رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل احتمال الضيقات بصبر يجعل الإنسان يشعر بالفرح لا ليس احتمال الإنسان للتجارب والصعوبات بصبر يمكن أن يمنحه السعادة الحقة، لأن ثقة الإنسان هنا تكمن في ذاته وفي قدرته على الاحتمال. ولكن التجربة أو المحنة تكشف جوهر الإنسان ومستوى علاقته بالله ومدي إدراكه لمحبة الله التي تحوطه. فإذا صادف إنسان تملئ قلبه محبة الله تجارب قاسية، يمكن لتلك المحن والصعوبات أن تؤلمه أشد الإيلام، ولكن بالرغم منها يشعر في قرارة نفسه بسلام يملئ قلبه، وبسكون داخلي يجعله يتحمل كل تلك المحن راضيا. على هذا ليس احتمال التجارب هو الذي يمنح الإنسان الفرح الحقيقي، لكن الفرح الذي يملئ قلب الإنسان هو الذي يساعده على احتمال التجارب والمحن: “نحتمل كل شيء لأجل محبة الرب يسوع المسيح”(Am ١٥). وهي ذات الفكرة التي يطرحها بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية (٥: ١-٥) “فإذا تبررنا بالإيمان لنا سلامٌ مع الله بربنا يسوع المسيح … بل نفتخر أيضا في الضيقات، عالمين أن الضيق يُنشئ صبرا، والصبر تزكية، والتزكية رجاء، والرجاء لا يخزى، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطي لنا”. هكذا أيضا بالنسبة للمسيحي فأن الحفاظ على الصبر لا يأتي إلا من قلب يملئه روح الله ومحبته. القلب الذي أنسكبت فيه محبة الله بفعل الروح القدس يّمكن الإنسان من أن يري كل شيء جديدا، لا يحتمل فقط أشد الضيقات والتجارب، بل لا يخشى حتى الموت لهذا يدعوه فرنسيس “الأخ الموت”. فإذا كان الحب البشري وقبول الآخرين يجعل الإنسان يشعر بالفرح، فأن الأمر يجد تمامه في شعور الإنسان بمحبة الله له، فيملئ قلبه السعادة والسرور مثلما كان الحال في بدء الخليقة. فالإيمان العميق بالله هو نبع السعادة الحقيقية التي تجعل الإنسان يحتمل الكثير من الصعوبات والآلام. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله عنده مشاعر تُمكنه أن يشعر بالفرح |
احتمال الضيقات |
احتمال الضيقات |
ضرورة احتمال الضيقات لننال النعيم |
ما أقوى الحب ، فهو يجعل من الوحش إنساناً ، وحيناً يجعل الإنسان وحشاً |