لماذا تعتبر الملائكة مهمة جداً في زمن جائحة كورونا؟
قد يعتبر البعض أن الحديث عن الملائكة في هذه الفترة خارج عن السياق.
علّت أصوات كثيرة خلال فترة تفشي الفيروس علّت فوق أصوات الأمم والدوّل فأكدت أن العالم قرية كونيّة واحدة علماً أن البعض اعتبر أن هذه الأصوات تسعى الى توجيه المجتمع والاقتصاد حسب ما تريد.
إن مفهوم العولمة ليس بجديد فتقدم شيئاً فشيئاً منذ سقوط جدار برلين في العام ١٩٩٠. عولمة أسست لنظام عالمي جديد يستجيب لمصالح سياسيّة بيروقراطيّة واقتصاديّة جديدة.
أمام ذلك كلّه، نجد أنفسنا نتساءل إن كان إيماننا يقدم شيئاً؟ وما الذي يقوله اللّه في هذا الصدد؟
أسس اللّه الأمم والمدن ونصّبه المواطنون حامٍ لها ” حين أورث العلي الأمم ووزع بني آدم وضع حدود الشعوب على عدد بني اللّه” (سفر التثنيّة ٣٢، ٨ – ٩) .
ويستعرض الكتاب الفكرة في سفر دانيال ١٠، ١٣ – ٢١ عندما يتحدث عن الملائكة حارسة دول الإغريق والفرس.
ويستعيد آباء الكنيسة ما يعلمه الكتاب المقدس. فكتب القديس بازيليو في القرن الرابع: “علمنا موسى والأنبياء أن هناك ملائكة تحرس الدول. نقرأ في الكتاب المقدس ان هناك أمراء لكلّ أمة ويشير السياق بوضوح الى أن هؤلاء الأمراء هم ملائكة لا بشر. قسّم اللّه الأمم على حكام غير مرأيين هم الملائكة.”
وتجدر الإشارة الى أن عدد من البلدان تحتفل بعيد ملاكها الحارس ومن بينها البرتغال في ١٠ يونيو واسبانيا في الأوّل من أكتوبر.
ونستخلص من وجود هذه الملائكة ان الأمة هي أكثر من مجموعة خصائص: تتأسس الأمة بحسب مبدأ روحي يحميه الملاك ويصونه.
ونعرف جميعنا ان الملائكة هي مخلوقات روحيّة بالكامل ما يعني أن كلّ ملاك مختلف عن الآخر فما من ملائكة متشابهة. ويعني ذلك أن كلّ ملاك يحمل صفة من صفات اللّه الكاملة ويعكس نوراً من أنوار اللّه لا يمكن لأي ملاك آخر أن يعكسها.
والمقصود بما تقدم إنه وكما ان لكلّ أمة أمير روحي يحميها، وهو الملاك، فهكذا كلّ أمة مدعوة لإتمام مهمة معيّنة في جوق الأمم. يساعد الملاك الحارس في إنجاح هذه المهمة لكن الأبالسة تكافح أيضاً لكي تُخفق الأمم في مهامها الآيلة الى الخلاص ونفكر في هذا السياق بروسيا التي تنبأت سيدة فاطيما بأخطائها…
وأكثر بعد…
تحمي الملائكة حارسة الأمم كلّ ما يخص الأمة وتمنع، كما يقول البابا فرنسيس، “الاستعمار الأيديولوجي” أي الأفكار الغريبة التي تُفرض على ثقافة معينة التي ترافق، كما يقول البابا، المساعدة الماليّة التي تقدم الى أمة معينة. إن مهمة الملاك حارس الأمة الأساسيّة هي إرشاد شعب اللّه.
تعمل هذه الملائكة الحارسة على وحدة كلّ أمة لكن دون تدمير تقاليدها وثقافتها كما وتعمل على الارتقاء بها نحو المسيح. ومن هنا أهميّة هذه الملائكة في عالمنا الفاقد لقيمه الإنسانيّة والمتنكر لثقافته وتقاليده، فيعطي اللّه كلّ أمة من أممنا ملاك يرشدها لتكون ما الواجب أن تكونه في خطة الله الخلاصيّة.