19 - 08 - 2020, 05:23 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
ومَا تَرَكَهُ العَدْلُ الإِلـهِيُّ يَحْيَا
الأربعاء الثاني عشر من زمن العنصرة
ولَمَّا نَجَوْنَا، عَرَفْنَا أَنَّ الـجَزِيرَةَ تُدْعَى مَالطَة. وأَظْهَرَ لَنَا أَهَالي الـجَزِيرَةِ عِنَايَةً إِنْسَانِيَّةً نَادِرَة، فَأَضْرَمُوا نَارًا وَدَعَوْنَا جَمِيعًا لِنَسْتَدْفِئ، لِشِدَّةِ مَا أَصَابَنَا مِنَ الـمَطَرِ وَالبَرْد. وجَمَعَ بُولُسُ حِزْمَةً مِنَ الـحَطَب، وأَلْقَاهَا في النَّار، وَمِنْ شِدَّةِ الـحَرَارَةِ نَشَبَتْ أَفْعَى، وتَعَلَّقَتْ بِيَدِهِ. ولَمَّا رأَى الأَهَالي الـحَيَّةَ عَالِقَةً بِيَدِهِ، قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُم: “لا شَكَّ في أَنَّ هـذَا الرَّجُلَ قَاتِل، فقَدْ نَجَى مِنَ البَحْر، ومَا تَرَكَهُ العَدْلُ الإِلـهِيُّ يَحْيَا!”. فَنَفَضَ بُولُسُ الـحَيَّةَ في النَّار، ولَمْ يَمَسَّهُ أَيُّ أَذَى. أَمَّا هُم فكَانُوا يَنْتَظِرُونَ أَنْ يَتَوَرَّمَ جِسْمُهُ، أَو أَنْ يَقَعَ فَجْأَةً مَيْتًا. ولَمَّا انْتَظَرُوا طَوِيلاً ورَأَوا أَنَّهُ مَا أُصِيبَ بِسُوء، تبَدَّلَ رَأْيُهُم وأَخَذُوا يَقُولُون: “إِنَّهُ إِلـه!”. وكَانَ في جِوارِ ذلِكَ الـمَكَانِ مَزْرَعَةٌ لِبُبْلِيُوسَ حَاكِمِ الـجَزِيرَة، فَاسْتَقْبَلَنَا وأَضَافَنَا كأَصْدِقَاءَ لَهُ مُدَّةَ ثَلاثَةِ أَيَّام. وكَانَ وَالِدُ بُبْلِيُوسَ طَريحَ الفِرَاش، مُصَابًا بِحُمَّى وإِسْهَالٍ شَدِيد. فَدَخَلَ بُولُسُ إِلَيْه، وصَلَّى، ووَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْه، فَشَفَاه. وعَلى أَثَرِ ذلِكَ، أَخَذَ جَمِيعُ الَّذِينَ بِهِم أَمْرَاضٌ في الـجَزِيرَةِ يأْتُونَ إِلَيْه، فيُشْفَوْن. فأَكْرَمُونَا كُلَّ الإِكْرَام. ولَدَى إِقْلاعِنَا، زَوَّدُونَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْه.
قراءات النّهار: أعمال 28: 1-10 / لوقا 13: 6-9
التأمّل:
إنّ السائد لدى أغلبيّة الناس هو ربط الصعاب أو العثرات بالشرّ الّذي يمكن أن يكون المرء قد ارتكبه!
هذا مفهومٌ خاطئ طبعاً وتكذّبه، بدرجة أولى، آلام الربّ يسوع الذّي لم يرتكب خطيئةً واحدة في حياته!
في نصّ اليوم، نجد مار بولس أيضاً يتعرّض لخطر لدغة الحيّة ممّا جعل من حوله يظنّون بأنّ هذا عقابٌ له. ولكن باقي الرواية كذّب ظنّهم وأظهر أنّه لا يمكن أن نحكم على إنسانٍ على ضوء ما مرّ به في حياته!
يساعدنا هذا التأمّل على ضبط أحكامنا المسبقة وعلى بلورة نظرة جديدة إلى الحياة مرتكزة إلى الرّحمة والتفهّم والتعاطف!
|