الصدمة كبيرة، حتى اللحظة من غير الواضح ما الذي أدّى إلى انفجار بيروت، ولكن المؤكّد أنّ العنبر رقم 12 كان يحوي نيترات الأمونيوم بكميات كبيرة. شائعات سياسية وإعلامية تحدّثت عن عشرات الإحتمالات، هذا لا يعنينا، وجعنا اليوم على آلاف العائلات المشرّدة، مئات القتلى والجرحى، بيوت وابنيّة وشوارع اصبحت منكوبة، أشخاص فقدوا ومن غير المعروف إن توفوا أو إنهم مرضى في المستشفيات، أشلاء في البحر وعلى البرّ، وما زالت فيديوهات الانفجار لا تفارق عقول اللبنانيين، ولن تفارقها ما داموا أحياء. عشرات سنين من الحرب الاهليّة ربما لم تفعل ببيروت ما فعله هذا الإنفجار، ولبنان بلد الرسالة والتعايش، يصاب بخيبة جديدة، يد الإهمال والإجرام تعصف به من جديد، ومن حسن الحظّ أنّ البحر امتصّ بعضاً من عصف الانفجار، وإلّا لزالت بيروت عن الوجود. بيروت – هيروشيما العصر الحالي، تشيرنوبيل القرن، كان يضحك اللبنانيون قائلين أنهم ينتظرون النيزك، فأتى ما لم يكن في الحسبان. في هذا الفيديو من كنيسة العازارية في الأشرفية، وبينما كان المؤمنون يحتلفون بالقداس، تشاهدون ما نتج عن الانفجار، وكيف تطايرت الكراسي وأصيب المصلّون بالذعر. ماذا نقول غير ” يا رب ارحم”، ماذا نقول لهؤلاء الذي فقدوا ذويهم، هؤلاء الذين خسروا منازلهم، خسروا أعمالهم! إنها من علامات الأزمنة التي لا تخطر على بال أحد، إنها لحظة غيّرت حاضر ومستقبل مدينة كانت في الأمس القريب باريس الشرق. في هذه اللحظات المرّة، نطلب من سيدة لبنان أن تحمي هذا الوطن الحبيب، وأن تفكّ يد الشرّ عنه، ونعم، فليطبّق الحياد كما نادى وينادي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي