رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خُذْهُ وَابْتَلِعْهُ، فهُوَ يَمْلأُ جَوفَكَ مَرَارَة، أَمَّا في فَمِكَ فيَكُونُ حُلْوًا كَالعَسَل
الثلاثاء من الأسبوع الثالث بعد عيد الصليب ورَأَيْتُ مَلاكًا آخَرَ قَوِيًّا نَازِلاً مِنَ السَّماء، مُوَشَّحًا بِغَمَامَة، وعَلى رَأْسِهِ قَوْسُ القُزَح، ووَجْهُهُ كَالشَّمْس، ورِجْلاهُ كَعَمُودَينِ مِنْ نَار، وفي يَدِهِ كُتَيِّبٌ صَغِيرٌ مَفْتُوح. فوَضَعَ رِجْلَهُ اليُمْنَى عَلى البَحْر، واليُسْرَى عَلى البَرّ. وهَتَفَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ كأَسَدٍ يَزْأَر. وعِنْدَما هَتَفَ، تَكَلَّمَتِ الرُّعُودُ السَّبْعَةُ بِأَصْوَاتِها. وَلَمَّا تَكَلَّمَتِ الرُّعُودُ السَّبْعَة، هَمَمْتُ بِأَنْ أَكْتُب، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّماءِ يَقُول: “إِخْتِمْ على ما تَكَلَّمَتْ بِهِ الرُّعُودُ السَّبْعَة، ولا تَكْتُبْهُ!”. والـمَلاكُ الَّذي رَأَيْتُهُ واقِفًا على البَحْرِ وَعَلى البَرّ، رَفَعَ يَدَهُ اليُمْنَى إِلى السَّمَاء، وحَلَفَ بِالـحَيِّ إِلى أَبَدِ الآبِدِين، الَّذي خَلَقَ السَّماءَ ومَا فِيهَا، والأَرْضَ وَما فِيهَا، والبَحْرَ ومَا فِيه، أَنَّهُ لَنْ يَكُونَ زَمانٌ بَعْد. وَلـكِنْ في الأَيَّام الَّتي سَيُسْمَعُ فِيهَا صَوْتُ الـمَلاكِ السَّابِع، عِنْدَمَا يَنْفُخُ في بُوقِهِ، يَكُونُ قَد تَمَّ سِرُّ الله، كمَا بَشَّرَ بِهِ عَبِيدَهُ الأَنْبِيَاء. ثُمَّ إِنَّ الصَّوتَ الَّذي سَمِعْتُهُ مِنَ السَّمَاءِ خَاطَبَنِي ثانِيَةً وقَال: “إِذْهَبْ، خُذِ الكِتَابَ الـمَفْتُوحَ في يَدِ الـمَلاكِ الوَاقِفِ عَلى البَحْرِ وَعَلى البَرّ”. فَذَهَبْتُ إِلى الـمَلاكِ أَقُولُ لَهُ أَنْ يُعْطِيَنِي الكُتَيِّبَ الصَّغِير، فَقَالَ لي: “خُذْهُ وَابْتَلِعْهُ، فهُوَ يَمْلأُ جَوفَكَ مَرَارَة، أَمَّا في فَمِكَ فيَكُونُ حُلْوًا كَالعَسَل”. فَأَخَذْتُ الكُتَيِّبَ الصَّغِيرَ مِنْ يَدِ الـمَلاكِ وَابْتَلَعْتُهُ، فَكانَ في فَمِي حُلوًا كَالعَسَل، ولَمَّا ابْتَلَعْتُهُ مَلأَ جَوْفي مَرَارَة. وَقِيلَ لي: “يَجِبُ أَن تَتَنَبَّأَ ثَانِيَةً عَلى شُعُوبٍ وأُمَمٍ وأَلْسِنَةٍ ومُلُوكٍ كَثِيرِين”. قراءات النّهار: رؤيا ١٠: ١-١١ / لوقا ٦: ٢٠-٢٦ التأمّل: “خُذْهُ وَابْتَلِعْهُ، فهُوَ يَمْلأُ جَوفَكَ مَرَارَة، أَمَّا في فَمِكَ فيَكُونُ حُلْوًا كَالعَسَل”! هذا الكتيّب الصغير رأى فيه الكثيرون رمزاً للكتاب المقدّس الّذي يملؤنا فرحاً لدى قراءتنا له ولكن، لدى تأمّلنا فيه، سنجد بأنّه يستفزّنا ويدعونا إلى تغيير جذريّ لمسار حياتنا ولسلوكنا ولاختيارتنا! العلاقة الدّائمة مع الكتاب المقدّس هي سرٌّ من أسرار الحياة المسيحيّة الناجحة والرّاسخة في درب الحياة مع الله! وعليه، فلنجدّد قلوبنا كي تزرع كلمة الله الحياة في نفوسنا لنكون شهوداً أكثر صدقاً للمسيح! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(متى 3: 3) فهُوَ الَّذي عَناهُ النَّبِيُّ أَشَعْيا بِقَولِه |
فهُوَ إِنسَانٌ أَعْمَتْهُ الكِبْرِيَاء، لا يَفْهَمُ شَيْئًا |