القديسة الشهيدة في البتولات ماركيلا التي من جزيرة خيوس

[walaa farouk]

هذه القديسة محبوبة جداً في جزيرة خيوس
. ولدت وعاشت في قرية Volissos في خيوس حوالي القرن 14.
كان والداها مسيحيين ومن أغنى سكان القرية.
ماتت أمها وهي صغيرة، فاهتمّ والدها،
رئيس بلدية القرية، بتعليمها.

كانت والدتها قد أنشأتها على أن تعيش بالتقوى
وتحرص على نقاوتها. فتجنبت معاشرة الفتيات اللواتي
كنّ متحررات نوعاً ما لئلا تتعرض لأذى روحي
، فقد جعلت هدفها نوال ملكوت السماوات
، وأن تصبح عروسًا للمسيح.

نمت القديسة ماركيلا في الفضيلة،
وصارت تحفظ الأصوام وتصلي بكثافة
وتشارك في خِدم الكنيسة. حفظت الوصايا
وعملت على أن تقود الآخرين إلى الله.
كما أحبَّت واحترمت والدها وعزَّته في حزنه
. وأكدت له بأنها ستهتم به في شيخوخته ولن تتخلى عنه.

شبَّت القديسة ماركيلا وكانت محبوبة من الجميع لجمالها ومزاياها الروحية. قاومت إغراءات الشيطان
الذي حاول أن يجتذبها إلى الخطيئة
بوضع الأفكار الشريرة في ذهنها. فابتعد الشيطان عن مواجهة الشابة بشكل مباشر. بدلاً من ذلك،
حرَّض والدها برغبة غير طبيعية لابنته.

مع الوقت تغيّر سلوك والد ماركيلا معها.
منعها من الخروج إلى الحديقة أو التحدث إلى الجيران
. وفي أحد الأيام، ولما اكتشفت ماركيلا حقيقة مشاعر والدها تجاهها، حاولت أن تقنعه بقدر ما استطاعت ولكن من دون جدوى
، ففرّت البتول من المنزل أول ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

ولما انتبه والدها لفرارها امتطى حصانه وانطلق في إثرها.
كانت القديسة تبحث عن مكان تختفي فيه عن الأنظار
، فاختبأت بين أشجار شائكة على مقربة من البحر
حتى تمزقت ثيابها وبدأ الدم يسيل من جسمها.
ولما أدركها والدها أمرها بالخروج ولكنها رفضت،
فأشعل النار في الأشواك لإجبارها على الخروج.
ففرَّت وركضت نحو الشاطئ الصخري.
تابعت ماركيلا جريها رغم الدم المتدفق من وجهها ويديها.
ثم ما لبثت أن شعرت بألم حاد في ساقها وعرفت بأنها قد أصيبت بسهم. ولكنها استمرت بالركض فوق الصخور
، ولكنها تعثرت وتدحرجت عليها وكانت تلوّنها بدمائها.

ولما عجزت عن متابعة الجري توقفت.
وإذ خشيت أن يُدركها والدها جثت على ركبتيها
وصلّت أن تنشقَّ الأرض وتبتلعها. فحدثت المعجزة:
انشقَّت صخرة وابتلعت جسدها من القدمين حتى الخصر
. ولما وصل والدها أخيراً قطع رأسها ورماه في البحر.
وللحال أصبح البحر الهادئ عاصفًا وتحطمت أمواج كبيرة على الشاطئ بالقرب من قدمَي القاتل. فظن بأن البحر سيبتلعه
بسبب جريمته فانطلق هارباً. ولم يصلنا ما آل إليه مصيره النهائي.

فيما بعد بنى المسيحيون الأتقياء كنيسة في المكان الذي اختبأت فيه القديسة ماركيلا بين الأشواك. وسُميت تلك البقعة التي قُتلت فيها "استشهاد القديسة ماركيلا". وما زالت الصخرة التي ابتلعتها إلى الوسط موجودة. ويبدو أن الصخرة هي حجر ضخم قد انفصل من الجبل المجاور وتدحرج نحو البحر. ويوجد في الصخرة ثقبٌ صغير بحجم الإصبع تتدفق منه مياه نقيّة تشفي كل مرض.

وما زالت بعض الصخور القريبة ملطخة بلون أصفر
ضارب إلى الحمرة. وقد حفظ التقليد
أن الأطراف السفلية لجسد القديسة ماركيلا ما زالت داخل الصخرة.

والأمر الأكثر إثارة للدهشة بخصوص الصخرة
ليس دفء المياه التي تتدفق منها ولا تلوّن الصخور الأخرى المجاورة،
ولكن ما يحدث عندما يقوم الكاهن بمباركة الماء في ذلك المكان:
إذ ينبعث نوع من البخار من مياه البحر بالقرب من الصخرة، ويغطي المنطقة كلها نوعٌ من الضباب. ولا يعود البحر إلى حالته الطبيعية إلا عند انتهاء الخدمة التي يؤديها الكاهن. ويتدفق الحجاج من جميع أنحاء العالم إلى تلك البقعة التي تشهد العديد من المعجزات.

شفاعة البتول الشهيدة ماركيلا تكون معنا، آمين

[Ramez5]

بركة شفاعتها تكون معنا أمين