رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة
لا تَنْفُخْ أَمَامَكَ في البُوق، كمَا يَفْعَلُ المُراؤُونَ إنجيل القدّيس متّى 6 / 1 – 4 قالَ الربُّ يَسوع: «إِحْذَرُوا مِنْ أَنْ تَعْمَلُوا بِرَّكُم أَمَامَ النَّاسِ لِيَراكُمُ النَّاس، وإِلاَّ فَلا أَجْرَ لَكُم عِنْدَ أَبِيكمُ الَّذي في السَّمَاوَات. فمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، لا تَنْفُخْ أَمَامَكَ في البُوق، كمَا يَفْعَلُ المُراؤُونَ في المَجَامِع، وفي الشَّوَارِع، لِكَي يُمَجِّدَهُمُ النَّاس. أَلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّهُم قَدْ نَالُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ، مَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، فَلا تَعْلَمْ شِمَالُكَ مَا تَصْنَعُ يَمِينُكَ،لِتَكُونَ صَدَقَتُكَ في الخَفَاء، وأَبُوكَ الَّذي يَرَى في الخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيك. التامل: “فمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَة، لا تَنْفُخْ أَمَامَكَ في البُوق، كمَا يَفْعَلُ المُراؤُونَ…” منذ أيّام إنتشر على وسائل الإعلام المختلفة خبر مفاده أن لبناني مغترب أتى من أستراليا إلى بلدته في شمال لبنان (عكار)، لمدة وجيزة صنع فيها خيراً للكثيرين من أبناء بلدته دون أن يعلم أحد، ففي الصباح الباكر جال على محلات السمانة في البلدة طالباً حسابات أهل البلدة المدينين لديهم، وقام بتسديدها دون الخوض بتفاصيلها. وكذلك فعل مع اللحامين، حيث سدد ديون الأهالي لديهم، ليستطيعوا الإستمرار في توفير حاجياتهم اليومية. ولم ينسَ الصيدليات، رغم قُلّتها في الضيعة، فدفع ديون الأهالي الغير قادرين على تسديد ثمن أدويتهم، طالباً من أصحاب الصيدليات الإستمرار في توفير الأدوية لهم بضمانته الشخصية… وقد أمضى “روبن هود” عكار، كما لقّبته وسائل الإعلام، ليلته إلى جانب والدته العجوز، وفي الصباح الباكر توجه إلى المطار موصياً إخوته إبقاء خبر مبادرته الإنسانية بعيداً عن الإعلام، وكان له ما أراد… أظنّ أن دعاء أبناء البلدة المحتاجين لفاعل الخير هذا وصلت إلى السماء دون معرفة إسمه، فقد شاهدوا إيمانه بأعماله، وشعروا بمحبته بالعمل والحق، وليس بالكلام أو اللسان. يأتي تحذير يسوع من عمل البرّ أمام الناس مثل تحذيره من خمير الفريسيين (الكذب)، وكأن مفعول عمل البر من أجل الشهرة الرخيصة كمفعول الكذب يضرّ بصاحبه ويضرب صيته وسمعته كذلك يضرب كرامة الإنسان المحتاج وإذلاله في وقت حاجته.. فإذا كان الانسان يشاهد الاعمال بعينه وينساها في قلبه، أما الله فإنه يزن النوايا لتبقى حية في قلبه.. ” الانسان انما ينظر الى الظواهر، وأما الرب فإنه ينظر الى القلب” ( 1 صم 16 / 7) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|