لَعَازَر، هَلُمَّ خَارِجًا!
إنجيل القدّيس يوحنا 11 / 32 – 44
مَا إِنْ وَصَلَتْ مَرْيَمُ إِلى حَيْثُ كَانَ يَسُوع، وَرَأَتْهُ، حَتَّى ٱرْتَمَتْ عَلى قَدَمَيْه، وقَالَتْ لَهُ: «يَا رَبّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي».
فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، واليَهُودَ الآتِينَ مَعَهَا يَبْكُون، ٱرْتَعَشَ بِٱلرُّوحِ وَٱضْطَرَب.
ثُمَّ قَال: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوه؟». قَالُوا لَهُ: «يَا رَبّ، تَعَالَ وَٱنْظُر».
فَدَمَعَتْ عَيْنَا يَسُوع.
فَقَالَ اليَهُود: «أُنْظُرُوا كَمْ كَانَ يُحِبُّهُ!».
لكِنَّ بَعْضَهُم قَالُوا: «أَمَا كَانَ يَقْدِرُ هذَا الَّذي فَتَحَ عَيْنَي الأَعْمَى أَنْ يَحُولَ أَيْضًا دُونَ مَوْتِ لَعَازَر؟».
فَجَاءَ يَسُوعُ إِلى القَبر، وهُوَ مَا زَالَ مُرْتَعِشًا. وكَانَ القَبرُ مَغَارَة، وقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَر.
قَالَ يَسُوع: «إِرْفَعُوا الحَجَر». قَالَتْ لَهُ مَرْتَا أُخْتُ المَيْت: «يَا رَبّ، لَقَدْ أَنْتَنَ، فَهذَا يَوْمُهُ الرَّابِع».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَمَا قُلْتُ لَكِ: إِذَا آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ الله؟».
فَرَفَعُوا الحَجَر. ورَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلى فَوْق، وقَال: «يَا أَبَتِ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ ٱسْتَجَبْتَنِي!
وأَنَا كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّكَ دَائِمًا تَسْتَجِيبُنِي، إِنَّمَا قُلْتُ هذَا مِنْ أَجْلِ الجَمْعِ الوَاقِفِ حَوْلِي، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي».
قَالَ يَسُوعُ هذَا، وصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيم: «لَعَازَر، هَلُمَّ خَارِجًا!».
فَخَرَجَ المَيْتُ مَشْدُودَ الرِّجْلَيْنِ واليَدَيْنِ بِلَفَائِف، ومَعْصُوبَ الوَجْهِ بِمَنْدِيل. قَالَ لَهُم يَسُوع: «حُلُّوهُ، ودَعُوهُ يَذْهَب!». التأمل: «أَمَا قُلْتُ لَكِ: إِذَا آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ الله؟».
يا رب ها أنا أرتمي على قدميك كما فعلت مريم، وأهمس لك بسري وهو أن جرحي قد أنتن، جرح داخلي، جرح حياتي، جرح كياني قد أنتن، ولو كنت معك لما مات فيَّ الضمير ساعة الحقيقة، والشجاعة وقت الشدة، والامانة وقت الامتحان الصعب،. والإيمان ساعة التجربة…
تعال يا رب وانظر قبري، تعال الى مدفني، تعالى إليّ وانظر بؤسي في عمق نفسي، إنك لو نظرت إلى داخلي ستبكيني كما بكيت لعازر…
أعلم يا رب أنك تحبّني، لا بل تحبني أكثر من نفسي، وأن حبك ثابت لا يتغير مع الأيام ولا يتبدل مع الظروف، أنت تحبّني رغم حقارتي وكل سقطاتي، تحبّني رغم كل شيء وفوق كل شيء، تحبّني رغم فسادي، تغمرني ورائحة الموت تخرج مني، تقبلني على وجهي المتسخ من كثرة تبديل الوجوه…
يا من فتحت عينيّ الأعمى، إفتح عينيّ قلبي لأرى وجهك الجميل، وأطبعه في أعماقي…
يا من شفيت الأبرص بلمسة يديك، إلمسني اليوم، لا بل الان، لأشعر بفيض حبك لي، وأبرأ من برصي الدّاخلي، رحمةً بي وبالاَخرين كي لا أنقل لهم، عدوى الموت بعد شفائي منها…
تعال يا ربٌ إلى قبري، تعال إلى مغارتي، أزح عني هذا الحجر الثقيل، وأخرجني من نتانتي، كما أخرجت لعازر، لأرى مجدك، وأفرح بلقائك مدى الدهر…
أخرجني يا رب من هذا القبر، أخرجني من ذاتي، أخرجني من أنانيتي، أخرجني من خطيئتي، فكّ قيدي… حررني، فأنا ميت مشدود الرجلين واليدين بسلاسل عبودية الشهوات، ومعصوب الوجه بمنديل الغرائز، أخرجني من ظلمتي لأرى وجهك العذب إلى الأبد… آمين.