تفاصيل الفترة الأخيرة فى مرض ابونا سمعان الانبا بولا
واشتد المرض وتطور والشفاء يحتاج الى معجزة. وفى أواخر ايام حياته كان اشتياقه ان يذهب لدير البابا اثناسيوس بانجلترا (الذى اخذ بركة تعب شرائه وتجهيزه). وفى لحظة وصوله الدير، كانت هناك زفة اجساد القديسين خارجة من الكنيسة لأول مرة تطوف ارجاء الدير وكما قال سيدنا الانبا انتونى أنهم كانوا فى استقباله. (ومن اللافت للنظر أنه فى المطار أول نزوله للخدمة بانجلترا وكان بصحبة الأنبا انتونى حيث استلم نيافته رفات أجساد قديسين وقد وصلت قبل ميعادها ورافقت ابونا سمعان منذ لحظة دخوله البلد).
بعد رجوعه من الدير بيومين لم يقدر على الذهاب للكنيسة يوم الاحد 21/8 وفى ذلك اليوم شدد على طلب التناول من ابونا صليب النقلونى (حالياً نيافة الانبا صليب اسقف عام ميت غمر). وحين أتاه ظهراً بالأسرار المقدسة وقدمها له ليتناول منها بنفسه كمرات سابقة (كعادة الكهنة)، قال له ابونا سمعان "ناولنى" وكرر الطلب فتحرج أبونا صليب ولم يريد لكن فى المرة الثالثة أمره وقال له "باقول لك ناولنى" فاجاب طلبه مضطراً (وقد يكون هذا الموقف اشارة الى ترشحه للاسقفية بعد ذلك).
وبعد التناول طلب ابونا سمعان بنفسه الذهاب للمستشفى (على غير عادته)، وفى المساء كان معه اخوه وأبونا صليب فقال لهما "بكرة عيد العذراء وهتعيدوا، روحوا بالسلامة انا تعبتكم معى" وكان سعيد ومتهلل جداً حتى أن جورج أخيه تعجب من سعادته.
وباكراً بعد قداس عيد العذراء الاثنين 22/8/2005، ذهبا له المستشفى وجلسا معه نحو ساعة وكان فى فرح وسلام وفجأة رسم الصليب ورفع يديه للترحيب وأسلم الروح. وانهى غربته على الارض وسافر للسماء وتم عرسه وكلل فى عيد العذراء. فمن محبة العذراء مريم لابونا سمعان الانبا بولا ان تصعد روحه الطاهرة مع تذكار صعود جسدها الطاهر للسماء.