شهوة الاستشهاد من أجل المسيح:

[تحت اقدام المسيح]

شهوة الاستشهاد من أجل المسيح:
_______________________
الحياة فى المسيح الحقيقية حياة عملية تبدء عندما يصدق الانسان المسيح وينجذب الى المسيح وتسرى محبة المسيح فى قلبه.المسيحية تختلف عن باقى الاديان فى أن الله فى المسيحية يقدم للانسان حب عالى جدآآآآآآ وبصورة مستمرة فكل ما فعله المسيح من أجل الانسان ليس أحادث ماضية حدثت وانتهت لان المسيح هو الله المتجسد وهو غير زمنى رغم انه ظهر فى الجسد فى الزمان .
اى ان كل ما فعله المسيح من أفعال للخلاص فعلها حاضر ومستمر ولا ينتهى الانسان هو الذى يدخل فيه ويأخذ منه عندما يكتشفه ويشعر به فدم ربنا يسوع المسيح الذى سفك على الصليب يوم الجمعة العظيمة هو هو الذى نتناوله فى سر الافخارستيا وهذا سر مهم جدآ ان عمل الله لاينتهى ولا يغيره الزمن .
ومن هنا نلاحظ ان محبة الله للانسان منذ خلق الانسان وهى مستمرة لا تنتهى ولا تتغير التغيرات حدثت فى الانسان وليست فى الله .فالله محبة متدفقة كينبوع نحو الانسان لاينتهى ولايجف .
ولكن المشكلة الكبيرة هى أن الانسان قد لا يدرك هذه المحبة أو يفهم عن الله بصورة خطأ مع الاسف المعرفة الخطأ تحجب الانسان عن الله .أو يتعرف الانسان على الله بفكره فقط وببعض المعلومات عن الله ويتكلم عن الله ويناقش أمور خاصة بالله ولكن هو بعيد جدآ عن الحياة فى الله .
ولكن الانسان الذى تحرك قلبه نحو الله وعرف الطريق للوقوف أمام الله والحديث معه وذاق قلبه الحضرة الالهية .هذا يدخل فى ميكانيكية محبة الله .
من يلتهب قلبه بحرارة محبة المسيح يدخل فى ميكانيكية محبة المسيح بمعنى أن محبة المسيح فعالة وقوية فهى قوة ميكانيكية جبارة تسحب الانسان الى داخل الله وبصورة سرية غير ملحوظة كمثل القوة المغناطيسية الجبارة ولكنها لاترى بالعين.
فالموتور يتحرك بقوة عظيمة جدآ بفعل القوة المغناطيسية ولكن أذا حاولنا أن نرى هذه القوة لايمكن أن نلاحظ شيئ.
فمحبة المسيح مثل المجال المغناطيسى أذا دخل أنسان هذا المجال جذبته القوة المغناطيسية التى لمحبة المسيح ومن الصعب جدآ أن يخرج عن هذا المجال لانه كلما حاول الهروب من مجال المحبة تجذبه بقوة وتعيده مرة أخرى :
(وانا ان ارتفعت عن الارض اجذب اليّ الجميع. يو 12 : 32)
(اجذبني وراءك فنجري نشيد 1 : 4)
(كنت اجذبهم بحبال البشر بربط المحبة وكنت لهم كمن يرفع النير عن اعناقهم ومددت اليه مطعما اياه هو 11 : 4)
آن محبة المسيح هى كنز الكنوز هى الشيئ الدفين داخل النفس والتى تسعى اليه دون أن تدرى فمنذ فقد أدم هذا الحب ,وفقد معه الحياة والسعادة والانسان داخله شيئ مجهول يبحث عنه ,وهو يعلم أنه يبحث عن السعادة والفرح ولكن كيف يجده؟؟
هنا المشكلة لان من الممكن ينخدع الانسان ويضل البحث ويضع سعادته فى أمور وقتية تفنى او أنسان أخر قابل للفساد.والفناء.
ولكن من الضرورى جدآ ان يجد الانسان محبة المسيح ويقبلها ويتفاعل معها بأرادته الحرة ومتى دخل فى هذه المحبة العملية والتهب قلبه بمحبة المسيح ,يشعر الانسان أن كل حياته فى حالة تغير مستمر فأحداث اليوم تتغير على أيقاع محبة الله التى دخلت القلب ,طموح وأفكار ومبادئ الانسان تتغير حسب محبة المسيح ويكون فعلآ الانسان أنسان أخر جديد .
ولكن محبة المسيح الى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الاجابة غريبة الى حدآ ما لابد أن تكون الى الاستشهاد.
_______________________________________
نعم محبة المسيحة الى الاستشهاد لان هذه هى طبيعتها ربما نجزع ونعترض ونتزمر لهذه الاجابة وذلك لان قلبى مازال يهوى العالم ولازال فى قلبى حنين الى محبة العالم ومازالت أرتبط بأمور فى العالم .
ولكن الحقيقة محبة المسيح الى الاستشهاد ليس من الضرورى الاستشهاد بالسيف كما كان فى عصر الشهداء قديمآ ولكن غاية وطبيعة محبة المسيح الاستشهاد وبأى طريقة فمن المعروف أنه بنهاية عصر الاستشهاد حدثت حركة جبارة ناحية الرهبنة حتى أن الصحراء المصرية أكتظت بالرهبان بصورة عجيبة .
وأذا رجعنا الى عصور الرهبنة نذهل من أعداد الاديرة والرهبان كنت فى زيارة دير عظيم وقال لى أحد الرهبان الطاعنين فى السن أنهم كلما تمشوا فى الصحراء وفتشو فى الرمل يجدود أثار لقلقلى قديمة وبأعداد لاتحصى لماذا حدثت هذه الثورة على الرهبنة عقب نهاية عصور الاستشهاد ؟
أنها شهوة الاستشهاد من أجل المسيح ولكن هذه المرة بصورة جديدة .وهكذا محبة المسيح الى الاستشهاد .هذه طبيعتها لماذا لان النفس التى تدخل مجال محبة الله بالروح القدس تكتشف عظمة وقوة محبة الله لها وطبيعة هذه المحبة هو البذل الى كل النفس :
( ليس لاحد حب اعظم من هذا ان يضع احد نفسه لاجل احبائه. يو 15 : 13)
فكل يوم تنكشف أمام النفس محبة المسيح التى الى النفس وانه يفعل هذا بصورة مستمرة وبلا توقف للانسان ,ولان العلاقة بين الانسان والمسيح عملية ولان الروح القدس هو أساس هذه العلاقة فهو يسكب محبة الله فى القلب :
(لان محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. رو 5: 5)
وبهذه المحبة المنسكبة من الروح القدس الى قلب الانسان يقدم الانسان ذاته ذبيحة حية للمسيح كتبادل للحب العملى مع المسيح هذه ليست نظرية أو كلام هذه كلامات بسيطة ولكنها ليست معبرة بصورة حقيقية عن هذه المحبة لانها لايعبر عنها بالكلام ولكن أذا أردنا أن نقترب منها أكثر فالننظر الى:
الشهداء وسيرتهم والرهبان وسيرتهم والاخوات المتزوجات وسيرتهم التى صارت محبة المسيح فى قلوبهم أعلى من محبة القديس أنطونيوس.
كل هؤلاء هم ترجمة عملية لمحبة المسيح الفائقة المعرفة والى حضراتكم دليل عملى لهذا الموضوع أظن أنه سوف يكشف القصد النهائى من هذه الكلامات وبصورة بليغة جدآ :
هذه بعض كلامات الشهيد اغناطيوس الانطاكى :
___________________________________
قالها الى أخوته الذين أرادوا أن يهرب من الاستشهاد لانهم كانوا يحيبونه أنظروا المحبة العملية والتى هى رد على السؤال محبة المسيح فى القلب الى أين؟
(سامحونى انى اعرف جيدآ ما هو الافضل لنفسى ,لانه فى النهاية اذا قبلت الاستشهاد حينئذا سأكون على يقين أنى قد صرت تلميذا حقيقيآ ,ليته لاشيئ منظور أو غير منظور يأسرنى حتى أتمكن من أن أحظى بالوصول الى يسوع المسيح !
مرحبآ بكل وسائل التعذيب : النار ,والصليب , وهجوم الوحوش الكاسرة ,وتكسير العظام ,وتقطيع الاعضاء ,وسحق الجسد كله ,وكل عذبات الشرير القاسية التى يسددها الى ,
مرحبآ بكل هذه لتوصلنى الى المسيح .
لن تنفعنى كل مفاتن المسكونة ,او ممالك العالم .انى افضل أن أموت وأتى الى المسيح من أن أكون ملكآ على كل أقطار الارض.
انى فقط أطلب المسيح الذى قبل الموت عنا , وأتوق ان أرى وجه من قام لآجلنا .
سامحونى ,يا أخوتى فقد حان وقت مولدى ! فلا تعوقونى من الخروج الى الحياة ! لا توادوا لى البقاء , فهنا هو الموت لى , لا تحبسوا فى العالم أنسانآ يريد أن يكون لله ... لا تخدعونى بالامور المادية .
دعونى أخرج الى النور الحقيقى , لانى حالما أصل الى هناك ,حينئذ ساكون فى الحقيقة انسانآ كاملآ .
دعونى أقتدى بألام ربى , ومن يحمل الله فى داخله فليفهم ما أريد وليرق لحالى ,لانه يعرف كيف أن محصور .لاأريد أحيا بعد كما يحيا سائر البشر .
أما شهوتى الوحيدة فهى تتحقق اذا ما سمحتم انتم وتركتمونى .
فأسمحوا لى الان حتى يحقق الله لكم رغبانكم انتم أيضآ. الشهيد اغناطيوس

[walaa farouk]

ميرسي علي مشاركتك الجميلة
ربنا يفرح قلبك

[Mary Naeem]

جميلة جدا
ربنا يبارك حياتك