رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في داخل حظيرة للخراف جلس أحد الرعاة يداعب إحدى نعاج القطيع وقد أسندت رأسها على ساقه، ونظرت نحوه في ود وحنان. ولم يكن خافياً أن هذه النعجة الوديعة كانت مكسورة الساق، وهي تقاسي من جراء ذلك بعض الألم.. وكان واضحاً أيضاً أن الراعي يحب هذه النعجة كثيراً، ويعتني بها عناية فائقة ، لكن الشيء الذي لا يعرفه الشخص الغريب هو أن هذه الساق لم تكسر في حادث ، أو نتيجة اصابة خاطئة، بل أن الراعي نفسه هو الذي كسر ساق نعجته عمداً ومع سبق الإصرار! يقول الراعي: كانت هذه النعجة شروداً جامحة دون باقي الخراف! لم تكن تطيع لي أمراً، أو تسمع لي صوتاً، أو تقبل مني تحذيراً! إنها نموذج للعصيان والتمرد! فبينما أسير بالقطيع في طريق آمنة إذ بهذه النعجة تجري في استهتار نحو مسالك منحدرة، ومهاوٍ زلقة.. وهي اذ تعرِّض حياتها للهلاك فإنها أيضاً تضلل معها بعض رفاقها التي تتبعها، وتتأثر بها! ولم يكن أمامي إلا أن أهوي على ساقها بعصاي حتى أعوق اندفاعها، وأرغمها على التريث والتروي! وفي ذلك اليوم الذي كسرت فيه ساقها، قرّبتُها إلي، وقدمت لها طعاماً خاصاً، وسهرت على علاجها وراحتها، وها هي الآن تعرف صورتي وتتابع حركتي، وتصحو على وقع أقدامي، وعندما تُشفى تماماً ستصبح قائدة للقطيع؛ فهي الآن أكثر الأغنام طاعةً وحباً وتمسكاً بي. إن الله يسمح لنا أحياناً بالمرض أو بألوان مختلفة من الآلام؛ حتى نخضع عند قدميه، وتتعلق أنظارنا به، ونسمع صوته ونعرفه. إنه يؤدبنا حين يرى أننا نجمح بعيداً عن شاطئ الأمان، ونندفع نحو حتفنا دون أن ندري أن في تمرّدنا عليه هلاكاً أكيداً..!! |
06 - 08 - 2020, 02:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | |||
فرحتى انى انضميت معاكم
|
رد: يؤدبنا حين يرى أننا نجمح بعيداً عن شاطئ الأمان
جميلة جدا تلك القصة، اتمنى المزيد منها
|
|||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|