عيد شفيع الطائفة المارونية
يُكشف النقاب عن وعد قديس الموارنة الذي بقي سراّ طوال هذه السنين
كتبت هذه القصة عام 2011 وكنت في ابو ظبي، شعرت وأنا على مكتبي أن شيئاً يدفعني الى كتابة هذه السطور التي هي عبارة عن قصة تراءت إلى ذهني ليس إلّا: سأل راهب من تلاميذ مارون عن أي اتجاه يـأخذ ليبشّر بيسوع؟ فبدأ يبحث ويبحث فلم يحصل على جواب، فصعد إلى منسكة مارون ليستشيره، فرأى مارون وبيده عصا راسماً خريطة المنطقة جغرافياً ويشرح لبعض الملافنة معنى الرسالة في هذا الشرق. فانفرج محياه لأن الرب استجاب لدعائه وبدأ يستمع إليه.
قال مارون، ستأتي أيام صعبة عليكم، تساقون للقتل، الهجرة، المضايقات، الترهيب والترغيب وتساقون الى المحاكمات كما أعلمنا الرب في إنجيله، واليوم سأرسم لكم الإتجاه المناسب فيكون هناك مرقدكم ولا تتركون تلك الأرض لأن الربّ بشرنا بواسطة روحه القدوس أنّه باركها وهو حاميها.
مسك عصاه رافعاً اياها الى السماء، وقال: الرب سيغدق على الأرض ماء، ومتى يهطل المطر اتبعوه، وحيث البرد والثلج هناك تنامون. تسكنون بين الذئاب، تلجأون إلى المغاور الصعبة الوصول، ويكون الصوم مأكلكم والصلاة مشربكم. لا بشر هناك، بل تدجّنون البريّة ومن فيها، وتملؤون الليل ترنيما والفجر بخورا، صلّوا الى ربكم وهو وكيل كل شيء. وعاد مارون إلى صلاته.
فجلس ذاك الراهب الشاب على صخرة وتكى على غصن شجرة وبدأ يفكرّ بما قاله مارون فلم يفهم شيئاً. وعاد يفكّر أي طريق يسلك ليبشّر، وكما سمع فهناك لا رفيق سوى الوحوش والمغاور.
قرر أن يستشير من سبقه خبرة وصلاة، فمرّ بالأول والثاني والثالت فكان الجواب واحداً، ما سمعته نسمعه من أبينا مارون ونحن في عمرك ولا جواب.
اغتاظ وقرر أن يصعد إلى مارون ويعرف الجواب بنفسه، فدنا من مارون وسأله، يا معلّمي احترت بأمري ومعي جميع تلاميذك فلما لا تسمّي الأمور بأسمائها، ولما التبشير في منطقة لا ناس فيها فما هو دورنا إذاً؟
عندها أمر مارون الراهب بإحضار جمع الرهبان فكانوا كرمل البحر لحاهم داست الأرض فباركتها. نظر إليهم مارون نظرة موقرة، وسأل بصوت جهور، يا كبار الرهبان وملافنتنا، إلى متى سأبقى معكم؟ حان وقت ذهابي إلى دنيا الحق ولا زلتم تسألون؟
ذهل الحضور واحتاروا بأمرهم، ما هي تلك الجنة التي يدخلونها أحياء، ومارون لن يدخلها معنا؟ فمسك عصاه من جديد وأشار بها إلى السماء، وبدأت يده تتهادى إلى سلسلة جبال فانهال المطر وتساقطت الثلوج ورأوا ذئاب الليل تهرب خائفة فانشقّت الأرض وتصدّعت وجاءت ملائكة السماء بكثرة كل واحد منها يحمل راهباً فأنزل كل واحد إلى مغارة وضُربت الأرض بعصا مارون فعاث البخور في ذاك الوادي الكبير، فنظر الرهبان إلى هول ما حدث فخافوا خوفاً شديدا…
عندها توقّف كل شيء وسال الثلج وأشرقت السماء واتضّح النهار فرأى الرهبان بعضهم وهم يطلّون رؤوسهم من مناسكهم كعصافير في عشاشها، صرخوا بالجوق الأوّل ربّي، وبالجوق الثاني يسوع، وصاح الجمع بمارون “مجد هذه الأرض لك” وستبقى ووعد علينا أن نحافظ عليها، فقال مارون “لبنان” اسمه، فقالوا “مجد لبنان أعطي لك”، هذا المجد أعطيه لكم بدوري، حافظوا عليه بمشلحكم ردوا عنه النار، وقولوا لمن شاء اضطهادكم أن صلباننا ستزنّر هذا الجبل، وللعلامة وضع كاهنهم الأكبر صليباً على تلّة وما زال الصليب شامخاً حتى الآن.
باللبناني كما جاءت على موقع جمعية طور لبنون:
قبل كم يوم من عيد شفيع الشعب الماروني رح ينكشف عن وعد قديس الموارنة يللي بقي سرّ طول هالسنين
سأل راهب من تلاميذ مارون بِأيّا إتجاه بيروح ت يبشّر بيسوع؟
قام بلّش يفتّش ويفتّش ولمّا ما حصل ع جواب، طلع ع منسكة مارون ليستشيره، وشاف مارون وبإيده عصا عم يرسم خريطة المنطقة الجغرافية ويشرح للرهبان معنى الرسالة بهالشرق.
ارتاح وجّه لأن الرب استجاب لدعواته وبلّش يتسمّع عليه.
قال مارون، رح تجي إيام صعبة عليكن، رح يجرجروكن للقتل والهجرة ويضايقوكن، بالترهيب والترغيب وياخدوكن ع المحاكم متل ما خبّرنا الرب بإنجيله، واليوم رح إرسملكن الإتجاه المناسب ت يكون هونيك مرقدكن وما تتركوا هيديك الأرض لأن الربّ بشرنا بواسطة روحه القدوس أنّه باركها وهوّي حاميها.
مسك عصايته ورفعها للسما، وقال: الرب رح ينزّل عالأرض ميّ، ولمّا ينزل الشتي لحقوه، ووين فيه برد وتلج هونيك بتناموا.
رح تسكنوا بين الدياب، وتتخبوا بالمغاور يللي صعبة ينوصلها، ورح يكون الصوم أكلكن والصلاة شربكن. ما فيه بشر هونيك، بس رح تدجنوا البريّة ويللي فيها، وتملوا الليل بالترتيل والفجر بالبخور، صلّوا لربكن وهوي وكيل ع كل شي. ورجع مارون ع صلاته.
وقعد هيداك الراهب الشبّ ع صخرة وتكي ع غصن سجرة وصار يفكرّ بيللي قاله مارون لأنّه ما فهم شي.
ورجع يفكّر بأيّا طريق لازم يروح ت يبشّر، ومتل ما سمع إنّه هونيك ما فيه ولا رفيق إلّا الوحوش والمغاور.
قرر يستشير يللي سبقوه بالخبرة وصلاة، قام مرق ع الأول والتاني والتالت وكان الجواب واحد، يللي سمعته نحنا منسمعه من بينا مارون ومن نحنا بعمرك وما فيه جواب.
طلع خلقه وقرر يطلع لعند مارون ويعرف الجواب بنفسه،
وقرّب من مارون وسأله، يا معلّمي احترت بأمري ومعي كل تلاميذك ليش ما بتسمّي الإشيا بأساميها، وليش ت التبشير يكون بمنطقة ما فيها ناس وشو هوّي دورنا لكان؟
ساعتها أمر مارون الراهب يجيب كل الرهبان يللي كانوا متل رمل البحر ودقونن داقّة بالأرض و مباركتها.
اتطلّع عليهن مارون نظرة موقّرة، وسأل بصوت جهور:
يا كبار الرهبان وملافنتنا، لأيمتى رح إبقى معكن؟ صار وقت روحتي لدنية الحق وبعدكن عم تسألوا؟
تعجّبوا الرهبان و صاروا يسألوا، شو هيّي هيديك السما يللي رح نفوت عليها طيبين، ومارون مش رح يفوت ليها معنا؟
قام مسك عصايته من جديد و دلّا فيها للسما، وبلشت إيده تدلّي ع سلسلة جبال وصبّ الشتي و بلشت تتلج وشافوا دياب الليل عم تهرب خايفة وانشقّت الأرض وتصدّعت وإجوا ملايكة السما بكترة كل واحد منهن ت يحمل راهب وينزله بمغارة وانضربت الأرض بعصاية مارون قام طلع البخور بهيداك الوادي الكبير، واتطلّعوا الرهبان ع يللي صار قاموا خافوا كتير…
ساعتها توقّف كل شي و داب التلج وشرقت شمس السما وبيّن النهار وشافوا الرهبان بعضهن وهنّي وعم يطلّوا بروسهن من مناسكهن متل عصافير بعشاشها، صرخوا بالجوق الأوّل ربّي، وبالجوق التاني يسوع، وصرخ الكل لمارون
“مجد هالأرض إلك”
ورح تبقى وعد علينا أنه نحافظ عليها، قال مارون “لبنان”
اسمه،
قالوا
“مجد لبنان انعطى إلك”
هيدا المجد رح أعطيه إلكن أنا بدوري، حافظوا عليه بمشلحكن ردوا عنه النار، وقولوا ليللي بدّو يضطهدكن أنه صلباننا رح تزنّر هالجبل، وللعلامة حطّ كاهنهن الأكبر صليب ع تلّة وبعده الصليب شامخ لهلّق.