لماذا نشعر بـ الجوع أكثر في الشتاء ؟
بمجرد أن تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض، وتُصبح ساعات الليل أطول من النهار والأجواء في الخارج باردة للغاية، حتى نشعر أن شهيّتنا لتناول الطعام تزداد شيئًا فشيئًا بعلاقة تتناسب طرديًا مع برودة الطقس في الخارج!
فهل تزداد الشهية فعليًا مع الأجواء الباردة في الشتاء ونشعر بالجوع أكثر؟ وإن كان ذلك صحيحًا، فما السبب في ذلك على عكس فصل الصيف؟
لماذا يزداد شعور الجوع وتُصبح شهيّتنا أكبر في فصل الشتاء؟
إن كُنت تظن أن الجلوس في المنزل طويلًا خلال فصل الشتاء “والتعشيش” تحت البطانية والأغطية الدافئة ما يدفعك نفسيًا لتناول المزيد من الطعام، فإن الأمر يتعدى كونه نفسي، بل هو حقيقة فعلية وجسدية ولأعضائك دورٌ في ذلك!
فقد وجدت إحدى الدراسات أن مؤشر كتلة الجسم للمشاركين في دراسة بهذا الخصوص قد زاد مع تحوّل الفصل من الصيف إلى الخريف، بينما لاحظ المشاركين زيادة استهلاكهم للدهون الحيوانية من اللحوم ومنتجات الألبان لأن الطقس أصبح أكثر برودة، ما تسبّب على الأرجح في ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
غريزيًا، نلجأ إلى تناول المزيد من الطعام لأن الأيام تُصبح مظلمة بصورة أسرع وفي وقتٍ مبكّر، ونحن مضطرون بيولوجيًا إلى البحث عن المزيد من الطعام وتناوله أسرع من المعتاد. وهذا التأثير يُعرف باسم “التأثير الموسمي”، بحيث يميل الناس إلى تناول المزيد من الطعام مع تغيّر الفصول، ويشعرون أنهم يُعانون من الجوع على الرغم من ذلك!
أجسامنا أكثر نشاطًا ممّا نظن!
يستخدم جسمك طاقة إضافية خلال الأيام الباردة في محاولةٍ منه للحفاظ على دفء الجسم على حرارته المعتدلة 37 درجة في ظل انخفاض حرارة الجو عن هذا المعدّل. ومن أجل إتمام هذه المهمة على أكمل وجه، فإن جسمك سيستنفذ المزيد من الطاقة، وتُصبح بحاجة إلى المزيد من السعرات الحرارية. هنا يقوم الدماغ بإرسال إشارات عصبية تُشعرك بالجوع والرغبة في تناول الطعام، وذلك لتعويض النقص في السعرات الحرارية التي تُستنفَذ في الحفاظ على حرارة جسمك.
لأجل ذلك، أنت تتناول المزيد من الطعام في الشتاء أكثر ممّا تتناوله عادةً في فصل الصيف. ففي الصيف، ليست هناك حاجة لتدفئة جسمك كما هي الحاجة لذلك في الأيام الباردة. لكن هذا لا يعني أن تُكثر من تناول الوجبات الدسمة في ساعات المساء، بل حاول أن تتناول وجبات غنية بالألياف لأنها ستُشعرك بالشبع لفترة طويلة. مع التركيز على تناول الخضروات والفواكه لتُقلل من جوعك ولا تكتسب وزنًا إضافيًا.