لماذا تأخر طرح مضادات الوباء القاتل

[Mary Naeem]

لماذا تأخر طرح مضادات الوباء القاتل

اقترب الإعلان عن نتائج التجارب السريرية لـ لقاح كورونا وعلى رأسهم لقاح فايزر الذي سيتم تقديم ملفهم لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية "fda" ضمن 10 شركات في المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية للقاح كورونا لمنع تفشي الوباء من الانتشار.
عز العرب يطالب بتوفر ثلاجات تبريد للقاح كورونا قبل توفيره التواصل مع الشركات لنقل تكنولوجيا التصنيع
وقال الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن هناك 10 شركات في المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية للقاح كورونا وقريبًا جدا سيعلن عدد من الشركات النتائج الأولية لهم منهم شركة ميوديرنا وشركة جونسون أند جونسون، وشركة استرازنيكا المتعاونة مع جامعة أكسفود، ولكن الشركات الصينية والروسية مازال أمامهم وقت.
وأضاف عز العرب خلال حديثه مع "أهل مصر"، أنه بدأت حرب اللقاحات بالفعل على أرض الواقع، لقاح فايزر مثلا أثبت فعالية تخطت الـ90% حسب النتائج الأولية المعلنة، وهي نتيجة عالية بالنسبة للقاحات المستخدمة التي أثبتت فعالية بنسبة 40- 60% وهي نسبة مقبولة بالنسبة لمكافحة وباء كورونا، ولكن بالنسبة للإعلام العالمي بدأت الحرب ضد لقاح فايزر خاصة أن طرق تخزينه تحتاج درجة برودة تصل إلى -70% مئوية ويجب حينها توافر ثلاجات "-80" وهي غير متوفرة في كل الأماكن حتى في المستشفيات الكبرى في أمريكا.
وتابع أنه يتم ضرب اللقاح بأنه يحتاج تخزين "dry ice" أي الثلج الجاف ويحتاج في سلسلة التبريد له أثناء نقله عبر أي حدود بوجوده فترة في النقل والموانئ سواء برية أو بحرية أو جوية حتى يتم توصيله للجهة المنوط بها توزيعه في الدولة وبالتالي عملية النقل والتخزين لذا فإن سلسلة التبريد هذه تحتاج تقنيات كبيرة لحفظ اللقاحات في درجة الحرارة المناسبة لها.
ولفت إلى أن معظم الشركات الأخرى الـ10 لا يشترطون درجة تبريد عالية للقاح كورونا مثل شركة فايزر فمعظمهم درجات الحرارة العادية التي تتراوح من 2-6 درجات عادية وليس سالب 70 درجة مئوية لذا بدأت الحرب ضد اللقاح وهي ضمن بداية الحروب، كما أن التصريحات الرسمية تميل للقاحات على حساب لقاحات أخرى ولكن يجب أن يكون هناك معايير مهمة في اختيار اللقاحات منها الحفاظ على سلامتها في توفير سلسلة التبريد ابتداءً من استقبال اللقاحات عبر الموانئ بهدف التخزين والتوزيع.

واستكمل خلال حديثه، بأن الجهة المنوط بها استلام اللقاحات في مصر هي شركة فاكسيرا وأفرعها، ولكن الصيدليات العادية لا يمكنها أن تحصل على ثلاجات "-80" لأن تكلفتها عالية والجدوى الاقتصادية ستكون غير موجودة ولا يمكن توفير كمية منها لمعظم الصيدليات، مطالبا بتوفير ثلاجات البريد "-80" والثلج الجاف مع تدريب العاملين بالمصل واللقاح والجهات المنوط بها توزيع اللقاحات.


وأكد المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أن الحرب بدأت لأن التجارة ستتعدى المليارات دولار لأنها تجارة كبيرة جدًا، لافتا إلى أن أول لقاح تم إعلان نتائجه هو فايزر وسيتم تقديم ملفهم خلال أيام لهيئة الغذاء والدواء الأمريكية fda والتي تشترط إثبات المأمونية خلال شهرين، والمأمونية طويلة الأمد لا يمكن لأي شركة من الـ 10 شركات إثباتها لأنها تكون بعد تداول اللقاح لمعرفة أي أثار جانية بعد اللقاح ويستمر ذلك لشهور أو عامين، ولن يكون فايزر متوفر في السوق وسيتم تغطية أمريكا وبعض الدول الذين تم التعاقد معهم فعليا وتوفيره مارس المقبل، مشيرا إلى أننا ضمن تحالف يسمى "كوفاكس" تابعة لمنظمة الصحة العالمية يوفر إتاحة لدول العالم خاصة الدول النامية لأخذ اللقاحات بعد اعتمادها مباشرة.

محمود فؤاد: حرب اللقاحات تكشف كيف سنحرم من الحق في الدواء
ومن جهته، أوضح الحقوقي محمود فؤاد مدير المركز المصري للحق في الدواء أن هناك حرب اللقاح التي تكشف كيف سنحرم من الحق في الدواء، مشيرًا إلى أنه كلام المتخصيين المصريين أو الأخرين في هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منذ أول أمس وتقارير الفاينينشيال تايمز وجريدة وول ستريت جورنال بأن فرص لحاق العالم الثالث باللقاحات المتخصصة لكوفيد 19 صعبة جدًا أول عامان، حيث أنه بعيدًا عن عراقيل منظمة التجارة بشأن اتفاقيات "الويبو" فقد قامت أمريكا واليابان وأوروبا وكندا بعمل عقود حررت بالفعل لاستلام نحو 3,7 مليار جرعة.
وقال "فؤاد" خلال منشور له عبر صفحته الشخصية على موقع "فيسبوك"، أنه من الطبيعي فعلا ان الشركتين تتمكن من انتاج أكثر من العدد المعلن لأنها عملية معقدة، ويتبقى دول العالم الثالث بالنسبة والهند والصين فإن 88% من خامات الأدوية تأتي من الهند والصين وهناك تجارب تجري في البلدين لم تصل لمراحل نهائية ولكنهم في مأمن متسائلا ماذا عنا؟، حيث أن الأمل في تحالف دولي يسمى ( كوفاكس) وهو تحالف يضم ١٧٢ دولة خرجت منه الولايات المتحدة واغلب اوروبا من أسبوع فقط بدون أسباب والتحالف يمكنه الدفع (باستثمارات) والحصول علي حقوق تصنيع ٩ لقاحات تتم تجربتهما حاليا كالموجودة في مصر.
وأضاف مدير المركز المصري للحق في الدواء، أن الأمل يكمن في أن التجارب تنجح لافتا إلى أن المنظمات الدولية توضح أن الدواء واللقاحات أمامها سنة وأكثر، وفرصة الحصول على لقاح فايزر صعب جدًا ومستحيلة، لافتا إلى أننا دول مستهلكة لا تمتلك قاعده بيانات علمية في اللقاحات أو الأدوية واذا كانت موجودة فليس هناك معامل بتكنولوجيا هائلة للوفاء بالاحتياجات، والحل في (التصنيع الاجباري) الذي نفذه "مانديلا" بعد خروجه من السجن لعلاج الايدز والملاريا، لأن قوانين منظمة التجارة ومنظمة حماية الملكية الفكرية ومنظمة الصحة تسمح بذلك ومن المهم وجود دول قوية تشد أو تخترع مرة أخرى أفكار عدم الانحياز على الأقل في تصنيع اللقاحات.
مطور لقاح فايزر: سيحقق مناعة كبيرة ويهاجم الفيروس بأكثر من طريقة
كما ذكر أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة بيونتيك الألمانية، ومطور اللقاح الذي ابتكر لقاح فايزر مع زوجته أزليم توريتشي، في تصريحات لصحيفة الجارديان البريطانية، أنه متفائل، معلقا "إذا كان السؤال هو ما إذا كان بإمكاننا إيقاف هذا الوباء بهذا اللقاح، فإن جوابي هو: نعم، لأنني أعتقد أنه حتى الحماية فقط من الالتهابات المصحوبة بأعراض سيكون لها تأثير كبير"، مؤكدا أنه لم يكن متأكدًا مما إذا كان لقاحه سيحقق مناعة كبيرة للإنسان، وأن لقاحه يهاجم الفيروس بأكثر من طريقة.
وكانتا شركتا "فايزر" و"بيونتيك" أعلنتا، الاثنين، أن اللقاح ضد كورونا المستجد الذي تعملان على تطويره أثبت فعاليته بنسبة 90 في المئة، وذلك وفقا للتحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية.
وقالت الشركتان في بيان مشترك إنه جرى قياس "هذه الفعالية للقاح" عبر المقارنة بين عدد المشاركين الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد في المجموعة التي تلقت اللقاح، وعدد المصابين في مجموعة أخرى تلقت لقاحا وهميا، "بعد سبعة أيام من تلقي الجرعة الثانية" و28 يوما من تلقي الجرعة الأولى وأظهرت الاختبارات أنه لم تكن هناك آثار جانبية خطيرة لمن تلقوا جرعات من اللقاح.
التحالف الدولي للتطعيمات سيوفر 20% من احتياجات مصر من اللقاحات
وتواصلت وزارة الصحة المصرية مع التحالف الدولي للتطعيمات الذي سيوفر 20% من احتياجات مصر من اللقاحات بعد مفاوضات عديدة منها، والباقي من خلال التواصل مع 5 جهات فمصر تسير مثل دول العالم لتوفير اللقاحات للشعب المصري سواء عملية الإنتاج أو تصنيع اللقاح.
وكانت وزارة الصحة والسكان أعلنت أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الخميس، هو 110095 حالة من ضمنهم 100760 حالة تم شفاؤها، و 6417 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قامت الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن "105"، و"15335" ورقم الواتساب "01553105105"، بالإضافة إلى تطبيق "صحة مصر" المتاح على الهواتف.