يا لعظم إتضاعك سيدي و ربي و الهي و مخلصي

[walaa farouk]

الم تكن قدميك يا سيدي هما اللتان دهنتهما مريم بالطيب و غسلتهما دموع المرأة الخاطئة
و مسحتهما بشعر رأسها!
فمالي أراك اليوم منحنياً أمام أرجل تلاميذك تغسلهم بالماء و تجففهم بمنديلك !
أي عجب و أي دهشة احتار فيها الشاروبيم الممتلؤن أعيناً و السارافيم ذوو الستة أجنحة
حين رأوا السيد المهاب المسبح المعبود ينحني أمام العبيد و المعلم امام التلاميذ
و الرب امام البشر و السماوي امام التراب و القدوس امام الخطاة !!
هل أردت أن تعلمنا أن نتضع ! و كيف و نحن تراب و رماد !
و كيف ونحن من الأرض جبلنا و من الطين صنعتنا !
هل أردت أن تطهرنا قبل التقدم لأسرارك المحيية!
هل أردت أن تعلمنا أن ننحني أمام بعضنا و نخدم بعضنا البعض
فمن أراد أن يكون عظيما فليكن للجميع عبداً !!
هل أردت أن تطهر أقدام الرسل لتعلمهم نقاوة الخدمة و طهارة التعليم
و تجمل أقدام المبشرين بالسلام المنادين بالخيرات الكارزين بالبشارة المفرحة
أنه قد جاء مشتهى الأجيال و انتظار الأمم و رجاء الشعوب و أكمل الخلاص !!
هل كان مقدمة لما ستفعل يوم مجيئك كما قلت و إن وجدت العبيد ينتظرونك تجلسهم
و تقف انت و تتمنطق و تخدمهم في منظر ليس بعده عجيب !!
سر عجيب يا سيدي لا يقدر فكري أن يستوعبه ولا عقلي المحدود أن يدركه !!
يا لعظم إتضاعك سيدي و ربي و الهي و مخلصي !!
بل يا لعظم إرتفاعك أيها المعظم و العالي و الممجد من أفواه الأطفال و الرضعان و الخليقة كلها
و المسجود له ممن في السماء و على الأرض !
المجد لك