رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا اختار العديد من القديسين العيش في المغاور؟
كانت المغاور اختيارًا شائعًا للعديد من القديسين لأسباب عملية وروحية بعض من أعظم قديسي الكنيسة الكاثوليكية هربوا من وسائل الراحة في هذه الدنيا ولجأوا إلى المغاور. وتشمل قائمة القديسين الطويلة: القديس بندكت والقديس أنطونيوس الكبير والقديس جيروم والقديس يوحنا فم الذهب وحتى القديس فرنسيس الأسيزي لفترات معينة من حياته. لماذا اختار هؤلاء القديسين المغاور؟ ألم يكن بإمكانهم العيش في دير أو بيت صغير تابع للكنيسة؟ في البداية، كانت المغاور بالنسبة إلى العديد من القديسين خيارًا عمليًا. إذ كانت تُعَد ميزة طبيعية في جميع أنحاء أوروبا والأراضي المقدسة وشمال إفريقيا. كما أنّ معظمها لا يتطلب مواد بناء على الإطلاق، لذا يمكن للراهب أو الراهبة أن يبيع كل ما يملك ويطوف في الجبال، ليجد مغارة دون حاجته إلى امتلاك أي معدات أو أموال. وتوفر المغاورأيضًا حماية كافية، سواء من الظروف الطبيعية أو من المجرمين، ويحافظ معظمها على درجة حرارة ثابتة طوال العام، فتحفظ الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف. ولا تؤثّر العواصف كثيرًا على المغاور، ما يتيح إمكانية بقاء الفرد آمنًا وسليمًا مهما كان الطقس. ويمكن أن تكون المغارة “غير مرئية” للعين وقد لا يلاحظها المارة أبدًا، وهكذا تحمي الشخص من المجرمين أو من جنود الأعداء المارّين. وكانت المغاوراختيارًا روحيًا أيضًا، إذ يُذكَر النبي إيليا وهو “الناسك” الأكثر شهرة في العهد القديم، بأنه لاقى حضور الله بينما كان يقطن في مغارة: “وَدَخَلَ هُنَاكَ الْمُغَارَةَ وَبَاتَ فِيهَا. وَكَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيْهِ يَقُولُ: “مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟” (1 مل 19:9). وقدّمت المغاورملاذًا روحيًا مثاليًا منعزلًا تمامًا عن بقية العالم. وغالبًا ما تتواجد هذه المغاورفي المناطق التي يصعب الوصول إليها وتكون بعيدة عن الطرقات الرئيسة. إذا أردت أن تكون وحيدًا، فالمغاورهي المكان الأنسب لذلك! هذا وذكّرت المغاورأيضًا القديسين بموت يسوع ودفنه، مشبّهين “الموت” بطبائعهم القديمة التي سعوا إلى تخطيها لتجديد حياتهم الروحية. وفي الكثير من الحالات، لم تكن المغاورهي البيت الدائم للقديسين، بل كانت بمثابة مكان للراحة. فعلى سبيل المثال، وجد القديس فرنسيس الأسيزي وإخوته المتدينون ملجأً روحيًا في مغاورمونتي سوباسيو التي كانت مكانًا منعزلًا، فكانوا يتأملون في الله بصمت ويسمحون له أن يملأ أرواحهم قبل العودة إلى العالم. وتتمتع المغاوربتاريخ غني في المسيحية، ولا يزال الكثير منها يُستخدم في جميع أنحاء العالم من قبل الأفراد والجماعات الذين يشعرون أنهم مدعوون من الله ليلاقوا حضوره في مكان بعيد عن ملهيات العالم الحديث |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|