سيدة الصمت

[walaa farouk]

يحق لنا ان نطلق على الست العدرا لقب " سيدة الصمت "
.. اتعجب انه رغم سنها الصغير جدا من اول البشارة وولادة رب المجد يسوع و كل الاحداث اللى بعد كده انها كانت تتمتع بنضج روحى و نفسى و عقلى لا مثيل له بين البشر ..
وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا .. سامحونى ده لو حد فينا حلم بس حلم انه كان فى كنيسة و لا شاف قديس بيقلب الدنيا و واحد زى حالاتى لما شاف العدرا فى كنيسة القديسة دميانة قلبت الدنيا كلام و لحد النهاردة كل ما تيجى سيرتها احكى و استفيض و ارغى .. و دى معاها المسيح نفسه اللى الكتاب قال عنه من خلال يوحنا الحبيب " و اشياء اخرى صنعها يسوع ان كتبت واحدة فواحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة "
و دى ملاصقة للمسح منذ صار جنينا فى احشائها
.. اول بصة و اول رضعة و اول لمسة و اول احساس .
. معجزات ايه اللى اتعملت و هى معاه ,اكيد فيه حاجات و لا حتى التقليد نفسه نقلها .. و فى كل هذا صامتة تحفظ اللى بتشوفه و مش بس كده لكن بتفكر فيه فى قلبها .. على فكرة مش اول مرة يقول الكتاب حكاية تفكر فيه دى .. ده اول ما الملاك ظهر لها للبشارة يقول انها فكرت ما عسى ان تكون هذه التحية
.. ايه يا عدرا ده ؟ ده انتى فتاة مش عادية .
. عادى يعنى تشوف ملاك و ما تخافش ؟!!
اكيد كانت فى علاقة روحية مخلياها تشوف
و تستعلن ما لا نعرفه ما هى بالعقل كده فاقت البشريين وواحد زى بولس الرسول اتكلم عن فرط الاعلانات لما بولس يقول فرط الاعلانات تبقى العدرا ايه ؟!!! اكيد شافت و تعاملت مع السماء اللى يخليها تشوف الملاك عادى كده و تفكر كمان فى كلامه ..
صحيح يا مريم تستاهلى يتقال عنك
أُخْتِي الْعَرُوسُ جَنَّةٌ مُغْلَقَةٌ، عَيْنٌ مُقْفَلَةٌ، يَنْبُوعٌ مَخْتُومٌ
جنة مغلقة يعنى مليانة ثمار و مسيج حواليها ..
حواسها مش بتقبل اى حاجة من الخارج ..
جنة مغلقة يعنى ما حدش يقدر يخترقها و لا يدوس عليها
..مشكلتنا اننا بلا اسوار .. انا بتكلم عن نفسى ,
احنا سهل يخش لنا ثعالب صغيرة تفسد الكروم لاننا بلا اسوار و لو لينا سور فيه 100 فتحة ,بلا اسوار على القلب و المشاعر و الحواس و الفكر .. ده حتى فى الروحيات بلا اسوار , ده اللى اتناول من كام يوم من فرحته و طبعا ليه حق يفرح حط بوستات انه اتناول و الناس تباركله و فرح و كيده .😆😆.طب ما تخليها جنة مغلقة!! نعمة خفية !! لا ازاى ..نقول و نملا الدنيا كلام .... مغلقة يعنى ثمرها مش لكل من هب و دب
..ثمرها لصاحبها ..علشان كده تلاقى القديسين يخبوا فضائلهم و ديما حتة الخفاء دى تعجب ربنا .. ندى فى خفا .. نصلى فى خفا
.. عين مقفلة يعنى عين مية تسقى الجنة دى بس
.. انا واحد من اللى عارف انى هش بجد و بتاع كلام ووعظ و خادم من خدام الهيصة و الميكرفونات و الميديا ..فيه خدام بجد بتوع العين المقفلة .. يوصلوا خدمتهم لكل شجرة فى الجنة المغلقة بشويش و بتركيز .. مش فى كل وقت رغى و مجادلات ..ينبوع مختوم اشارة الى ختم الروح القدس .. العدرا ممتلئة من نعمة الروح القدس
..هو ده الروح اللى بتكلمه و تاخد و تدى معاه و تفكر ما عسى ان يكون هذا ؟ فتاخذ اعماق و تفهم و تدرك لانها سيدة الصمت
.. لانه ان صمت اللسان تحدث القلب و ان صمت القلب تحدث الله ...
علشان كده فيه طريقيتين فى علاقتنا مع ربنا واحدة ليتورجيا و كنيسة و شركة و التانية متى صليت ادخل مخدعك و اغلق بابك ..كلام سر يعنى .. علاقة خاصة ..جنة مغلقة ..مش كله للتصدير و للناس
انا ارجو من الله بشفاعتها اننا نروح السما
.. اكيد حنسمع منها حكايات و معجزات و اعماق
لا تخطر على قلب بشر ..
جيد ان يهدا لساننا قليلا و نصمت كثيرا
و نفكر فى القلب لنسمع الروح ..
الله لا يوجد فى زلزال او نار مثلما نظن و كان يظن ايليا بل يقول الكتاب انه كان صوت منخفض خفيف ..و ده مين يسمعه الا الساكت
و الصامت و المتفكر فى قلبه .. ده نص كلامنا مع بعض من زعيقنا و صوتنا العالى و ملاحقتنا فى الكلام بنقول لبعض طب اسمعنى .
.طب اسمع بس .. ياعم اسمعنى ..
الله يسوع كثيرا ما يريد ان يحادثنا و لكن لا نسمعه لانه لا يتحدث العريس الا فى حجاله ..فى داخل اسوار جنته المغلقة