رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قد تشعر الأم أن الشيء الأكثر بداهة وطبيعية في العالم يتمثل في إحضار مولودها الجديد إلى سريرها والنوم معه في السرير نفسه لمنح ذلك الكائن الصغير أكبر قدر ممكن من الراحة والطمأنينة والحميمية. والأم التي تفعل ذلك تعرف أن هذا التصرف يبعث الطمأنينة في الطفل الصغير الخائف ويتيح لها إرضاعه بسهولة من دون الحاجة إلى النهوض من السرير والتوجه إلى غرفة أخرى في ساعات الليل الباردة، وهي نصف نائمة. إلا أن الاختصاصيين في الطب ورعاية الأطفال يؤكدون ضرورة عدم فعل ذلك. في الواقع، يجدر بالأم كبت غريزتها بإحضار الطفل إلى سريرها لأنها قد تعرض حياته للخطر: فمشاركة الطفل السرير نفسه هو عامل خطر مسبب لموت الطفل. مهد منفصل تؤكد المنظمات الصحية أن المكان الأكثر أماناً للطفل هو المهد الموضوع في غرفة الأهل. يجب أن ينام الطفل لوحده. ويجدر بالأم التي ترضع أن تستيقظ، وتنهض من سريرها في ساعات الليل الباردة، وتتوجه إلى طفلها وتحمله بين ذراعيها، وتجلس في كرسي مريح وترضعه ثم تعيده إلى المهد على أمل أن ينام لساعات طويلة متتالية من دون الاستيقاظ أو البكاء. أكدت آخر الدراسات العلمية أن المكان الأكثر أماناً للطفل هو مهده. فقد تبين أن نسبة الوفيات ترتفع كثيراً عند الأطفال الذين يتشاركون السرير نفسه مع أمهاتهن مقارنة مع الأطفال الذين ينامون لوحدهم في أسرّتهم. بالفعل، أظهرت الإحصاءات أن ٥٤ في المئة من وفيات المهد حصلت مع أطفال كانوا يتشاركون السرير نفسه مع أمهاتهم. واللافت أن نسبة الوفيات ارتفعت أكثر كلما كان السرير أضيق أو تناولت الأم مهدئات أو أدوية. المؤسف أن العديد من الأمهات لا يستوعبن حقيقة الخطر المتمثل في مشاركة السرير نفسه مع الطفل وإمكانية تسبيب الموت له. لكن الدراسات العلمية المستمرة منذ أكثر من ٢٠ عاماً حول هذا الموضوع تؤكد خطورة المسألة، خصوصاً بعدما تم البحث في أسباب العديد من الوفيات غير المبررة عند المواليد الجدد. صحيح أن نسبة الوفيات عند المواليد الجدد انخفضت كثيراً بعدما جرى تحذير الأمهات من مخاطر وضع الأطفال على بطونهم في المهد، لكن عدد الوفيات بقي مرتفعاً نسبياً، علماً أنه بالإمكان الحؤول دون العديد من وفيات الأطفال بمجرد وضع كل طفل في مهده والسماح له بالنوم لوحده. إلا أن بعض الوفيات عند المواليد الجدد حصلت لسوء الحظ على رغم نوم الأطفال في أسرّة منفصلة. فقد أظهرت الاستطلاعات والإحصاءات أن الأم المنهكة والمتعبة التي ترفع طفلها من مهده وتنقله إلى الأريكة لإرضاعه قد تشعر بالنعاس وتخلد إلى النوم تاركة طفلها على الأريكة قربها، ما يؤدي أحياناً إلى اختناق الطفل ووفاته لسوء الحظ. في هذه الحالة، يكون الإرضاع على الأريكة أكثر خطورة من النوم مع الطفل الصغير في السرير نفسه. لذا، يجدر بالأم توخي الحذر عند حمل طفلها إلى الأريكة لإرضاعه والحرص على البقاء مستيقظة وواعية أثناء الإرضاع وعدم الاستسلام للتعب والنوم. انطلاقاً من كل ذلك، تشدد المنظمات والجمعيات المتخصصة في الصحة ورعاية الأطفال على ضرورة وضع الطفل الصغير في مهد قرب سرير الأهل في الغرفة الكبيرة. فحسب الدراسات التي تناولت وفيات المواليد الجدد وأسبابها، تبين أن وضع الطفل في مهد منفصل قرب سرير الأهل يخفف كثيراً من خطر تعرض الطفل لموت المهد، شرط أن تتوخى الأم الحذر أثناء الإرضاع ولا تستسلم للنوم عند حمل طفلها بين ذراعيها وإرضاعه على الأريكة المجاورة. وتقول الدراسات إن الوضعية المثالية لنوم الطفل في مهده تتمثل في وضعه على ظهره، فوق فراش صلب من دون وسادة. أما الأم التي ترضع فعليها الحرص على عدم التدخين أو شرب الكحول أو تناول المهدئات كي لا يؤثر أي شيء في درجة وعيها وإدراكها أثناء إرضاع الطفل. آراء معارضة ثمة آراء معارضة لهذه المفاهيم، إذ يقول بعض الاختصاصيين إنه لا ضير أبداً في نوم الطفل الصغير مع أمه في السرير نفسه، خصوصاً وأن وضع الطفل في مهد منفصل لا يحول ١٠٠ في المئة دون حصول وفاة المهد. لكن هذه الآراء المعارضة تشدد في المقابل على ضرورة تحلي الأم باليقظة أثناء إرضاع طفلها والامتناع عن التدخين أو تناول المهدئات كي لا تؤثر المواد المنبهة في درجة يقظتها ووعيها. من جهة أخرى، تقول الدراسات المؤيدة لنوم الطفل مع الأم في السرير نفسه إن قرب الأم من طفلها أثناء النوم في السرير نفسه يساعد على إفراز المزيد من الحليب ويحسن بالتالي نوعية الرضاعة. وتذكّرنا هذه الدراسات أن تاريخ مشاركة الأم وطفلها للسرير نفسه أو مكان النوم نفسه قديم بقدم البشرية، وأن الأم التي تنام بالقرب من طفلها تكون أكثر إدراكاً لحاجاته وتتفاعل معه بصورة أفضل... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|