منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 11 - 2020, 05:55 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,972

الثلاثة الفتية وسبب ظهورهم



الثلاثة الفتية وسبب ظهورهم


لسنا بحاجة إلى تكرار ما أشرنا إليه فى الحديث عن دانيال - ونحن نتحدث عن شخصيته
- إذ أنه الفتى الأول إلى جانب هؤلاء الثلاثة فى المسرحية التى ظهرت على أرض بابل عندما سار هذا الفوج الأول من المسبيين إلى السبى ، وعلى الأغلب ما بين عامى 605 و 604 ق.م. ، وكان الغلمان الأربعة فى سن واحدة قدرها البعض بخمسة عشر عاماً ، وقدرها آخرون بسبعة عشر عاماً ، فإذا كان الأمر كذلك ، وعلى ما تتجه إليه الترجمة السبعينية ، أن أتون النار حدث فى العام الثامن عشر من حكم نبوخذ ناصر عندما صنع الملك البابلى تمثال الذهب تخليداً لانتصاراته العظيمة ، وتمجيداً لآلهته « بيل » ، فإن الفتيان الثلاثة يكونون قد واجهوا التجربة بعد سماعهم بخراب أورشليم ومجئ الفوج الكبير اللاحق لهذا الخراب من المسبيين أى حوالى عام 685 ق.م. ، أو بعد الخامسة والثلاثين من أعمارهم ، فى سن الرجولة الواعية الكاملة ، وقد أخذ إلى السبى الملكان يهوياكين وصدقيا ، وكان إرميا فى أورشليم ، ودانيال فى بابل ، ويبدو أنه كان غائباً فى مهمة ما عن المدينة !! ..

ولعله من اللازم أن نشير إلى أن إرميا كان قد تنبأ بأن مدة السبى ستكون سبعين عاماً ، وقد حذر الشعب من الإصغاء إلى الأنبياء العرافين المدعين كذباً الذين دأبوا على خداعهم بأن اللّه سيرجعهم سريعاً إلى بلادهم ، وطلب إليهم أن يبنوا بيوتاً ويغرسوا جنات ، ويتزوجوا ، ويصلوا لأجل البلاد التى هم فيها لأن وقتاً متسعاً لهذه كلها ، لابد أن ينقضى قبل رجوعهم .. كان الكثيرون من المسبيين ينظرون إلى السبى كشر مطلق سمح به اللّه الذى تركهم ونسيهم ، ولكن الحقيقة كانت على عكس ذلك ، إذ أنه سباهم لأنه يفكر فيهم ويحبهم ويقصد لهم آخرة فياضة بالسلام والرجاء : « لأنه هكذا قال الرب . إنى عند تمام سبعين سنة لبابل أتعهدكم وأقيم لكم كلامى الصالح بردكم إلى هذا الموضوع لأنى عرفت الأفكار التى أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب ، أفكار سلام لا شر لأعطيكم آخرة ورجاء ، فتدعوننى وتذهبون وتصلون إليّ فأسمع لكم. وتطلبوننى فتجدوننى إذ تطلبوننى بكل قلبكم ، فأوجد لكم يقول الرب وأرد سبيكم وأجمعكم من كل الأمم ومن كل المواضع التى طردتكم إليها يقول الرب ، وأردكم إلى الموضع الذى سبيتكـم منـه » " إر 29 : 10 - 14 " .

على أنه من الواجب مع ذلك ، أن نتعرف على حياة المسبيين وشعورهم العميق فى السبى ، ولسنا نظن أن هناك مزموراً حزيناً يضارع فى حزنه ، المزمور المائة والسابع والثلاثين ، ومع أن كاتبه مجهول ( ويعتقد البعض أنه من سبط لاوى ) .. ومع أننا لا نستطيع أن نقبل بحال ما روح العنف والقسوة التى كانت سمة العهد القديم فى الانتقام ، والتى جاءت فى ختام المزمور : «أذكر يارب لبنى أدوم يوم أورشليم القائلين هدوا هدوا حتى إلى أساسها يابنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذى جازيتنا طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة » ... إلا أننا مع ذلك ندرك إحساس المسبيين ، والعواطف الوحشية التى تتملك الأسير وهو يرى رد فعل المعاناة التى عاناها ، واشتدت عليه ، ...

غير أن روح االمسيح يمنعنا الآن من مثل هذا الأسلوب ، وقد صلى هو لصالبيه من فوق الصليب ، مرتفعاً فوق الحقد والضغينة باسمى لغة سمعها الإنسان على الأرض : «إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون » " لو 23 : 34 ". وفى الوقت عينه ، من اللازم أن نتحسس مشاعر الفتية الثلاثة من هذا المزمور ، ...
لقد كانوا على ولاية بابل ، وعندما بلغهم خراب مدينتهم علقوا أعوادهم على الصفصاف ، ولم تنقطع الدموع من عيونهم !! ... ومع أن بابل كانت أجمل مدينة فى الدنيا فى ذلك التاريخ ، كانت مدينة الحدائق المعلقة التى جمعت أبهج ما يمكن أن تمتلئ به العين ، وكانت المدينة الممتلئة بالأنهار والغدر ان تتدفق منها الحياة تدفقاً ، وأشجار الصفصاف ترتفع عالية شامخة ترسل ظلالها البعيدة هنا وهناك ، لكن جمال المدينة نفسه ، كان عذاباً لمشاعرهم وعواطفهم ، كلما ذكروا بلادهم الخربة التعسة التى أضحت أطلالا وأنقاضاً !! ...

لقد كانت بابل قفصاً من ذهب ، طلب إلى الطائر السجين أن يغرد ويرفع صوته وهو داخله بالأغنية والطرب !! .. ولم تكن المأساة أن يمتنع الطائر الأسير المهاجر عن الغناء ، ... بل طلب إليه أن يغنى أغنية لإله غريب ، وهنا الطامة الكبرى ، بل هنا البلاء الذى لا يعد له بلاء آخر ، لقد كان على الثلاثة الفتية ، أن يستبدلوا أعوادهم بأعواد أخرى ، ومزاميرهم بمزامير أخرى ، ويهللوا فى وقت نكبتهم ، بالترنيم لإله غريب !! ..

صنع نبوخذ ناصر تمثالا عظيما من ذهب ، تصوره البعض ذهباً خالصاً ، وتصوره آخرون خشباً مغشى كله بالذهب ، وارتفاعه ستون ذراعاً أو ما يقرب من ثلاثين متراً ، وعرضه ستة أذرع أو ما يقرب من ثلاثة أمتار ، وقد ظن البعض أنه تمثال نبوخذ ناصر نفسه ، والأرجح أنه تمثال لآلهته ، وقد دعى لتدشين التمثال القادة والرؤساء وحكام الولايات ، فاجتمع جمع غفير من كل القبائل والأمم والألسنة ، وكان لابد أن يكون الثلاثة الفتية الموكلون على أعمال ولاية بابل ، بين الحاضرين !! .. ومن الواضح أن دانيال لم يكن بالمدينة ، وإلا لكان القائد أو رجل الطليعة .. وكان على زملائه الآخرين أن يواجهوا الامتحان هذه المرة بمفردهم ، ... وواجهوه على النحو العظيم الذى أثار التاريخ بأكمله !! .


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الفتية الثلاثة القديسين
الفتية الثلاثة
الفتية الثلاثة
الفتية الثلاثة
الثلاثة الفتية وسبب ظهورهم


الساعة الآن 03:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024