لِئَلاَّ تَحْزَنُوا كَمَا يَحْزَنُ سَائِرُ الـنَّاسِ الَّذِينَ لا رَجَاءَ لَهُم
ولا نُريدُ، أَيُّهَا الإِخوَةُ، أَنْ تَجْهَلُوا مَصِيرَ الرَّاقِدِين، لِئَلاَّ تَحْزَنُوا كَمَا يَحْزَنُ سَائِرُ الـنَّاسِ الَّذِينَ لا رَجَاءَ لَهُم. فإِنْ كُنَّا نُؤْمِنُ أَنَّ يَسُوعَ مَاتَ وَقَام، نُؤْمِنُ أَيْضًا أَنَّ الَّذِينَ رَقَدُوا بِيَسُوع، سَيُقِيمُهُمُ اللهُ مَعَ يَسُوع. ونَقُولُ لَكُم بِكَلِمَةٍ مِنَ الرَّبّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ البَاقِينَ إِلى مَجِيءِ الرَّبِّ لَنْ نَسْبِقَ الَّذِينَ رَقَدُوا، لأَنَّ الرَّبَّ نَفْسَهُ، عِنْدَ إِصْدَارِ الأَمْرِ بِهُتَافِ رئِيسِ الـمَلائِكَةِ وبُوقِ الله، سَيَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء، فَيَقُومُ الأَمْواتُ في الـمَسِيحِ أَوَّلاً، ثُمَّ إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْياءَ البَاقِينَ نُخْطَفُ مَعَهُم في السُّحُب، لِمُلاقَاةِ الرَّبِّ في الـجَوّ، وهـكَذَا نَكُونُ معَ الرَّبِّ على الدَّوَام. فَشَجِّعُوا بَعْضُكُم بَعْضًا بِهـذَا الكَلام.
قراءات النّهار: 1 تسالونيقي 4: 13-18 / لوقا 12: 1-7
التأمّل:
يطغى أحياناً على عاداتنا في الحزن الطابع العاطفيّ الّذي يسبّب أحياناً إنفصاماً بين محتوى إيماننا المستند إلى قيامة الربّ يسوع والرّجاء بقيامة أمواتنا وبين سلوكنا في المناسبات الحزينة الّذي يتناقض مع ما ورد على لسان مار بولس في رسالة اليوم وهو: “لِئَلاَّ تَحْزَنُوا كَمَا يَحْزَنُ سَائِرُ الـنَّاسِ الَّذِينَ لا رَجَاءَ لَهُم”!
يدعونا هذا إلى مراجعة نقديّة لطغيان عواطفنا على إيماننا دون أن يعني ذلك أن نتجرّد من إنسانيّتنا بل المقصود أن نشذّب المبالغات التي تحدث كي نبقى شهوداً للرّجاء واللقاء السّماويّ ولو في وسط الألم والإحساس بالفقدان الأرضيّ!