين، فالعبيد يجب ان يكونوا عبيداً صالحين ويكرموا اسيادهم، وعل السادة المؤمنين اكرام واحترام عبيدهم. ثم يوجه القديس بولس نظر تيموثاوس إلى المعلمين الكذبة ومحبة المال، فهؤلاء الناس ينشغلون بمباحثات ومماحكات كلامية بها يثيرون منازعات وتساؤلات ليست من أجل البنيان. ظانين أن التقوى تجارة لذلك اختاروا وظيفة معلمين دينيين تؤهلهم للحصول على مرتب عال، وبذلك يحولون أقدس المهن الروحية إلى حرفة لكسب المال. (1تيمو2:6-5). غير عالمين أن التقوى مع القناعة هي تجارة عظيمة. “لأننا لم ندخل العالم بشيء وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء. فإن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما ” (1تميو7:6 -8). فأبونا السماوي يعلم بكل احياجاتنا وقد وعد بأن يعطيها لنا دون أن نسأل أونطلب، ولكن على المسيحي أن يطلب أولا ملكوت الله وبره. أما أولئك الذين يريدون أن يكونوا أغنياء فيقول لهم “محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضَّلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة. وأما أنت يا إنسان الله فأهرب من هذا واتبع البر والتقوي والإيمان والمحبة والصبر والوداعة. جاهد جهاد الإيمان الحسن وأمسك بالحياة الأبدية التي إليها دُعيت أيضاً واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين.” (1تيمو 10:6-12). يوضح هنا أن محبة المال والرغبة الجامحة في جمعه هي أصل لكل الشرور ما يؤدي بالبشر إلى أن يضلوا عن الإيمان ويطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة، ولكن المال في حد ذاته نعمة إذا استخدم استخداماً جيداً في خدمة الله. فالتقوى هي محبة الله والناس واقتناء بعض صفاته كالقداسة ” كونوا قديسين لأني أنا قدوس”(1بط16:1)، والمحبة “ومن لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة ” (1يو8:4)، والكمال” وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال”(كو14:3)، والتواضع “الله يقاوم المستكبرين وأما المتواضعين فيعطيهم نعمة”(1بط5:5)، أما الإيمان فهو يعني الأمانة والصبر، هو الثبات والاحتمال وقت التجربة في حين أن الوداعة هي اللطف وتواضع القلب. وأن الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين فهذا كان إشارة إلى معموديته. ثم يخاطب تلميذه تيموثاوس ويصفه بأنه “إنسان الله” أي يجعل الناس يفكرون في الله يعبدونه بكل تقوى ويمجدونه، وعليه أن يمسك بالحياة الأبدية التي صارت من نصيبه منذ لحظة اهتدائه. وأوصاه”بأن يحفظ الوصية بلا دنس ولا لوم إلي ظهور ربنا يسوع المسيح الذي سيبينه في أوقاته المبارك العزيز الوحيد ملك الملوك ورب الأرباب الذي وحده له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه الذي له الكرامة والقدرة الأبدية. آمين”(1تيمو14:6-17). وفي آخر الاصحاح يطلب من تيموثاوس قائلاً: ” احفظ الوديعة معرضاً عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العالم الكاذب الاسم الذي إذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الإيمان. النعمة معك .آمين “(1تيمو20:6-21). الرسول بولس أدرك أن تلميذه تيموثاوس سيواجه الكثير من التعاليم التي تتظاهر بالمعرفة الحقيقية مثل الغنوسية في ذلك الوقت، وفي حقيقتها تقاوم الإعلان المسيحي. وكان هناك أيضا “العلم النصراني” والذي يدعي أن هذا النظام ذو طابع مسيحي، مدعيا بأن عنده المعرفة الحقيقية، لكنه كاذب الاسم، وهو ليس علماً ولا مسيحياً. أيضا كان هناك ما يسمي ب”المذهب العقلاني”، و”التيارات العصرية”، و”التيارات التحررية” وكلها بعيدة عن المسيحية الحقيقية. ثم أعطاه البركة الرسولية “النعمة معك” لأن نعمة الله هي التي سوف تسنده في جهاده ضد هذه التيارات الكاذبة وتوصله وشعبه إلي الحياة الأبدية في المسيح يسوع ربنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|