منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 05 - 2020, 04:50 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,765

القديس رومانوس الغلاطي المستشهد في الرقة (+780م)
1 أيار غربي (14 أيار شرقي)


القديس رومانوس الغلاطي



لم يرد ذكر هذا القديس إلا عند الجيورجيين، والجيورجيين نقلوه، كما يبدي الدارسون، عن العربية. لا أثر له عندنا ولكن يُظن أن راهباً من دير القديس سابا في فلسطين هو الذي دوّن سيرته، لعله القديس استفانوس الدمشقي الساباوي، نسيب القديس يوحنا الدمشقي، الذي رقد في العام 807م. من مزايا النص ورود ذكر شخصيات تاريخية معروفة كأبي جعفر المنصور والخليفة المهدي والحاجب أبي الفضل الربيع بن يونس الذي ذكره المؤرخ البغدادي. نص سيرته استعرناه من كتابنا "القديسون المنسيون في التراث الأنطاكي".
ولد القديس رومانوس في قرية من قرى غلاطية قرابة العام 730 للميلاد. أسرته محبة الله حدثاً. فلما بلغ أول الشباب هجر مسقد رأسه وجاء إلى دير مشهور يعرف بـ "منتيناون" فاقتبل الحياة الملائكية فيه. كان على الدير يومذاك – بخلاف التقليد الشائع – أم روحية قديسة اسمها أنتوزا تعيد لها الكنيسة في اليوم السابع والعشرين من شهر تموز. وقد كان لأنتوزا أب روحي قديس هو الكاهن سيسنيوس.

هذا أنشأت القديسة بعنايته ومشورته ديرين، أحدهما للراهبات بكنيسة على اسم والدة الإله، والآخر للرهبان بكنيسة على اسم الرسل القديسين. ويبدو أنه كانت تشد الديرين، أحدهما إلى الآخر علاقات وثيقة. كما يبدو أن أنتوزا كانت بمثابة الأم الروحية للرهبان والراهبات معاً، يخضعون لها رأساً عليهم. وقد منّ عليها الرب الإله بموهبة التبصر وصنع العجائب. أما الديران فكانا في بقعة مائية: دير الراهبات كان في جزيرة صغيرة ودير الرهبان كان عند الشاطئ المطل عليها. الموقع كان، فيما يبدو، نواحي كلوديوبوليس، ولعله بحيرة دفنوسي إلى الشمال من جبل الأليمبوس في بيثينيا، المعروفة اليوم بـ "أفتين غول" التركية.
وفي خبر القديس رومانوس ما يشير إلى أن القديسة أنتوزا عرفت بالروح سلفاً ما أعده الله لهذا الراهب الشاب، فأوفدته في مهمة خارج الدير لقضاء بعض الحاجات. كانت المهمة في بقعة قريبة من الخط الفاصل بين البيزنطيين والعرب المسلمين. وكان قد مضى على رومانوس في الدير، إلى ذلك الوقت، ما يقرب من الخمسة والعشرين عاماً. خرج رومانوس إلى هناك برفقة راهب مسنّ. وما أن اقترب الاثنان من الموضع المعين حتى خرج عليهما مغيرون من العرب المسلمين فأخذوهما أسيرين.
أُرسل الأسيران إلى "بابل التي هي بغداد" حيث مثلا أمام الخليفة، عبد الله أبا جعفر المنصور، فكبلهما بالسلاسل. ولم يطل المقام بالراهب المسن في السجن لأنه رقد بعد زمان يسير. فبقي رومانوس وحيداً. وقد دام أسره تسع سنوات.

في السجن التقى رومانوس بعض الرهبان الذين منهم واحد اسمه يوحنا وآخر سمعان، فتصادقوا وتسنى لهم أن يقيموا الصلوات معاً. لكن وجود عدد من الروم من ذوي الميول المعادية للإيقونات خلق بين هؤلاء والرهبان جواً من العداء.

وقد تأزم الحال بين الفريقين إلى حد أن الرهبان باتوا في خطر التصفية الجسدية. وقد أرسل الله للرهبان رجلاً مؤمناً من مواطني المدينة ضمنهم وأخذهم على عاتقه متحملاً مسؤولية إحضارهم لدى الولاة عند الطلب، ثم أخرجهم إلى بيته.

فلما رقد أبو جعفر الخليفة سنة سبعمائة وخمس وسبعين نودي بمحمد المهدي خليفة. وهذا أطلق سراح العديد من الأسرى سوى الروم.
وجاء من نقل للخليفة وشاية كاذبة في حق رومانوس أنه ربما كان عميلاً حمصياً للروم، الأمر الذي جعل السلطة تشدد قبضتها على الرهبان المساجين عموماً، وعلى رومانوس خصوصاً حتى جعلوه في السجن الانفرادي. لكن عمليات الاستجواب والاستقصاء التي أخضع لها لم تكن لتثبت صحة التهمة الموجهة إليه بحال. ومع ذلك حفظه الخليفة في السجن سنتين إضافيتين.
وإذ كان المهدي على أهبة خوض حملة ضد البيزنطيين ظن أن بفيد من رومانوس، العميل المزعوم (!)،فأحضره لديه، لكن رومانوس لم ينفع الخليفة في شيء فسخط المهدي عليه ومزق ثوبه وأمر حاجبه المدعو أبا الفضل الربيع بن يونس أن يسوقه مكبلاً في إثر العسكر الخارج لمواجهة الروم.
فلما بلغ العسكر مدينة الرقة، في شهر نيسان من العام 780م، نصب مضاربه فيها. وإن هي سوى أيام قليلة أو ربما أسابيع حتى انضم إليهم فرسان أغاروا على الروم وعادوا بعدد من الأسرى. هؤلاء خيروا بين الموت وأن يكفروا بدينهم ويشهروا إسلامهم، فأنكروا إيمانهم وأعلنوا إسلامهم مرغمين. لكن، تمكن رومانوس، بنعمة الله، من بث روح المروءة فيهم واستردهم تائبين إلى الإيمان بالمسيح.
فنقل الخبر إلى أبي الفضل بن الربيع فبلغه المهدي الذي حاول استمالة رومانوس، ولكن دون جدوى. وبعد أخذ ورد، طلب القديس مهلة يوم ليتأمل في الأمر. فظن المهدي أنه أصاب في الرجل ضعفاً وبلغ مأربه فأعطاه ما أراد آملاً أن يعود إليه رومانوس في اليوم التالي مذعناً مستسلماً. لكن رومانوس قضى الليل بطوله مصلياً، يعد نفسه لموت الشهادة. وفي اليوم التالي، قرابة السعة التاسعة صباحاً، وقف أمام الخليفة وجاهر بإيمانه بالرب يسوع المسيح دونما تردد، فخاب ظن المهدي وأمر بقطع رأسه فكان كما أمر.
ثم إن بقايا الشهيد ألقيت في نهر الفرات، لكنها طفت على صفحة المياه فلحظها بعض المؤمنين فجاؤوا والتقطوها وأخذوها إلى كاتدرائية المدينة القديمة حيث أقاموا عليها سهرانة احتفالية دامت الليل بطوله وجعلوا الرفات في مثوى الكنيسة الكبرى.

وقد كانت شهادة رومانوس البار في الأول من شهر أيار من العام 780 للميلاد، قرابة الساعة العاشرة صباحاً، بركته تشملنا أجمعين، آمين.
طروبارية القديس البار رومانوس الغلاطي المستشهد في الرقة باللحن الثامن
لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ رومانوس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
القديس رومانوس
القديس رومانوس المرنم
القديس رومانوس الحمصي
القديس رومانوس المعترف
القديس رومانوس المتوحد


الساعة الآن 11:49 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024