رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبونا الطوباوي القمص ميخائيل إبراهيم وعلاقته بالسيدة العذراء ------ + كانت للسيدة العذراء مريم مكانة عظيمة في قلب أبونا القمص ميخائيل إبراهيم. فقد نشأ وتربَّى في أحضان كنيستها المباركة بقرية كفر عبده - مركز قويسنا - منوفية (كنسياً تتبع إيبارشية بنها) + كانت السيدة العذراء شفيعة لميخائيل أفندي منذ مرحلة مبكرة من حياته، وكم أنقذته السيدة العذراء من ضيقات شديدة مراراً.. ومنها، أنه حين نُقِل للعمل ككاتب إدارة بقسم أول الجيزة عام 1950 (قبل نواله نعمة الكهنوت بعام) كان معتاداً على رشم الصليب قبل دخوله لمكتبه وكذلك يرشم الصليب على حجرته ويقول: "يا بركة المسيح"، فتضايق منه المأمور وطلب منه ألا يفعل ذلك، وحين استمر في ذلك، عنَّفه المأمور أمام زملائه وأهانه، وإزداد في مضايقته بأعباء عمل إضافية.. فيحدث أن يُصاب الإبن الوحيد لهذا المأمور بمرض شديد، وترى زوجته السيدة العذراء في ثياب نورانية تتحدث معها بحزم قائلة: "ما لكم ولميخائيل، لماذا يظلمه زوجك؟"، فتقوم مذعورة وتطلب من زوجها أن يستدعي ميخائيل أفندي ليسترضيه، رغم إنتصاف الليل، ويأتي بالفعل ويصلي للإبن المريض طالباً شفاعة العذراء، ويقوم الإبن - في اليوم التالي صحيحاً معافى!! لا شك أنه كانت هناك صداقة عظيمة بين السيدة العذراء وأبونا ميخائيل، لدرجة أنها كانت تدافع عنه هكذا وترد عنه الظلم!! ويقول مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث أن هذا الأمر تكرر معه أكثر من مرة قبل وبعد الكهنوت.. + حين شاء الرب بإختياره للكهنوت في 15 سبتمبر 1951 على مذبح كنيسته المحبوبة كنيسة السيدة العذراء بكفر عبده بيد المتنيح الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية، قضى فترة الأربعين يوماً التي تلي السيامة بالكنيسة فى حجرة أعلى بحري الكنيسة، و يشهد أهل البلدة المعاصرين لتلك الفترة أنهم كانوا يرون نوراً عجيباً يشع من حجرته كل ليله (لم تكن الكهرباء دخلت بعد للقرية)، و قد قال أبونا ميخائيل عن هذا النور - فيما بعد وتحت الإلحاح - أن السيدة العذراء كانت تزوره كثيراً خلال هذه الفترة !! وكانت ترشده عن خدمته المستقبلية.. وكتب في مذكراته الخاصة يوم رسامته يقول: أنا ضعيف وجاهل ومتكل على نعمتك يا سيدي يسوع المسيح، لتقويتني وتحكمني إلى ما يرضيك، والسيدة العذراء تعلمني كيف أخدمها الخدمة التي تمجد إسم الحبيب، ونعطي لها التمجيد وتخلص شعبها.. آمين + إهتم أبونا ميخائيل بكنيسة السيدة العذراء بكفر عبده، وتميزت خدمته هناك بالنجاح فى كل المجالات، وكانت خدمة قوية ومثمرة : • روحياً : ( القداسات – الإجتماعات الروحية – الإعترافات – صلوات القنديل ) • إجتماعياً : ( النادى الصيفى للشباب – حضانة للأطفال – مدرسة صيفية للنشء ) • معمارياً : ( بناء سور للكنيسة – المدافن – بناء منارتى الكنيسة ) • رعوياً : ( خدمة و إفتقاد القرى المجاورة ) و لنشاطه الرعوى هذا تمت ترقيته لرتبة القمصية بعد عام واحد فقط أى عام 1952م وبعد أن تدخل عدو الخير لنقله من كنيسته المحبوبة إلى القاهرة، إلا أن وفاءه لكنيسته الأم ظل ملازماً له طوال حياته، فقد كان يهتم بكل شئونها المادية والمعمارية حت نهاية حياته، وكان معتاداً على قضاء صوم السيدة العذراء سنوياً هناك، ويُذكر عنه أنه هو الذي تبرع ببناء منارتيها.. وكثيراً كان يرشد أولاده الذين يقعون في ضيقات معينة بالذهاب إلى كنيسة العذراء بكفر عبده ووضع الطلبة على مذبح العذراء في القداس هناك، والعجيب كان الرب يستجيب ويحل كل ضيقة.. + أثناء خدمته بكنيسة مار مرقس بشبرا (بداية من يونيو 1956) كان هناك مذبحاً للسيدة العذراء مكان الكنيسة الخشبية القديمة (والتي مكانها الآن مبنى الخدمات قبلي الكنيسة الحالية) وكان أبونا ميخائيل يحب الصلاة كثيراً بهذه الكنيسة الصغيرة التي على إسم السيدة العذراء، وشهدت صلواته ودموعه بل وأيضاً أمور عجيبة وزيارات سمائية.. ويقول أبونا الحبيب القمص جورجيوس عطا الله (كاهن كنيسة مار يوحنا بويست كوفينا - لوس أنجيلوس - أمريكا) أنه حين قرر مجلس الكنيسة هدم الكنيسة الخشبية القديمة بعد إكتمال الهيكل الخرساني للكنيسة الجديدة، كان هناك مذبحاً للسيدة العذراء، كان يريد أبونا ميخائيل الإبقاء عليه، ولكنه هُدِم.. - ويواصل أبونا جورجيوس وصف ذلك الأمر بقوله: "كنت خارجاً من حجرة الخدمة الإجتماعية التي كانت كثيراً ما تتبارك بصلوات أبينا الحبيب لنوال بركته، وقد شاهدته داخلاً من باب الكنيسة الخارجي، وأسرعت لتقبيل يديه المباركتين وطلبت دعواته لي، ولكني دُهِشتُ عندما وجدته لا يرد على كعادته، بل كان محملقاً وبنظرات ممتلئة بالضيق والحسرة، ومشيراً بيده إلى كنيسة العذراء قائلاً: " يا خسارة هدم مذبح العذراء- مع إني قلت له ما يهدهوش.. مسمعش الكلام.. الله يسامحه.. الله يسامحك يا عم (م) الله يسامحك.." .. ونظرت إلى كنيسة العذراء التي كان أبونا ميخائيل يداوم الصلاة فيها، وقد أزيلت معظمها، ولم يبق منها غير الهيكل، ومذبح واحد صغير.. ثم حضر عم (م) ونحن واقفون، وأراد أن يعتذر عن هدم مذبح العذراء وأنه سيبني له غيره وأفضل منه، فرد عليه أبونا ميخائيل معاتباً ومؤنباً في وداعة المسيح: " الله يسامحك.. أنا قلت لك ماتهدهوش- سيبه- الله يسامحك يا سيدي علشان أنت ما بتسمعش الكلام" وظل متضايقاً جداً لهذا السبب.. تُرى ما سر هذا المذبح بالذات الذي كان على إسم السيدة العذراء؟ (مجلة الكاروز - السنة الثالثة - العدد 24 - مارس 1989- كلمة للقمص جورجيوس عطا الله بعنوان - الكاهن الأمين) وقد تحققت رغبة أبونا ميخائيل بالحفاظ على هذه الكنيسة، وقام أبونا المتنيح القمص إسطفانوس عازر بالاهتمام بها وكساها بالخشب والأيقونات القبطية وزينها بصورة بالحجم الطبيعي لأبونا ميخائيل إبراهيم في مدخلها، كأخر عمل قام به في حياته قبل إنتقاله للمجد عام 1989... وقام أبونا الحبيب القمص لوقا قسطنطين كاهن الكنيسة - متعه الله بوافر الصحة - أثناء تجديد مبنى الخدمات عام 2013 بضم هذه الكنيسة الصغيرة إلى قاعة المناسبات، فلم تعد كنيسة صغيرة بعد.. فهذا المكان المبارك الذي شهد صلوات وتضرعات بل وظهورات روحية غالياً على قلب أبونا ميخائيل إبراهيم، وقد تحققت أمنيته ببقاءه كما هو لترفع فيه الصلوات النقية.. ولإرتباط أبونا ميخائيل بهذا المكان، ما زال الشعب يطلق عليها: كنيسة العذراء وأبونا ميخائيل إبراهيم!! + كانت هناك أسراراً بين أبونا ميخائيل وشفيعته الأمينة السيدة العذراء، فيذكر أحد خدام كنيسة مار مرقس - كشاهد عيان لأمر عجيب - قائلاً: كنت أمر بالكنيسة لنوال بركتها صباح أحد أيام الأربعاء بالكنيسة بالدور العلوي، وكانت الكنيسة ممتلئة بالسيدات بسبب إجتماع السيدات الأسبوعي بعد القداس، فتقدمت لأول الصفوف، وكان أبونا ميخائيل هو الذي يصلي القداس في نهايته، ولاحظت أمراً عجيباً عند صرف ملاك الذبيحة ، ظل أبونا واقفاً ممسكاً بالمياه فى يديه ولم ينزل بصره عن أعلى، وظل هكذا فترة لا يتحرك.. وكان يبدو لي أنه سيقع وهو لا يلاحظ أنه يرجع إلى الوراء، وأخيراً إنتبه وقام برش المياه، فاستوقفني هذا الأمر وتحت إلحاح شديد طلبت منه أن يفسر لي، فأخبرني أنه كان يطلب طلبة ما لأمر معين، وعند صرف ملاك الذبيحة رأى السيدة العذراء أمامه وأخبرها بطلبه، ثم صعدت السيدة العذراء للسماء مع ملاك الذبيحة!! + هناك أسراراً كثيرة قد لا نعلمها عن هذا العملاق الروحاني أبونا الطوباوي القمص ميخائيل إبراهيم.. ولكن الله سمح ببعض هذه المواقف لنعرف أن السماء أمر حقيقي وأن العلاقة مع السمائيين هى واقع معاش.. "كما في السماء.. كذلك على الأرض" بركة أمنا العذراء القديسة مريم، وأبونا البار القمص ميخائيل إبراهيم تشملنا جميعا.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|