أنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلى النَّاسِ بَلْ عَلى الله
الخميس الثاني من زمن العنصرة
وإِنَّ رَجُلاً اسْمُهُ حَنَنِيَّا اتَّفَقَ مَعَ زَوْجَتِهِ سَفِيرَةَ وبَاعَ مِلْكًا لَهُ. وَاخْتَلَسَ قِسْمًا مِنَ الثَّمَنِ بِعِلْمٍ مِنْ زَوْجَتِهِ، وأَتَى بِالبَاقِي وأَلْقَاهُ عِنْدَ أَقْدَامِ الرُّسُل. فَقَالَ بُطْرُس: “يَا حَنَنِيَّا، لِمَاذَا مَلأَ الشَّيْطَانُ قَلْبَكَ، لِتَكْذِبَ عَلى الرُّوحِ القُدُس، وتَخْتَلِسَ قِسْمًا مِنْ ثَمَنِ الـحَقْل؟ أَمَا كَانَ الـحَقْلُ بَاقِيًا لَكَ، لَوِ اسْتَبْقَيْتَهُ؟ وبَعْدَ أَنْ بِعْتَهُ، أَمَا بَقِيَ ثَمَنُهُ رَهْنَ سُلْطَانِكَ؟ فَلِمَاذا نَوَيْتَ في قَلْبِكَ هـذَا الأَمْر؟ أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلى النَّاسِ بَلْ عَلى الله!”. فَلَمَّا سَمِعَ حَنَنِيَّا هـذَا الكَلام، سَقَطَ ومَات. فَاسْتَولى خَوْفٌ شَدِيدٌ عَلى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ. وقَامَ الشُّبَّانُ فَكَفَّنُوه، وحَمَلُوهُ إِلى الـخَارِجِ ودَفَنُوه. وبَعْدَ نَحْوِ ثَلاثِ سَاعَاتٍ دَخَلَتْ أَيْضًا زَوْجَتُهُ، وهِيَ لا تَدْرِي بِمَا جَرَى، فَسَأَلَهَا بُطْرُس: “قُولِي لِي، أَبِهــذَا الـمِقْدَارِ بِعْتُمَا الـحَقْل؟”. فَقَالَتْ: “نَعَم بِهـذَا الـمِقْدَار!”. فَقَالَ لَهَا بُطْرُس: “لِمَاذَا اتَّفَقْتُمَا عَلى أَنْ تُجَرِّبَا رُوحَ الرَّبّ؟ هَا إِنَّ أَقْدَامَ الَّذِينَ دَفَنُوا زَوْجَكِ عَلى البَاب. وسَيَحْمِلُونَكِ أَنْتِ أَيْضًا!”. فَسَقَطَتْ فَجْأَةً عِنْدَ قَدَمَي بُطْرُسَ ومَاتَتْ. ودَخَلَ الشُّبَّانُ فوَجَدُوهَا مَيْتَة، فَحَمَلُوهَا إِلى الـخَارِجِ ودَفَنُوهَا بِجَانِبِ زَوْجِهَا. فَاسْتَولَى خَوْفٌ شَدِيدٌ عَلى الكَنِيسَةِ كُلِّهَا، وعَلى جَمِيعِ الَّذِينَ سَمِعُوا بِذلِكَ.
قراءات النّهار: أعمال الرسل 5: 1-11 / يوحنا 15: 18-21
التأمّل:
“أَنْتَ لَمْ تَكْذِبْ عَلى النَّاسِ بَلْ عَلى الله!”.
رائعةٌ هذه العبارة… فهي تحمل مختصراً مفيداً لقاعدة سلوك الإنسان المسيحيّ داخل المجتمع!
لو اعتبر كلّ منّا أنّه في حضرة الله في كلّ ما يقوم به سيجد بأنّ الصدق سيكون القاعدة في حياته لا الاستثناء!
الصدق ميزة تؤكّد على مصداقيّة الإيمان الّذي يحمله الإنسان ويجسّد التزاماً جديّاً وصادقاً لا خارجيّاً فحسب!