رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إغلاق إحدى أهمّ كنائس الجزائر
في 15 تشرين الأول / أكتوبر 2019 أغلقت كنيسة ماكودا بأمر من المحافظ، هذه الكنيسة المكوّنة من 700 عضو هي ثاني أكبر كنيسة بروتستانتية في الجزائر. كان طلب إلغاء هذا الأمر معلقًا أمام المحكمة الإدارية التي رفضت هذا الإلغاء. بالنسبة للمحكمة ، قرار المحافظ يتوافق مع الأمر الصادر في 28 فبراير / شباط 2006 ، والذي يُخضع ممارسة العبادة لعملية إدارية قاسية. ويأتي إغلاق كنيسة ماكودا وزو بحسب صفحة “عاجل الجزائر 24″، “بحجّة التآمر فيها على الأمن القومي الجزائري حيث كانت هذه الكنيسة محل اجتماعات أعضاء حركة المالك الإنفصالية و تطبيق اجندات أجنبية تدعو إلى التطرف و الانفصال و التخطيط للقيام بحملات ضد المؤسسة العسكرية” . وندّد صلاح الدين شلح ، رئيس الكنيسة البروتستانتية في الجزائر ، في مقابلة مع “إنفو كريتيان” حيث قال، “إن قانون عام 2006 قمعي و قاتل للحريات. أعتقد أنه يتعارض مع المادة 42 من الدستور الجزائري. صدر هذا القانون في محاولة للحدّ من نمو الكنيسة في الجزائر. إذا ألقينا نظرة على المرسوم ، فهناك العديد من المواد المتعلقة بالعقوبات التي يجب تحمّلها أكثر من المواد المتعلقة بممارسة العبادة في حد ذاتها. لا يُخبرنا هذا المرسوم كيف يمكننا تشكيل جمعية ، وما هي الوثائق التي يجب أن نقدمها ، ومن يجب أن نتصل به”؟. وختم، “كل والي ، أي كل حاكم في المنطقة ، يقرّر على طريقته ، حسب تقديره للأمر. وهذه هي المشكلة”. وفي أكتوبر 2019، احتجّ القائمون على الكنائس في الجزائر على الإغلاقات التعسفية لأماكن عبادتهم في تازمالت وأقبو وإغرام وريكيه وإغزر أمقران. في ذاك الوقت، أطلعت الكنيسة البروتستانتية الجزائرية الرأي العام على أنّها استنفدت كافة الطرق الإدارية للدفاع عن حقوقها، ولكن عبثًا. كانت أبواب الحوار، للأسف، تُقفِل في وجهها من قبل السلطات. في تلك الخطوة السلمية، طلبت الكنيسة البروتستانتية الجزائرية رفع الأختام عن أماكن العبادة هذه، ووقف أعمال التخويف ضدّ جماعاتها وأعضائها، وإلغاء قانون عام 2006 القامع للحرية والذي لا يُشكّل سوى أداة في أيدي السلطات لاضطهاد المسيحيين الجزائريين”. مسيحيو الجزائر والتعبد السرّي الدين الإسلامي تدين به في المغرب والجزائر غالبية شعبية ساحقة، بل يمكن القول إنه لا يوجد فيهما لمواطنيهما دين غير الإسلام الذي استمر أزيد من 15 قرنا، وعليه يلتقي مواطنو البلدين الشقيقين. ومن أجل ذلك نص الدستوران المغربي والجزائري على أن الإسلام هو دين الدولتين، وأن الجزائر والمغرب دولتان إسلاميتان، والإسلام هو دينهما الرسمي، فليس في المغرب بين مواطنيه مسيحيون، وبالأحرى لا توجد فيه أقلية دينية إلى جانب الغالبية الإسلامية، ووحدة الدين الإسلامي في المغرب إحدى الركائز الأساسية التي تقوم عليها وحدة المغرب والمغارب. مع بدايات الألفية، باتت دول المغرب العربي وخصوصاً المغرب والجزائر تشتكي من التهديد الذي يمكن أن تشكله الكنائس الغربية العاملة بها، وهو ما اعتبره مستشار العاهل المغربي الراحل عبد الهادي بوطالب يستهدف خلق أقلية دينية تعمل لاحقاً على المطالبة بحقوقها السياسية والدينية، ما يمهد المنطقة أمام التدخل في شؤونها الداخلية من قبل الغرب. في عودة الى بداية انتشار الايمان المسيحي في العالم، يتأكد لنا ان الجزائر عرفت المسيح في القرون الأولى واعتنق الجزائريون الايمان المسيحي وبنوا دور العبادة في ارجاء الجزائر، وهذا ما تثبته الآثار التاريخية لكنائس وأماكن مقدسة في أماكن مختلفة من الجزائر. غير أنه مع مرور مئات السنين، بدأت أعداد المسيحيين بالانخفاض تبعا لأسباب كثيرة وخاصة الفتوحات والغزوات التي عرفها الجزائر، الأمر الذي أدى الى تهجير المسيحيين فهم كانوا امام خيارات لا مفر منها فإما اعتناق دينٍ آخر إجبارياً او اختيارياً وإما العيش صاغرين مرغمين على دفع الجزية، وإما القتل او ترك الديار الى أماكن اخرى. ومن أشهر المسيحيين الجزائريين في القرون الأولى للمسيحية هو القديس اغسطينوس. في الجزائر جاليات مسيحية وصلت اليها من دول العالم وخاصة من اوروبا ، وهي موجودة بمعظمها بسبب العمل، وتنتشر في بقاع البلاد كلها وخاصة في المدن الرئيسية الكبرى. الى ذلك، يزداد عدد المسيحيين الجزائريين بشكل ملحوظ، وخاصة في منطقة القبائل اذ لا تكاد تخلو بلدة او مدينة من وجود مؤمنين مسيحيين من اصل جزائري، فمنهم من يجاهر بايمانه بالمسيح ومنهم من يكتمه لأسباب عدة وخاصة الخوف من الاضطهاد. ونتيجة النمو الكبير للوجود المسيحي قامت السلطات الجزائرية بإصدار قانون تمنع بموجبه التبشير تحت طائلة الملاحقة القانونية، وفي هذا السياق تعرّض الكثير من المؤمنين المسيحيين للاعتقال والسجن والترحيل خارج البلاد. كما تتضاعف اعداد المسيحيين الجزائريين، وفي معلومات خاصة بأليتيا، هناك اكثر من ٣ ملايين معمّد يعيشون ايمانهم بطريقة مستترة ومعظمهم من الشباب. كذلك تتضاعف الكنائس حيث يكثر وجود المؤمنين، من هذه الكنائس ما يعلن عنه وينال ترخيصا من الدولة الجزائرية، ومنها ما هو غير معلن لأسباب مختلفة وخاصة الاضطهاد الديني في مناطق محددة من الجزائر. أما رعاة الكنائس فهم بمعظمهم جزائريين حيث تفرغوا لخدمة ورعاية الكنيسة والمؤمنين كلٌّ في المنطقة او المدينة او البلدة او القرية التي يتحدر منها. يمارس المسيحيون الجزائريون شعائرهم الدينية المسيحية، ولكن في ظل ضغوطات وتحديات كثيرة يواجهونها، اذ في الكثير من الاحيان يتعرض لهم أشخاص بالتهديد والوعيد فقط لأنهم آمنوا بالمسيح وتركوا دينهم السابق، وبالرغم من كل هذه المصاعب، فهم ثابتين في ايمانهم بالمسيح ويخدمونه بفرح وسلام. ينتشر المبشرون المسيحيون خصوصاً في منطقة بلاد القبائل بشمال شرق البلاد، وأكد مسؤول الجزائري «أن عدداً كبيراً من الأناجيل والشرائط السمعية والبصرية يتم ضبطها في الموانئ الجزائرية على رغم عجز جهاز الجمارك في مراقبة كل هذه الكميات على رغم تمكنها من حجز بعض الوسائل المستعملة في الترويج للمسيحية، بينما يسجل حاليا انتشار أشرطة فيديو للغرض نفسه”. يذكر أن التغلغل المسيحي في الجزائر، وخصوصاً في منطقة بلاد القبائل، أدى إلى ظهور ممارسات تعبدية سرية، وخصوصاً في عدد من منازل المناطق الجبلية، وهو ما أرجعه أحد الرهبان إلى عدم سماح السلطات الجزائرية بفتح الكنائس التي تم إغلاقها منذ استقلال الجزائر، وما واكبه من مغادرة المستوطنين الفرنسيين والأوروبيين للجزائر. هذا الخبر منقول من : اليتيا |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|