رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا الآنَ فَالأَحْرَى بِكُم أَنْ تُسَامِحُوهُ وتُشَجِّعُوه، لِئَلاَّ يَغْرَقَ في الـحُزْنِ الشَّدِيد”!
فَإِنِّي جَزَمْتُ بِهـذَا في نَفْسِي أَلاَّ أَعُودَ إِلَيْكُم عَلى حُزْنٍ: لأَنِّي إِنْ كُنْتُ أَنَا أُحْزِنُكُم، فَمَنْ يُفَرِّحُنِي غَيْرُ الَّذي أُحْزِنُهُ؟ وقَدْ كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهـذَا، لِئَلاَّ أَلْقَى عِنْدَ قُدُومِي حُزْنًا مِنَ الَّذِينَ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ أَفْرَحَ بِهِم. وأَنَا عَلى يَقِينٍ مِنْ جِهَتِكُم أَجْمَعِينَ أَنَّ فَرَحِي هُوَ فَرَحُكُم جَمِيعًا. فَمِنَ الضِّيقِ الشَّدِيد، وكآبَةِ القَلْب، كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِدُمُوعٍ غَزِيرَة، لا لِتَحْزَنُوا، بَلْ لِتَعْرِفُوا مِقْدَارَ حُبِّي العَظِيمِ لَكُم. وإِذَا كَانَ أَحَدٌ قَدْ أَحْزَنَنِي، فَما أَحْزَنَنِي أَنَا وَحْدِي، بَلْ أَحْزَنَكُم جَمِيعًا بَعْضَ الـحُزْن، وأَقُولُ هـذَا بِدُونِ مُبَالَغَة! وَيَكْفِي مِثْلَ هـذَا الرَّجُلِ ذَاكَ التَّوبِيخُ الَّذي نَالَهُ مِنَ الأَكْثَرِين. أَمَّا الآنَ فَالأَحْرَى بِكُم أَنْ تُسَامِحُوهُ وتُشَجِّعُوه، لِئَلاَّ يَغْرَقَ في الـحُزْنِ الشَّدِيد. لِذلِكَ أُنَاشِدُكُم أَنْ تُؤَكِّدُوا لَهُ مَحَبَّتَكُم. وإِنَّمَا كَتَبْتُ إِلَيْكُم بِهـذَا لأَخْتَبِرَكُم إِذَا كُنْتُم مُطِيعِينَ في كُلِّ شَيء. فَمَنْ تُسَامِحُوهُ بِشَيءٍ أُسَامِحْهُ أَنَا أَيْضًا؛ لأَنِّي إِنْ كُنْتُ قَدْ سَامَحْتُ بِشَيء، فقَدْ سَامَحْتُ بِهِ مِنْ أَجْلِكُم في حَضْرَةِ الـمَسِيح، لِئَلاَّ يَخْدَعَنَا الشَّيْطَان، ونَحْنُ لا نَجْهَلُ مَقَاصِدَهُ. قراءات النّهار: 2 قورنتوس 2: 1-11/ متّى 4: 18-25 التأمّل: ما أجمل روح التضامن والغفران المشار إليها في هذه الرّسالة لا سيّما: “أَمَّا الآنَ فَالأَحْرَى بِكُم أَنْ تُسَامِحُوهُ وتُشَجِّعُوه، لِئَلاَّ يَغْرَقَ في الـحُزْنِ الشَّدِيد”. فجماعة المؤمنين مدعوّةٌ لعيش هذه القيم التي تكسر من الأنانيّة وتعمّم روح المحبّة خاصّةً أنّ الغفران يتمّ في حضرة المسيح وبقوّة فدائه! يمكننا القول أنّ مار بولس يدعونا إلى قبول عدوى الغفران حين يقول: “فَمَنْ تُسَامِحُوهُ بِشَيءٍ أُسَامِحْهُ أَنَا أَيْضًا”. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|