اكتشاف التطعيم الخاص بالجدري
في أوروبا في القرن الثامن عشر إندلع وباء الجدري، وفي البلدات المزدحمة بالقرون الوسطى كان المرض يتغذى من القمامة وحتى البراز البشري (النفايات) التي تسد الشوارع الضيقة بسبب عدم كفاية المجاري، وتوفي واحد من كل عشرة أشخاص بسبب المرض، ومعظمهم من الأطفال، ويقال إن شخصا واحدا من بين كل ثلاثة أشخاص في لندن يحمل علامات حفر من الجدري.
نشرت الحكمة الشعبية الشائعة الفكرة القائلة بأن أي شخص مصاب بالجدري، وهو مرض أبقار أكثر اعتدالا أصبح محصن من الجدري البشري، وفي عام 1796، قرر جينر إختبار الفكرة، ولقد أخذ بعض سائل جدري البقر من قروح خادمة لبنانية تدعى سارة نيلمس وفركها في جروح صبي يبلغ من العمر ثماني سنوات يدعى جيمس فيبس، وبعد بضعة أيام تعرض جيمس لحالة خفيفة من اللقاح (شكل من أشكال جدري البقر التي تعاقدت مع البشر)، ولكن سرعان ما تخطاها، وبعد ستة أسابيع أعطى جينر جيمس بعض السوائل من شخص أصيب بالجدري، فلم يتأثر الصبي وحصل على الحصانة من التطعيم.
بسبب نجاح التطعيم، حصل جينر على منحة مالية لمواصلة عمله، وتم تحصين الآلاف من المواطنين الإنجليز، بما في ذلك العائلة المالكة، وامتدت الممارسة إلى ألمانيا وروسيا، وكتب رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت توماس جيفرسون إلى جينر هنأه على نجاحه، وعندما تم توفير التطعيم في أمريكا تأكد جيفرسون من أن أفراد عائلته تم إعطائهم التطعيم ضد الجدري، وامتدح جيفرسون جينر لأنه وجد طريقة لتخليص البشرية من الجدري، ولمدة نصف قرن ظل الجدري هو المرض الوحيد الذي صنع منه التطعيم.