رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الطوباوي بارتولو لونجو (الأخ روزاريو) العلماني، رسول الوردية المقدسة (من كاهن للشيطان إلى رسول الوردية المقدسة) Bl. Bartolo Longo Bl. Rosario (عيده 5 تشرين الأول -أكتوبر) + الميلاد والنشأة: وُلِدَ "بارتولو" (بارتولو هو اختصار اسم برثلماوس) في 10 فبراير 1841م لعائلة كاثوليكية متدينة وثرية، بمدينة لاتيانو جنوبي إيطاليا. توفيَّ والده وهو بعمر العاشرة، وتزوجت والدته بعدها من رجل يعمل محامياً. وبرغم تمني زوج والدته بأن يتخرج بارتولو كمُعلِّم، إلا أن الأخير فَضَل أن يكون محامياً مثله، وأقنعه عام 1861م بأن يرسله لدراسة القانون في جامعة ناپولي. كانت الكنيسة الكاثوليكية قد تعرضت منذ عام 1860م للعُزلة بعد إنتشار التيار القومي الإيطالي بزعامة الچنرال "چوزيپي جاريبالدي" الذي ناهض البابا واعتبره عدواً للقومية الإيطالية لدرجة الدعوة إلى الإطاحة به. وكان من أهم عنصر في خطته هو شحن شباب الجامعات ضد السُلطة الروحية للبابا، وبالفعل قامت مظاهرات كثيرة ضد البابا والكنيسة من طلبة الجامعات، وقد تأثر بارتولو بكل ذلك وأصبح مقتنعاً بمبادئ چوزيپي جاريبالدي، ومشاركاً في التظاهرات المناهضة للبابا. وبرغم أن التيار القومي الذي انضم له بارتولو كان يتهم الكنيسة بالشعوذة والدجل لأنها تؤمن بالروحانيات، وأنها ضد العلم دائماً، إلا أنه كان مشغولاً مع بعض الطلبة بالأعمال السحرية ومحاولة تعلمها والدخول في عالمها لمعرفة مصير محاولاتهم ضد البابا وكيفية إنجاحها من خلال العرافين والسحرة! بالوقت انضم بارتولو إلى جماعة قادته إلى عبادة الشيطان وإقامة عهد الدم معه، ليصير كاهناً له. تلى هذا الحدث سنوات عدّة قضاها بارتولو بحسب وصفه في حياة لا شئ فيها سوى الإضطراب وأصابته الپارانويا (جنون العظمة والشعور بالإضطهاد) مع الإكتئاب والفزع بالإضافة إلى المَسّ الشيطاني الذي يهر في نوبات غضب شديد. فلجأ إلى صديق طفولته "ڤيتشنزو پيپي" للحصول على النصيحة. فنصحه الأخير بترك عبادة الشيطان والتوجه إلى راب دومنيكاني يُدعىَ الأب "ألبرتو رادينتي". ذهب بارتولو للقاء الراهب وأخذ سلاماً عظيماً منه ونصحه الأب ألبرتو بالمداومة على قراءة الإنجيل وصلاة المسبحة الوردية والتأمل في أسرار حياة الرب يسوع المسيح وطلب شفاعة أمنا العذراء مريم، وتلاوة المسبحة بروح الإيمان والرغبة في التطهُّر من عالم الشرّ والفساد والإطلال نحو عالم الصفاء والنقاء المسيحي،حتى يستريح قلبه ويشعر بالفرح. نفّذ بارتولو نصيحة مرشده الروحي بأمانة، حتى يتخلص من عذاب نفسه وجحيم الحياة الشيطانية، وتعمق بالأحداث الإنجيلية التي ترويها الأسرار المقدسة طالباً عون أمه مريم للتخلُّص من نوبات الضيق والحزن والغضب التي تمرّ به. وبالفعل بدأت تهدأ نفسه ويحصل على سلام المسيح، واستقر على أن يُكرِّس حياته للرب الذي عاد فحرره من قوة الشيطان وأسعد قلبه. فتكرَّس تكريساً من الدرجة الثالثة (تكريس علماني) بالرهبنة الدومنيكانية وهو بعمر الثلاثين، واختار اسم الأخ "روزاريو Rosario" ويعني "مسبحة". ويقال أنه خلال هذه الفترة حضر جلسة لأعمال السحرية ورفع مسبحته متحدياً الشيطان قائلاً: ((لقد تخليت عن كل رباطات وعهود إبليس، لأنه ليس سوى متاهةٍ من الخطأ والباطل)). بعدها تعرف إلى بعض الرهبان الفرنسيسكان وساعدهم مدة عامين في خدمة وتمريض مرضى الجزام وغيره من الأمراض الغير مُحتملة. إلى جانب ذلك فقد احتفظ كأخ علماني ببمارسة مهنته (المحاماة) ليتكسب رزقه، وكان قد ذهب في مهة قانونية لرعاية مصالح موكلته الأميرة "ماريانا دي فوسكو" إلى مدينة پومپي الشهيرة التي كانت معقلاً للفجور في القرن الأول الميلادي، وقد تطهَّرت بعد بناء كنيسة للعذراء سيدة الوردية المقدسة. ويقول الأخ روزاريو في مذكراته أنه صُدِمَ من تآكل إيمان أهالي پومپي برغم قصتها الشهيرة مع الخطيئة ثم النمو الروحي. وهو يرى الآن من يدّعون الإيمان لا يملكون من حقائق الإنجيل شئ بقدر ما يملكون بعض الخرافات والتقاليد الشعبية البعيدة عن الروح والإنجيل، كما كان يؤلمه كثيراً سقوط أغلبهم في أشراك السحرة والعرافين طلباً للعطايا التي ينبغي ألا تُطلب إلا من الله، وهو يرى منها المناسب لينفذه والغير مناسب ليمنعه. وقد بدأ في التحدث إلى الأهالي ولمس إفتقادهم التام للتعليم المسيحي، فقد سأل أحدهم مُختبراً إياه: ((هل هناك إله واحد؟)). فأجابه الرجل: ((عندما كنت طفلاً كانوا يقولون لي إنهم ثلاثة آلهة، الآن وبعد سنوات عديدة، لا أعلم إن كان أحدهم قد مات أو تزوج!)). مع الإحباط الشديد ذكر الأخ روزاريو أنه شكّ حتى في خلاص نفسه وبدأت تعاوده رغبة الإنتحار، لكنه كان يذكر دائماً سلاحه الأكيد "المسبحة الوردية"، ويحاول جاهداً يكفّ عن التأمل بها، كما حاول بإجتهاد نشرها بين أهالي پومپي. + تأسيس مزار العذراء سيدة پومپي: في عيد سيدة الوردية المقدسة عام 1873م، إفتتح الأخ روزاريو أخوية الوردية المقدسة، في محاولة لاستعادة إيمان الكنيسة المتهالك. وفي 1875م أهدى روزاريو الجمعية لوحة مكرسة لسيدة الوردية وهي تسلم المسبحة مع ابنها يسوع للقديس دومنيك (عبد الأحد) والقديسة كاترين السيانية. كانت اللوحة لدى تاجر باعها بثمن بخس ووجدها الأب ألبرتو مرشد الأخ روزاريو على حالة سيئة وقد ازعجت بهذه الحالة روزاريو جداً. وقد دفع من ماله الخاص لإصلاح حالتها وجعلها مقصداً للحج الروحي في پومپي. بدأت تحدث معجزات كثيرة لزوار سيدة پومپي، وتوافد الحجاج الروحيين لسماع شهادات ورؤية معجزات حقيقية تحدث بالمزار. وتقدَّم الأخ روزاريو بطلب لبناء مزار أكبر لسيدة پومپي عذراء الوردية المقدسة إلى أسقف مقاطعة نولا، الذي رحَّب بالفكرة شجع روزاريو على تنفيذها. وتم الإنتهاء من إنشائها عام 1891م (وتم توسعتها عام 1939م لتصبح مزار وبازليكا العذراء سيدة الوردية المقدسة بپومپي. + السنوات الأخيرة من حياة الأخ روزاريو: بناء على اقتراح من البابا لاون الثالث عشر تم زواج روزاريو والأميرة ماريانا دي فوسكو، في 7 إبريل 1885م وهو بعمر الرابعة والأربعين، على أن يظلاّ مُتبتلين بناء على قرار مشترك اتخذاه معاً، ليتفرغا لخدمة أخوية الوردية المقدسة، وخدمات التعليم المسيحي لأهالي پومپي، وافتقاد الأيتام وأبناء السجناء ومراعاة شئونهم روحياً ومادياً، فأصبحا يملكون عائلة كبيرة من الأطفال الذين يحتاجون لدعمهم الروحي والعاطفي والمادي. وفي عام 1906م نقلا كامل ممتلكات مزار پومپي إلى ملكية الكرسي الرسولي. وظلّ يُخبر بكم صنع الله معه وبمفاعيل الوردية المقدسة، ويع في كل مكان لتوعية الناس من أخطار التورط في الأعمال السحرية أو التعامل مع العرّافين، والتوجه بكل القلب إلى الرب. توفيَّ بارتولو لونجو (الأخ روزاريو) بعطر القداسة في 5 أكتوبر 1926م بعمر الخامسة والثمانين، تاركاً ميراثاً روحياً ثرياً لپومپي. جسد روزاريو مازال متماسك وغير مُنحلّ، مُغطّى بقناع شمعي، وملفوف بعباءة فارس عليها صليب الأراضي المقدسة أُهديت لإكرام جثمانه الطاهر من أورشليم، وهي رُتبة وإنعام باباوي، ومحفوظ بإكرام في نعش زجاجي، تحت مذبح بازيليكا سيدة الوردية المقدسة بپومپي. + التطويب: تم تطويبه عن يد البابا القديس يوحنا بولس الثاني عام 1980م، ودعاه "رسول الوردية المقدسة"، وذكر اسمه في رسالة باباوية بعنوان "مسبحة العذراء مريم Rosarium Virginis Mariae ". تعيد له الكنيسة الجامعة في 5 أكتوبر. شهادة حياته وبركة شفاعته فلتكن معنا. آمين. |
10 - 10 - 2020, 02:50 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الطوباوي بارتولو لونجو (من كاهن للشيطان إلى رسول الوردية المقدسة)
قديس عظيم جدا وسيرة عطرة |
||||
15 - 10 - 2020, 08:34 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: الطوباوي بارتولو لونجو (من كاهن للشيطان إلى رسول الوردية المقدسة)
ميرسى على مرورك الغالى |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
كل حبة من الوردية المقدسة لها معنى مُعين |
صلاة إلى سيدة الوردية المقدسة |
كيف تحول كاهن الشيطان الى رسول الورديّة |
المسبحة الوردية المقدسة |
...يا سيدة الوردية المقدسة ... |