رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عِبَادَةً مَرْضِيَّة، بتَقْوًى وخُشُوع
فَاحْذَرُوا أَنْ تُعْرِضُوا عَنِ الَّذي يُكَلِّمُكُم: فإِنْ كَانَ أُولـئِكَ الَّذِينَ أَعْرَضُوا عنِ الَّذي كَلَّمَهُم بِوَحْيٍ عَلى الأَرْض، لَمْ يُفْلِتُوا مِنَ العِقَاب، فَكَم بِالأَحْرَى نَحْنُ، إِذَا حِدْنَا عَنِ الَّذي يُكَلِّمُنا مِنَ السَّمَاوَات؟ وهُوَ الَّذي يَوْمَئِذٍ زَلْزَلَ صَوتُهُ الأَرْض، أَمَّا الآنَ فقَد وَعَدَ قائِلاً: “إِنِّي مَرَّةً واحِدَةً بَعْدُ سأُزَلزِلُ لا الأَرْضَ فَحَسْبُ بَلِ السَّمَاءَ أَيْضًا!”. إِنَّ قَولَهُ “مَرَّةً واحِدَةً بَعْدُ” يَدُلُّ على زَوَالِ الأَشْيَاءِ الـمُتَزَعزِعَة، لأَنَّهَا مَخْلُوقَة، لِكَي يَبْقَى ما لا يَتَزَعزَع! لِذلِكَ، فَبِمَا أَنَّنَا حَصَلْنَا على مَلَكُوتٍ لا يَتَزَعزَع، فَلْنَتَمَسَّكْ بِهـذِهِ النِّعْمَة، وَلْنَعْبُدْ بِهَا اللهَ عِبَادَةً مَرْضِيَّة، بتَقْوًى وخُشُوع. فَإِنَّ إِلـهَنَا نَارٌ آكِلَة! قراءات النّهار: عبرانيّين 12: 25-29 / متّى 5: 17-20 التأمّل: يحمل هذا النصّ الكثير من عناصر الرّجاء وخاصّةً حين يؤكّد بأنّنا “حَصَلْنَا على مَلَكُوتٍ لا يَتَزَعزَع”! ولكن في الوقت عينه يدعونا للثبات في هذا الرّجاء عبر التمسّك “بِهـذِهِ النِّعْمَة” ويشدّد على الدعوة إلى عبادة الله “عِبَادَةً مَرْضِيَّة، بتَقْوًى وخُشُوع”! ملكوت الله ليس ماديّاً بل هو أوّلاً حضور الله في حياتنا والّذي يتجلّى بوضوح كما في الإفخارستيّا أو في كلمة الله أو بخَفَر كما في النّاس البسطاء ولا سيّما الفقراء والأكثر ضعفاً! وهنا، لا بدّ من تضمين مفهوم “العبادة المرضيّة” كلّ ما نقوم به في سبيل الوقوف قرب إخوتنا المحتاجين إذ نحقّق من خلاله ما دعانا إليه من ترجمة لمحبتنا له عبر كلّ من هم بحاجة لمدّ يد العون كما نستنتج من نصّ الدينونة (متّى ٢٥: ٣١- ٤٦): “كنت جائعاً…، عطشاناً…،…”. |