أَنا أَعْرِفُ يَسُوع، وأَعْلَمُ مَنْ بُولُس، أَمَّا أَنْتُم فَمَنْ تَكُونُون؟
الأربعاء التاسع من زمن العنصرة
وكانَ اللهُ يُجْري عَلى يَدَي بُولُسَ أَعْمَالاً قَديرَةً وخَارِقَة، حتَّى صَارَ النَّاسُ يَحْمِلُونَ إِلى الـمَرْضَى مَا لامَسَ جَسَدَهُ مِنْ مَنَاديلَ أَو مآزِر، فَتَزُولُ الأَمْراضُ عَنْهُم، وتَخْرُجُ الأَرْواحُ الشِّرِّيرَةُ مِنْهُم. وحَاوَلَ بَعْضُ اليَهُودِ الـجَوَّالِين، الَّذِينَ يَحْتَرِفُونَ التَّقْسِيمَ عَلى الأَرْواحِ الشِّرِّيرَة، أَنْ يَدْعُوا اسْمَ الرَّبِّ يَسُوعَ عَلى الَّذِينَ بِهِم أَرْواحٌ شِرِّيرَةٌ قائِلين: “أُقَسِّمُ عَلَيْكِ بِيَسُوعَ الَّذِي يَكْرِزُ بِهِ بُولُس!”. وكانَ لِحَبْرٍ يَهُودِيّ، اسْمُهُ سَقَّاوَى، سَبْعَةُ بَنِينَ يَفْعَلُونَ ذلِكَ. فأَجَابَ الرُّوحُ الشِّرِّيرُ وقالَ لَهُم: “أَنا أَعْرِفُ يَسُوع، وأَعْلَمُ مَنْ بُولُس، أَمَّا أَنْتُم فَمَنْ تَكُونُون؟”. فَوَثَبَ عَلَيهِمِ الرَّجُلُ الَّذِي كانَ بِهِ الرُّوحُ الشِّرِّير، وتَمَكَّنَ مِنْهُم، وقَوِيَ عَلَيْهِم، حتَّى إِنَّهُم هَرَبُوا مِنْ ذلِكَ البَيتِ عُرَاةً مُجَرَّحِين. وصَارَ هـذَا الـحَدَثُ مَعْلُومًا عِنْدَ جَميعِ اليَهُودِ واليُونَانِيِّينَ السَّاكِنينَ في أَفَسُس، فوَقَعَ خَوْفٌ عَلى جَميعِهِم، وكانَ اسْمُ الرَّبِّ يَسُوعَ يُعَظَّم. وكانَ كَثيرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يأْتُونَ وَيَعْتَرِفُونَ بِأَعْمَالِهِم ويُخْبِرُونَ عَنْها. وكَثيرُونَ مِمَّنْ زَاوَلُوا السِّحْر، جَمَعُوا كُتُبَهُم وأَحْرَقُوها أَمَامَ الـجَمِيع، وحَسَبُوا ثَمَنَها فوَجَدُوا أَنَّهُ يُسَاوي خَمْسِينَ أَلْفًا مِنَ الفِضَّة. وهـكَذا كانَتِ الكَلِمَةُ تَنْمُو بِقُوَّةِ الرَّبّ، وتَتَرَسَّخ. ولَمَّا تَمَّتْ تِلْكَ الأُمُور، عَزَمَ بُولُسُ عَلى الذَّهابِ إِلى أُورَشَليم، مُرُورًا بِمَقْدُونِيَةَ وأَخَائِيَة، وقال: “بَعْدَ أَنْ أَصِلَ إِلى أُورَشَليمَ يَنْبَغي أَنْ أَرَى أَيْضًا رُومَا. وأَرْسَلَ إِلى مَقْدُونِيَةَ اثْنَيْنِ مِنْ مُعَاوِنِيهِ هُمَا طِيمُوتَاوُسُ وأَرِسْطُس، وبَقِيَ هُوَ مُدَّةً في آسِيا.
قراءات النّهار: أعمال 19: 11-22 / لوقا 11: 42-46
التأمّل:
“أَنا أَعْرِفُ يَسُوع، وأَعْلَمُ مَنْ بُولُس، أَمَّا أَنْتُم فَمَنْ تَكُونُون؟”!
يكتسب هذا النصّ أهميّة كبيرة جدّاً لسببين:
-إنّ معرفة الربّ يسوع معرفة سطحيّة لا تعبّر بالضرورة عن الإيمان إذ أنّ الأرواح الشرّيرة كانت تعرف يسوع دون أن تؤمن به مخلّصاً لها!
-إنّ الإيمان يتجسّد داخل الكنيسة ومعها وليس من دونها وهو ما نستنتجه ممّا ورد حول حادثة بني اليهوديّ سَقَّاوَى!